دخلت مدينة الأعظمية دائرة المدن المقاومة، وهذا ليس بجديد على مدينة الإمام أبوحنيفة النعمان.. فهذه المدينة عبارة عن حي كبير يمتد على طول ضفة نهر دجلة شمالاً ويفصله عن تؤمه حي الكاظمية التي هي الأخرى مدينة متكاملة تضم مرقد الإمام موسى الكاظم نهر دجلة ويربطهما جسر شكل رابطاً ما بين هاتين المدينتين اللتين تعدان رمزين دينيين مميزين في بغداد، فالمناسبات الدينية الشيعية تقام في مرقد الإمام الكاظم الذي يضمه جامع الجواديين، في حين يحتضن جامع الإمام الأعظم في الأعظمية المناسبات الدينية لأهل السنة.. ولوجود قبر إمام مذهب الحنفية الإمام أبوحنيفة النعمان قرب الجامع فالعراقيون يطلقون اسماً آخر على الجامع.. هو جامع أبوحنيفة النعمان.
الأعظمية والكاظمية مدينتان ملتصقتان بالعاصمة بغداد، وهما وإن استحدثتا أهميتهما عن دورهما الديني، إلا أن التاريخ السياسي في العراق المعاصر يبرز دورهما في مد العراق بالشخصيات الفكرية والسياسية والدينية.. وأمس السبت أضافت مدينة الأعظمية إلى تاريخها مجداً جديداً لأمجادها فقد رصد مراسلو وكالات الأنباء الأجنبية الملحمة التاريخية لصبيان الأعظمية الذين تصدوا لقوات الاحتلال الأمريكي وهاجموا جنودها الذين اقتحموا مدينة الأعظمية بحثاً عن الجرحى العراقيين الذين قدموا للأعظمية من الفلوجة.
يقول تقرير وكالة رويترز: يطلق صبية قذائف صاروخية وزخات بنادق آلية على الجنود الأمريكيين في الأعظمية. يتوقفون لحظات فيما يفتح سائق نافذة سيارته بسرعة ويبلغهم معلومات عن مواقع الأمريكيين وينطلق بسيارته، وما هي إلا لحظات ويحدث الانفجار، حيث يبلغ أحد المقاتلين العراقيين صغار السن (رويترز) وقاذفة صواريخ فوق كتفه أصبنا عربة مدرعة أمريكية في ذلك الشارع.. وعلى بضع شوارع هاجمنا دبابة.. هناك قتال كثير يشارك فيه العديد من زملائنا.
مراسل رويترز لم يتوسع في الحديث عما جرى يوم السبت في الأعظمية ولم تنقل عدسات المحطات الفضائية ما جرى هناك لأن القوات الأمريكية عزلت الأعظمية ومنعت دخول الصحفيين عنها، ولكن صور الدبابات والمدرعات وناقلات الجند بثت صورها عبر وكالات الأنباء المصورة وهي تحترق، والصور تنبئ أن معارك بطولية كبيرة سطرها الأبطال الصغار في الأعظمية ليظهروا للمحتلين إذا كان هناك بعض من الكبار قد تقاعسوا وتعايشوا مع الاحتلال فإن الصغار في السن وليس بالفعل قادرون على تعويض جبن الكبار.
|