* الرياض - فهد الغريري:
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض مساء امس حفل افتتاح الندوة الثالثة لآفاق البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في العالم العربي التي تنظمها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا تحت عنوان - العلوم والتكنولوجيا مفتاح لتحقيق التنمية الإنسانية العربية - وتستمر لمدة ثلاثة أيام وذلك في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض وكان فى استقبال سموه لدى وصوله مقر المركز معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور محمد بن جميل الملا ورئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور صالح بن عبد الرحمن العذل ورئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا الدكتور عبد الله بن عبد العزيز النجار وعدد من المسؤولين.
وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم ألقى رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا الدكتور عبد الله النجار كلمة أعرب فيها عن شكره وامتنانه للرعاية الكريمة من قبل سمو ولي العهد للندوة ولافتتاح سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز اليوم لفعالياتها والذي يبين اهتمام المملكة العربية السعودية المعروف بالعلم والعلماء.
وبين أن هذه الندوة تهدف إلى تنشيط دور البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في معالجة جانب النقص المعرفي في العالم العربي والعمل على تحقيق رؤية متكاملة وحقيقية للواقع الحالي لمجتمعنا العلمي وتحليل معطياته وتشخيص نقاط ضعفه والدفع باتجاه الاستثمار في مجال العلوم والتقنية فضلاً عن السعي للربط بين منظومة البحث العلمي ومنظومة الاستثمار في المنطقة العربية.
واستعرض الدكتور النجار أهم المحاور الرئيسية التي ستناقشها الندوة ولاسيما الموضوعات التي تخص واقع ومستقبل العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي من خلال جلسات العرض والنقاش وورش العمل المتخصصة.
عقب ذلك ألقى رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور صالح العذل كلمة عبر فيها عن سروره بافتتاح هذه الندوة التي يشارك فيها نخبة علمية عربية جاءت إلى الرياض وكلها طاقات علمية زاخرة تملؤها الرغبة في وضع خبراتها على محك العمل.
وقال: إن الإقبال الكبير الذي شهدته الندوة للمشاركة في فعالياتها والذي فاق التوقعات وذلك التفاعل من قبل الباحثين والعلماء العرب في مختلف المجالات العلمية منذ بدء الاستعدادات لعقد الندوة ليؤكد أن المنطقة العربية تزخر بكفاءات علمية يمكن توظيفها بطريقة أفضل في سبيل ازدهار التنمية في البلدان العربية).
واشار الى أن المعنى من إقامة هذه الندوة التي تعنى بالبحث العلمي والتطوير التقني والتي تطورت عبر تجربتها الثالثة التي تشهدها المملكة اليوم إلى أن صارت تجمعاً علمياً عربياً كبيراً يرتبط بالقدرة على توظيف العائد من البحث العلمي والتطوير التقني لخدمة التنمية في البلدان العربية وتشجيع الأداء العلمي للباحثين العرب والتعرف على التجارب المتميزة بغرض تطويرها والإفادة منها فضلاً عن تقييم الواقع العلمي العربي وبحث اولوياته وتحليل معطياته وتشخيص نقاط ضعفه لتطوير وسائل البحث وتوظيفها لخدمة الإنسان العربي.
بعد ذلك ألقى مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور على الشملان كلمة العلماء المشاركين في الندوة عبر فيها عن شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية لاستضافتها لهذه الندوة التي تناقش واقع ومستقبل العلوم والتقنية في العالم العربي من اجل تنمية بلادنا تطويراً وتوظيفاً.
وقال: إن ما تشهده بلداننا العربية من تحديات اليوم وما يتطلبه الوضع العربي من تحقيق النمو في جميع المجالات يأتي على قائمة مشكلاته ضعف التوجه نحو المسألة العلمية والبحثية تمويلاً وتوظيفاً ، لافتاً النظر إلى أنه يمكن تجسير الفجوة بين العرب وعالم اليوم الذي اعتبر المسألة العلمية في قمة أولوياته سواء من خلال تبني سياسات علمية فاعلة تأخذ بعين الاعتبار أولوية هذه المسألة وتعمل على تطوير فكرة التعاون العلمي العربي والبحثي بين الأقطار العربية. ورأى أن فكرة ومشروع هذا التجمع العربي الكبير ليس سوى ملمح مهم يقرب المسافات لاكتشاف أبرز تجارب النشاط العلمي القائم اليوم في أكثر من بلد عربي كما أنه يساهم في تقييم أفضل مستوى للمشروعات العلمية العربية وإمكانية دعم المتميز منها بالإضافة إلى أنه يدعم التواصل بين العلماء العرب داخل الوطن العربي وفي المهجر في سبيل خدمة التنمية العربية. إثر ذلك ألقيت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني القاها نيابة عن سموه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز هذا نصها..
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
ايها الحفل الكريم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إن من بواعث سروري أن أكون بينكم هذا المساء..
نيابة عن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني - يحفظه الله - ونحن نحتفل سوياً بافتتاح الندوة الثالثة لآفاق البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في العالم العربي بحضور علماء عرب جاءوا من كل مكان لمناقشة قضية غاية في الأهمية وهي تتعلق بالنشاط العلمي في العالم العربي.
ايها الاخوة.. تعلمون إن تجارب النهوض والتقدم في كافة أنحاء العالم تبنى على أكتاف أبنائها المخلصين وأن الثروة الحقيقية للأمم هي الطاقات البشرية التي تقدر قيمة العمل الجاد وتسخر الظروف للنهوض بمجتمعاتها حسب الإمكانات المتوفرة.
ايها الحفل الكريم.. إن المملكة العربية السعودية لتفخر بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهم الله بأن حققت الكثير من الإنجازات في سبيل النهوض بقضايا العلوم والتقنية في المملكة فالجامعات السعودية والمؤسسات العلمية والمراكز المتخصصة في مختلف المجالات العلمية هي القاعدة العلمية التي تخدم القضايا التنموية المختلفة في المملكة ولقد توجت الجهود بإقرار السياسة الوطنية للعلوم والتقنية للعشرين سنة القادمة.
والتي نرجو من الله ان تحقق الطموح والغايات التي تنشدها قيادة هذا البلد ومواطنيه.
ايها الحفل الكريم..
انه لشرف للمملكة العربية السعودية ان تستضيف هذه الندوة المهمة والتي نأمل ان تثمر عن توصيات ونتائج تستهدف الارتقاء بالمهمة العلمية والبحثية بما يعود بالنفع على البلاد العربية كما نتمنى ان يكون هذا التواصل عاملاً على تنسيق الجهود العلمية وداعماً للتعاون المثمر بين مؤسسات البحث العلمي العربية.
وفي الختام..
ارجو لكم من الله التوفيق.. واتمنى للمشاركين وضيوف الندوة طيب الاقامة في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية وان تحقق هذه الندوة ماتتطلعون اليه من اهداف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عقب ذلك تسلم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز هدية تذكارية بهذه المناسبة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا.
ثم قام سموه بقص الشريط إيذاناً بافتتاح المعرض المصاحب للندوة حيث تجول سموه في أرجاء المعرض الذي يشارك فيه عدد من القطاعات الحكومية والخاصة.
حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز امين عام الهيئة العليا للسياحة وصاحب السمو الأمير تركي بن سعود بن محمد آل سعود وأصحاب الفضيلة العلماء والمعالي الوزراء وعدد من السفراء المعتمدين لدى المملكة وعدد من المسؤولين وضيوف الندوة.
وبهذه المناسبة عبر معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ورئيس الندوة الدكتور صالح العذل عن شكره للرعاية الكريمة الممثلة في رعاية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للندوة وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وعن تقييمه للتجربة قال: لا أعتقد أنه من المناسب ان نقيم في البداية هذا أولاً
وثانياً: نحن ندع الآخرين يحكمون ومثلما رأيت حجم المشاركة في الافتتاح من قبل علماء الوطن العربي والمهجر فواضح تماما في ظل الظروف العصيبة التي نمر بها ان العلوم والتقنية تلعب دوراً كبيراً في التنمية والأمن الوطني والاقتصادي والاجتماعي ولا يمكن أن نعيش كافة عالة على العالم ونكون مستهلكين فقط وعندنا كفاءات وتاريخنا حافل بالإبداع والعلوم فلما كنا في عصر الازدهار كان باقي العالم في عصر الظلمات وهذا الاجتماع ليس للإشادة والكلام بل لدراسة المعوقات وتجاوزها بما يتوافق مع تطلعاتنا وخصوصا في ظل وجود هذه الكفاءات العربية والعالمية التي سوف تفيدنا بتجربتها بحيث نعرف أين مراكز قوتنا واين سلبياتنا.
أما نائب الرئيس الدكتور عبدالله الرشيد فقد قال عن بداية هذه التجربة:
تجربة رائعة جدا وهي التجربة الثالثة ولكنها الأولى في المملكة ولكن عدد الأوراق التي قدمت وعدد المشاركين والحاضرين يعطي دلالة واضحة على أن هناك اهتمام كامل بالعلوم والتكنولوجيا وخاصة لكونها تعقد في المملكة وعن تجربة التعاون بين المدينة وبين المؤسسات الخليجية والعربية وتكرارها قال: مدينة الملك عبدالعزيز لها تجارب عديدة في التعاون مع مؤسسات مختلفة سواء على المستوى العربي أو الإسلامي والعالمي، أما المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا فهي تقدم خدمة تقريب وجهات النظر بين العلماء العرب والمملكة لها اهتمام كبير في التقريب بين العلماء على مستوى العالم العربي لخدمة قضايا الأمة وبالتالي كان هناك حرص كبير على التعاون مع المؤسسة العربية في هذه الندوة التي نتوقع لها النجاح الباهر - إن شاء الله.
أما الدكتور عبدالله النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا فقد قال عن هذه التجربة:
رسالتنا في المؤسسة هي الاستفادة من جميع الكفاءات العربية لصالح الامة العربية وهذا ما حدث خلال الندوتين الأولى والثانية في الشارقة وحقيقة أردنا ان نخرج إلى أقرب دولة عربية تتوافر فيها الخبرات والتجارب المؤهلة وبالفعل الاخوة في المدينة بقيادة الدكتور صالح العذل والاخوان مؤهلاتهم جاهزة وامكاناتهم وسمعتهم العلمية على مستوى العالم واضحة فهي فرصة أن تأتي بالعلماء لكي يعرفوا ماذا يوجد في المملكة وفرصة لتقارب الأفكار للخروج ببرامج محددة لصالح الأمة.
أما الدكتور علي الشملاني مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ووزير التربية والتعليم الكويتي السابق فقد قال: ليس هناك أي شك في ان أي نوع من أنواع التجمع الخليجي والعربي لابد ان يخرج بفائدة، فما بالك بهذه السنة المميزة نتيجة استضافة المدينة التي هي مؤسسة عريقة جدا ونحن في مؤسسة الكويت لنا تعاون مستمر مع المدينة منذ 25 سنة، فليس هناك شك في ان هذه التوأمة وجمع هذه النخبة المميزة الآن فرصة ذهبية للاستفادة من بعضنا البعض.
|