Monday 12th April,200411519العددالأثنين 22 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
حديث الوزير عن الموانئ.!
عبدالفتاح أبو مدين

حديث وزير النقل في اقرأ، 28-12-1424هـ، العنوان يقول: لدينا خطة لتطوير (الموانئ الصغيرة) لرفع كفاءة التشغيل.. ولعل الشيء البارز في الوطن العربي، ولاسيما الذي يعمل بلا خطة مرسومة ومنفذة، أن ذهاب وزير ومجيء وزير مصدر تغيير، لأن لكل وزير آراءه مع آراء من حوله من المستشارين وأجهزة الوزارة المختلفة.!
إن ميناء ينبع كان رئيساً قبل عقود ثم تعطل، وكان قبل اليوم يستقبل السلع التي تحملها البواخر وتنقل إلى المدينة المنورة والشمال، وفي ذلك جدوى، تشغيل الميناء وإحياء البلد ووفر في التكاليف إذا قيست بالنقل من جدة إلى مختلف المناطق في قارة المملكة العربية السعودية.. ومنذ بدء العمل في ميناء جدة البحري، من جمادى الأولى 1370هـ جمد العمل في ميناء ينبع والقنفذة وغيرها على البحر الأحمر، وأصبح التكدس في جدة، وهذا يشبه المركزية في الأعمال بعامة، وحدثت أزمة تعطيل البواخر قبل ثلاثين سنة، إذ كانت تقف في عرض البحر في جدة نحو ستة أشهر، غير أن هذا التوجه ليس في صالح إحياء المناطق التي تتطلع إلى الحياة كمنطلق تكافؤ وعمر موزع لتحيا كل أبعاد البلاد.!
وأذكر أننا كنا قبل خمسين سنة نعمل من خلال دواوين عشرة في وزارة المالية ولم يكن من يدير تلك الدواوين يحملون شهادات جماعية وعليا، ولكنهم كانوا خريجي ثانوية ومعهد وابتدائية، غير أنهم كانوا متفتحين وأكفاء واكتسبوا مرانة وخبرة وصقلتهم الأيام، ولم يكن حولهم خبراء يقول أحدهم: ماذا يريد سعادتكم كما يقال اليوم: ماذا يريد معاليكم!؟
نحن ننام نصف قرن، وحين نصحو نتحدث ونقول إننا نريد أن نطور ولدينا خطة لكذا وكذا.. ولعل سائل يقول: وأين خطط التنمية، ماذا فيها، وماذا رسمت!؟ من المؤكد أنني لن أجد جواباً.! ولعلي أقول لمعالي وزير النقل، خفف الضغط عن جدة واكسر هيمنة البيروقراطية والمركزية وحرك ميناء ينبع لتقف فيه البواخر حاملة السلع، لتمون المدينة ووسط البلاد، وفي ذلك وفر تكاليف، وإيجاد فرص عمل للمواطنين وكسر جمود وبدل تطوير جازان في آخر الجنوب، لماذا لا يحيي ميناء القنفذة وقد كان قبل عقود يستقبل السفن الشراعية وكذلك الصادرة عنه، وكانت المنطقة منتعشة غير أن المركزية المسيطرة خلقت خللاً كبيراً، فأماتت مناطق كانت حية، وبذلك نسيت الملحقات، فلا يصلها مسؤولون ولا يؤبه لها، وهذ المسلك يشبه العمل الفردي بدل العمل الجماعي، وبين حقبة وأخرى يتحدث وزير بأن وزارته تنوي تطوير وتجديد وربما يذهب وزير ووزير وتبقى المشروعات حبراً على ورق، لأنها ترسم للمستقبل بالسين، سوف.!
ويشكو وزير النقل من تكدس السلع في ميناء جدة الغاص بالزحمة، وأن التجار لا يسارعون في استخراج ما يستوردون.. وحسب خبرتي المتواضعة، لأني كنت موظفاً - جمركياً- سابقاً، أن مرد ذلك التكدس السوق، وأن نهم التجار في الاستيراد بلا حسابات عند الأكثرية، وأن السلع المستوردة أمامها أو عليها تكاليف أقيامها وأوراقها في البنوك لا تسلم لأصحابها إلا بعد سداد اقيامها، والسوق متقلبة والتاجر لا يريد استخراج بضاعته ويدفع ما عنده أو يستدين ثم لا يصرف السلعة.!
ورأيي لكي يكون المستوردون النهمون على بصيرة بتقلبات الأسواق محلياً وخارجياً وينطلقون من حسابات جادة قبل الاستيراد والارتباط مع المصدرين إلخ.. الحل عندي لتخفيف التكدس في ميناء جدة إلى أن يوظف ميناء (ينبع) لاستقبال البواخر خلال عقد أو أكثر إن صح ذلك، أن تجنح وزارة المالية إلى رفع رسوم الأرضية على السلع بعد أيام السماح، هذا من جهة ومن أخرى فإن السلع التي لا يراجعها فيها أصحابها تباع بعد ثلاثة أشهر بدل ستة أشهر وبذلك تعالج قضية التكدس.!
ولعلي في وقفة أخرى أتحدث عن عتاولة مشتري السلع المتروكة في مخازن الجمارك، واتفاق زبائن الشراء فيما بينهم، لتُشترَى السلع بأرخص الأسعار، وهذا يضر بمستورد السلعة وخزينة الدولة، وهذه حال يعلمها القريبون من سوق بيع المتروكات، وكذلك الذين في ساحة تصيد المزادات واقتناصها، واتفاق أصحاب المصالح.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved