Monday 12th April,200411519العددالأثنين 22 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شؤون عمالية شؤون عمالية
كيف لنا مضاعفة القبول داخل مدننا الجامعية؟!
عبد الله صالح محمد الحمود *

بلادنا تعيش قلة في أعداد الجامعات، والذي لا يتفق عددها الإجمالي مع الحاجة والرغبة الملحة من لدن شباب الوطن للالتحاق للدراسة بها، تلك الأعداد الكبيرة التي تزداد أعدادهم سنة تلو الأخرى، حال تخرجهم من مراحل التعليم الثانوي بكافة فئاته، والذي يقابله قبول محدود للغاية في الدراسة في هذه الجامعات، فقد أصبحت هذه الجامعات لا تقبل سوى من لديه تقدير عالي المستوى، ابتداء من قبول الحاصلين على تقدير (ممتاز) الذين تتراوح نسبهم بين تسعين درجة ومائة درجة، ومن ثم تأتي الفرص لتتاح لمن حصل على تقدير جيد جدا مرتفع، أولئك الذين تتراوح نسبهم بين خمس وثمانين وتسع وثمانين درجة. وفي حال توافر الإمكانات يتم البدء في قبول من يقل معدله عن خمس وثمانين درجة، هذا إذا لم تكتف الجامعة المعنية بقبول ذوي المعدل ما فوق الخمس والثمانين درجة فحسب، فضلا عن إرغام بعض من الطلاب على قبولهم بطريقة غير مباشرة في تخصصات لا تتفق مع ميولهم وتحصيلهم المعرفي الحالي، وقد علمنا من جامعاتنا أن عدم قبول العديد من المتقدمين إليها هو بسبب عدم توافر مقاعد دراسية كافية، وأن هناك عذرا آخر بدأنا نسمعه وهو عدم توافر أعضاء هيئة تدريس بعدد كاف أيضا، وذلك فيما لو تم قبول أعداد أكثر مما خطط له، وذلك على حد قول المسؤولين فيها.
أعتقد أننا ككتاب ومراقبين وقراء لسنا ملزمين أو مسؤولين مسؤولية كاملة عن أن نرسم خططا أو نكثر الاقتراح والرأي عن كيف وبماذا تفعل كل جامعة من داخلها، كي تتفضل على شباب الوطن بزيادة القبول في جامعاتها، خصوصا من حصل على تقدير جيد جدا أو جيد، هذا فيما لو كانت جامعاتنا تتنازل إلى هذا الحد!!
وعلى أية حال فإن جامعاتنا نجزم أنها تحتضن كوادر علمية لا بأس بها، وممن يحملون أفكارا نيرة، والبعض منهم يسهم بعلمه في قطاعات خارج جامعته كمستشارين أو مشاركين في لجان علمية، إلا أنه لا يمكننا القول: إننا لا نريد أن نقدم المقترح والرأي ذا الطابع الوطني الذي عله يسهم في تذليل هذه المعضلات المعاشة بين أفراد المجتمع من الشباب الطموح لمواصلة دراسته الجامعية. وهنا نقترح أن يستفاد من هذه الجامعات الكبيرة، ذات المباني الواسعة، بأن تستغل الدراسة فيها في الفترة المسائية، وذلك بقبول ما لا يقل عن 50% من المقبولين في الفترة الصباحية. وعلى سبيل المثال، فإن جامعتي الملك سعود والإمام محمد بن سعود الإسلامية، تعدان من أميز الجامعات في المنطقة العربية طرازاً، وذات مبان صحية، وبيئة تعليمية يفتخر بها كل مواطن ومقيم في هذا الوطن، فلماذا إذن لا تستغل في وقت تكون الجامعة مغلقة وغير مستغلة البتة، في تلك الفترة التي تشكل ثلثي اليوم الواحد؟ وبالنسبة لمسألة توافر أعضاء هيئة تدريس لسد مثل هذا الاحتياج، فإننا على يقين أن هناك نسبة لا بأس بها، لديها الرغبة في التدريس لفترة ثانية لزيادة الدخل لديها، ولا يمنع من مشاركة آخرين من جهات ليس بالضرورة أن يكونوا أعضاء هيئة تدريس في جامعة أو كلية، لأن بلادنا ولله الحمد تحتضن وتزخر بكوادر أكاديمية تأهلت في بلادنا وبلدان أخرى، وبمستوى علمي لا يقل إن لم يكن أعلى أحيانا من أعضاء هيئة التدريس في بعض الجامعات، وهم يعملون في قطاعات أخرى ليست تعليمية. فذاك مشروع وطني مقترح للجميع، واجب قراءته، ومن ثم قراءته، والسعي نحو تطبيقه خدمة لهذا الوطن الغالي وأبنائه، فهلا بادرت وزارة التعليم العالي وجامعاتها إلى الإسراع بإعادة هيكلة كافة مؤسساتها لنرى توسعا جديدا وخدمة نوعية؟ نتمنى ذلك.

FAXNO2697771@YAHOO.COM
* الباحث في شؤون الموارد البشرية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved