* الفلوجة - د.ب.أ:
انشغل الناس في مدينة الفلوجة أمس الأحد بمزيج من الأسى والعمل الدؤوب على نقل الجرحى وتأمين لقمة العيش القادمة من المساعدات.
جاء ذلك بعدما عمّ الهدوء أرجاء الفلوجة التي خضعت في الأيام الستة الماضية لمواجهات هي الأعنف منذ سقوط النظام العراقي قبل عام وسقط خلالها المئات من القتلى العراقيين.وتسود منذ ساعات قليلة حالة من الهدنة الحذرة في المدينة بعد فشل هدنة أبرمت يوم الجمعة. واستغل الأهالي الهدوء للخروج من المدينة وخصوصاً الأطفال والنساء من المدينة في أقصى جنوب شرق المدينة على طريق النعيمية فيما تنتظر بعض العائلات النازحة من المدينة أن يسود الهدوء في المدينة كي تعود.
وقال مراسل وكالة الأنباء الألمانية إن عدداً كبيراً من السيارات حضرت من أبي غريب وبغداد لتقديم المعونات للأهالي على طريق النعيمية على بعد خمسة كيلومترات شرق المدينة. وافترش أصحاب السيارات التي جاءت بالمعونات الأرض لتقديم الغذاء والماء وتدفق آلاف المواطنين على طريق النعيمية لتلقي المساعدات. وتمكنت بعض جمعيات الإغاثة والمتبرعين في بغداد والرمادي من الدخول إلى المدينة عبر منفذي النعيمية والأزرقية.
قال خميس صالح (50 عاماً) الذي فقد 25 من أفراد أسرته بعد سقوط صاروخ على منزله في حي الجولان يوم الأربعاء (فقدت الأمل في الحياة إلا بالله سبحانه وتعالى.. وماذا أنتظر بعد أن فقدت 25 من أبناء عائلتي).
ودعا الله أن ينتقم من الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي جورج بوش وأن يفشل كل مخططات أمريكا والصهاينة على أرض العراق.وقال علي حسين حداد (75 عاماً) فقدت أربعة من أبنائي بعد أن أفنيت زهرة حياتي وشبابي على تربيتهم.. ولكن في لحظة فقدتهم بعد سقوط حاوية (قنبلة) عنقودية وتدمير منزلي ولم يبق لي إلا النظر إلى السماء.. لم يبق لي إلا ولدي شامل الذي يعمل حالياً مدرساً في ليبيا.
وأضاف بصوت متهدج: أدعو الله أن ينتقم من الجيش الأمريكي على هذه الجريمة البشعة.. حياتي انتهت وأتمنى لو كنت مت قبل يوم موت أبنائي.
وقال نصيف جاسم (45 عاماً) الذي أصيب بحالة هستيرية جراء فقد أسرته افتش عن عائلتي منذ ثلاثة أيام ويراودني شك بأنها انتهت. وكان أفراد منزله قتلوا خلال قصف حي الجولان بالفلوجة.
وقال المراسل إن بعض القطع الأمريكية انسحبت وخاصة من الجهة الشرقية والغربية ولكن هناك قوات على مسافات بعيدة فيما خلت سماء الفلوجة من الطائرات.
|