كثير ما يقرأ القارئ مقالات قد يعجب بها ويرويها لمن لم يقرأها ولكن للإعجاب درجات قد يمر قطار العمر والإنسان لم يصل إلى آخر درجة منها. ويختلف من شخص إلى آخر، ولكن أعتقد أنني وصلت إلى أعلى درجاته عندما قرأت مقالة الدكتورة هند ماجد بن خثيلة في عدد يوم الاربعاء 26 محرم (وتاليتها) لأنها طرقت على وتري الحساس تجاه هذا الوطن وقيادته، حيث إنني قرأت(وتاليتها) وأنا على متن رحلة جوية راجع إلى أرض الوطن الغالي، وبعد انتهائي من قراءة المقالة طلبت من مضيف الطائرة ورقة وأخذت أعبر عن ما بنفسي وأكتب رداً أو بالأحرى إن صح التعبير كلمات شكر متواضعة لهذه الإنسانة التي أبدت مصداقية وطنيتها وحبها لوطنها بهذه الكلمات.صحيح أن كلماتي لم تكن مركزة الاختيار أو لم تكتب بصيغة تظهر المعنى بالوجه، ولكن لعلها توصل القارئ الكريم ولو قليلاً من ما بنفس كاتبها.. كما أنا سعيد بأن توجد في هذا البلد المعطاء بنات له مثل الدكتورة هند سخرن أقلامهن لتتصدى وتستنكر ما يصدر من كلام لا يليق بهذا الوطن ومكانته كوجه للمسلمين. وكما ذكرت الكاتبة في مقالتها بأن الوطنية تولد مع الشخص وليس درساً يدرس في المدارس أو تخصصاً في الجامعات، فالشخص الذي لا يملك وطنية أعتقد أنه يفتقد شيئاً من أهم عوامل الاستقرار والانتماء حتى وإن كان نفسياً، وأنا أعجب من ذلك الشخص الذي تطرقت له الكاتبة في مقالتها عندما طلبت منه المساندة في الرد على من تعرض لبلده بالكلام غير اللائق به، وقال إن هذا ليس تخصصه، كذلك لم يكن تخصص الكاتبة ولكن وطنيتها التي تسري في دمها لم تمل عليها السكوت، وقد اتضحت الفوارق في الوطنية بينها وبين من كان حاضر منها بدون وطنية ولا نعلم تخصصه.. وبهذا لا يسعني إلا أن أقول للكاتبة إن من طلبت منه المساعدة والمساندة لا يستحق حقيقة أن يكون من ربعك ولا الأدنى منهم، لأن القاسم المشترك بينك وبينه الوطنية فقد فقدها في هذه الجولة وكسبتها حتى الإحساس بها. قد يطول الحديث في هذا الموضوع لأنه ذو شجون ولكن ما ذكرت ليس سواء كلمات بسيطة تعبر عن مشاعر جياشة بقلب صاحبها لا يدري كيف وبأي أسلوب أو شكل يخرجها ولكن(وتاليتها) تطرقت للموضوع بكلمات أعطت الموضوع حقه وبشكل واضح في هذه المقالة التي اعتبرها عصماء(وتاليتها).
عوض أبو خشيم |