Monday 12th April,200411519العددالأثنين 22 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المعجب في رحلة المغرب المعجب في رحلة المغرب
فاروق صالح با سلامة

إنني أحمل تصوراً حسناً للمغرب الشقيق، منذ قرأت عنه، وتعلمت من علمائه وأدبائه الكتب والمؤلفات الحسنة، والثقافة والفنون والآداب، وذلك منذ عقود من السنين والزمن المبارك في التعلم وطلب المعرفة والاطلاع والقراءة. لم يخطئ تصوري هذا، بل إنني تطابق لديّ التصور والواقع، عن ناسه ومدنه وعالمه الفسيح! إن المغرب بلد مبارك بأخلاق أمته وعلوم علمائه وآداب أدبائه وأفكار مفكريه وثقافتهم جميعاً.
لم تطل أيامي في ربوعها الخضراء ولكن فكري امتلأ بالأشواق في هذه الرحلة، وهنا سرّ الإعجاب بهذا البلد العظيم ورجاله الميامين، إذ طوقوني بالودّ والإنسانية، والفضل والعرفان.
ظل خاطري يتدفق بالمشاعر الحسان - وأنا هناك - وامتد هذا الخاطر يقدح فكري بذلك التصور والمعاني والقيم التي انعكست من سلوك المغاربة على فكري هذا، وتصوري ذاك، حتى أحسست أنهم قوم كرام، محبون للعلم وعطائه، والفكر وتصوراته، والثقافة ومردودها المتدفق بالخير.
قابلت منهم وراقاً يعمل في بيع الكتب وتوزيعها وتجليدها وإعدادها للبيع فالقراءة. لقد لمست منه حباً للعلم وإدراكاً لفضله وتصميماً لنفعه وتوزيعاً لبيعه.
إن المغاربة ذوو ود للكتاب وعرفان لنفعه، يقبلون يومياً على المكتبات، الشاب والفتاة والرجل والمرأة، الذين لا يكاد لديهم صلة وظيفية مباشرة بالكتاب إلا لقراءته والاستفادة منه والاطلاع لمنافعه العظيمة وخيراته الحسان.
نعم يستضيفني هذا الوراق الجليل في مكتبته التجارية فأرى العجب العجاب منه؛ تارة يحضر لي كتاباً أسأل عنه، أو يفاجئني بآخر لي اهتمام به أو ميل عليه. وتارة يعد لي الشاي النعناعي المغربي الأصيل مع الحلويات اللذيذة المنعشة التي لم أذق مثلها في المشرق العزيز !!
لقد تصورت المغرب بلداً عربياً وإسلامياً وعالمياً، شاسع الأطراف، ذا ساحل أخضر يمتد من شماله إلى الجنوب، تارة على البحر الأبيض، وتارة أخرى على الأطلس، ومن الداخل مساحات خضراء، الطبيعة زراعية الحرث والثمار ذات المياه وكلأ الأرض المنبت.
أما مجال الأدب والثقافة والصحافة، فله في المغرب الشقيق النصيب الأكبر! يوجد أدباء كثار ومثقفون عظام ومشايخ كبار، من مؤلفين وكتاب وعلماء ومحققين لكتب التراث القديم والحديث. وفي دور العلم من جامعات عريقة مثل القرويين في فاس، ومحمد الخامس في الرباط، ومعاهد عالية مثل دار الحديث الحسنية إلى جانب الزوايا التعبدية والمساجد المكرمة مثل مسجد الملك الحسن الثاني في الدار البيضاء. المغرب بلد معجب لمن يزوره، ويتوجه إليه، ويمكث في مناطقه العديد مثل مراكش وطنجة وأغادير وسواها كثير.
وللمغرب تاريخ حافل بالعلوم والدول والإمارات والمراكز التجارية والاقتصادية،
والمجامع الثقافية والأربطة والزوايا والجوامع والأحزاب السياسية، وهم عرب معجبون ومعتزون بعروبتهم ودينهم الإسلامي الحنيف، ويشمل لغتهم الفصحى الكثير من الألفاظ والمصطلحات العربية والأدبية والدينية التي إذا سمعناها علمنا الأصول التي ينحدرون منها من الجزيرة العربية واليمن والشام والخليج العربي في المشرق العظيم.
لقد تذكرت الكثير من الأعلام المغاربة - وأنا هناك - تذكرت الفتوح الإسلامية والرجال الفاتحين مثل موسى بن نصير وطارق بن زياد ويوسف بن تاشفين. كما تذكرت رجال العلم والثقافة مثل ابن خلدون والقاضي عياض وابن عبد البر من القدماء. أما أعلام المغرب الحديث، فنجد عبد الكريم الخطابي ومحمد الخامس وعلال الفاسي وعبد الله كنون ومحمد عزيز لحبابي وعبد الكريم غلاب وفاروق حمادة وغيرهم من النجباء في عالم الفكر والثقافة والفلسفة والأدب والاجتماع والاقتصاد والإدارة، واللغة والتعريب واللسان العربي، ورائد هذا المجال الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله - عليه رحمة الله - صاحب مجلة (اللسان العربي) المعروفة.
كما أن بالمغرب رابطة للعلماء واتحادا للكتاب والأدباء والمبدعين ومراكز وأندية علمية وثقافية وفنية وأدبية وفكرية وفلسفية، الأمر الذي يطول لو فصلنا القول فيه وتناولناه من كافة الجوانب، والشعب والنواحي الخاصة والعامة.
وختاماً فإن مضيفي المغربي هو صاحب مكتبة التجليد العصري بحي الأحباس بالدار البيضاء السيد رشيد طباع إبراهيم المراكشي الذي بعث معي أخاه عدنان عندما هممت بزيارة الرباط للتحية ومقابلة الأستاذ الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة سفير المملكة بالمغرب الشقيق الذي التقيت به بعد غيبة عنه غير قصيرة من الزمن؛ فسلام على المغرب ومن فيها!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved