* كربلاء - الوكالات:
بدأ مئات الآلاف من الشيعة أمس الأحد في مدينة كربلاء احتفالات دينية لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين الذي قتل على مشارف هذه المدينة في العام 680 الميلادي.
وتجمعت الحشود الهائلة التي قدمت من إيران وأفغانستان وباكستان وبلدان أخرى ومن كل أنحاء العراق، ووصل بعضها سيرا على الأقدام من مناطق بعيدة أمام ساحات ضريح الحسين وأخيه العباس.
وانطلقت مسيرات حسينية سمعت فيها هتافات للزعيم مقتدى الصدر الذي تواجه ميليشياته المعروفة باسم جيش المهدي قوات الائتلاف.
وقامت حشود أخرى بالطواف في حرم الضريح وحمل بعضهم رايات سودا وكان اللون الأسود هو الغالب في ألبسة المحتفلين بالذكرى الذين راح الكثير منهم يلطمون صدورهم أو يضربون ظهورهم بالسلاسل.
واشتبك أنصار الصدر على مدى الأيام السبعة الماضية مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق مما زاد من مخاوف إراقة مزيد من الدماء خلال الاحتفال بأربعينية الإمام الحسين.
ودارت معارك بين ميليشيات الصدر والقوات البولندية والبلغارية حول كربلاء في عدة مناوشات خلال الأيام السبعة الماضية.
وقال مهدي مسناوي المدير العام للشؤون الصحية في كربلاء أن هذه الاشتباكات أسفرت عن قتل 69 شخصا وإصابة أكثر من 100.
ولكن عشية الاحتفال بالأربعينية قال مسؤولون من جماعات شيعية أخرى انهم توصلوا إلى اتفاق مع الصدر لوقف كل العمليات القتالية خلال هذه الاحتفالات.
وقالت الإدارة التي تقودها الولايات المتحدة في العراق أن اكثر من مليون شيعي توجهوا الى كربلاء لحضور احتفال الاربعينية ولكن الشوارع لم تكن مزدحمة كما كان متوقعا.
وقال حسين راضي وهو شيعي من بغداد كل عائلتنا كانت تريد المجيء، ولكن تعين إعادة النساء والأطفال في آخر دقيقة بسبب القتال، ويستمد الصدر الدعم الاساسي من الأحياء الفقيرة الواقعة على أطراف بغداد وهو أقل شعبية في كربلاء.
وفي أحد الشوارع حيث تحطمت معظم النوافذ وظهرت آثار الرصاص على الجدران بعد القتال مع القوات البولندية دفع السكان المحليون بعيدا رجلا كان يهتف تأييدا للصدر.
وقام رجال ميليشيات شيعية وحراس محليون وظفت بعضهم السلطات الدينية بدوريات في الشوارع، وأعربت بعض السلطات الدينية عن قلقها.
وقال أفضل الشامي رئيس أمن مزاري الإمامين الحسين والعباس في كربلاء بسبب الاشتباكات اختفت الشرطة تاركة فراغا كبيرا في خطتنا الامنية. نشعر بقلق من أن يحاول البعض استغلال هذه الثغرة الأمنية.
وانتقد بعض الزوار كلا من قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة وميليشيات الصدر بسبب الفوضى التي يشهدها العراق.
وقال حامد حائري وهو عراقي عائد من إيران قوات التحالف أشعلت هذه الازمة كلها عن عمد. ولكن هؤلاء الذين يقاتلون في هذه الأيام المباركة ليسوا شيعة.
إنهم يقاتلون من أجل مصالحهم السياسية.
من جهة أخرى قال عضو في مجلس الحكم في العراق أمس السبت ان عدة أعضاء في المجلس يتفاوضون مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بغية وضع نهاية لانتفاضة الشيعة في وسط وجنوب البلاد.
وامتنع نصير الجادرجي عن إعطاء تفاصيل حول المحادثات لكنه قال: إن اتفاقا يجب أن يتضمن نبذ الصدر للعنف والتزام من جانب السلطات بتحسين الأوضاع في مناطق أنصاره.
وقال الجادرجي: إنهم على اتصال مباشر مع الصدر مشيرا الى أنهم يشهدون بالفعل هدوءا في مدينة الصدر.
وقال الجادرجي: إن الأعضاء الشيعة في مجلس الحكم المكون من 25 عضوا يتحدثون مع الصدر.
وقال قيس الخزعلي أحد مساعدي الصدر أن الزعيم الشيعي مستعد لبدء محادثات سلام إذا ما غادرت القوات الأجنبية النجف وأطلقت سراح أنصاره المحتجزين وأنهت حصار مدينة الفلوجة السنية.
ويعتقد أن عملاء لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين قتلوا آية الله محمد صادق الصدر والد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في التسعينيات مع اثنين من أبنائه.
وقال نصير الجادرجي وهو سني أن مقتدى الصدر له مكانته في العراق، لكن لا يمكن السماح له بتحقيق أهدافه السياسية من خلال العنف.
وأضاف أن أعضاء مجلس الحكم في العراق أبلغوا الصدر بهذا وأنهم في الوقت نفسه أقروا بأن تحسين مستويات المعيشة في جنوب البلاد مطلب مشروع.
وتلقى مقتدى الصدر المقترحات الخطية التي أعدتها سلطة التحالف من أجل إنهاء المواجهات بين قواتها والميليشيا التابعة للصدر بايجابية.
وذكر المتحدث باسم مقتدى الصدر الشيخ عبد الهادي الدراجي لراديو مونت كارلو أمس الأحد أن الصدر وضع عدة مطالب وهي الانسحاب من المدن العراقية وإخماد نار الفتنة التي تحدث في الفلوجة، وكذلك الانسحاب من مدينة النجف الأشرف من قبل قوات الاحتلال.. مشيرا الى أن هذه هي المطالب الرئيسة التي أكد عليها الصدر.
|