Monday 12th April,200411519العددالأثنين 22 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الموظفون والأمانة الموظفون والأمانة
ياسر بن محمد الغفيلي/كلية المعلمين في محافظة الرس

يتعجب الإنسان كثيراً عندما يرى ذلك الموظف وهو قابع في مكتبه بلا حراك وقد امتلأت أدراجه وملفاته بكم وافر من الأوراق والمعاملات!! ثم يتساءل وهو يراه ويقول سبحان الله أين الأمانة؟ فتأتيه الإجابة - من شخص سبر أحوال الموظفين والعاملين والمستخدمين وعرف حركاتهم وسكناتهم - بأن تلك الصورة أحسن حالاً من ذلك الموظف الذي يمارس ألواناً وأنواعاً من الحيل للتهرب من عمله والتنصل من مهامه المكلف بها، فتجده في الاهمال رأساً وفي التفريط قائداً. وهاتان الصورتان وغيرهما من الصور التي تعبر عن واقع بعض الموظفين تقول لنا: لماذا لم يتربَّ الإنسان على الأمانة؟ لماذا لا يكون البقاء دائماً للأفضل والاجود والأكفأ؟ الى متى يبقى ذلك الشاب صاحب الهمة العالية والنشاط والحيوية بلا عمل حكومي ويبقى امثال اولئك يستنزفون اقتصاد الدولة بلا مقابل؟
كم قبضوا من أموال وحازوا من مرتبات ومكافآت؟ ثم هم في المقابل يرسمون بلا حياء ولا خجل لا من خالق ولا من مخلوق صورة ذلك الموظف الذي يصح ان نطلق عليه المهمل المتمرس.
وتلك ظاهرة يترتب عليها تفويت مصالح العباد والبلاد والتي يتعمم ضررها ويستفحل شررها ويعظم خطرها.
ويزداد العجب وتبلغ الدهشة منتهاها عندما يكون الإنسان احيانا مبتعداً عن كثير من المعاصي والذنوب راجياً عفو الله وإحسانه ثم هو في المقابل يتساهل في أداء عمله إما بالتنصل وإما بالتهرب وإما بعدم الاتقان وإما بصور قد لا نعرفها بالضرورة لكننا نعرف أنها كلها تجسيد لعدم المبالاة وتصوير حي لفوضى قد عششت في عقول عدد من الموظفين والتي تحتاج الى قليل من الوعظ ومزيد من قوة النظام. وما ذكرناه ينطبق على كل من تحمل أمانة وإن كانت الأمانات تختلف والأعمال تتباين فالموظف الإداري بلا شك انه يختلف عن المعلم والمربي والذين لمقالهم حديث ذو شجون أتمنى أن ييسره الله.
وفي الختام نقول للجميع ونقرأ عليهم قول الله عز وجل: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } (26) سورة القصص.
والله من وراء القصد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved