* بغداد - د. حميد عبدالله - الوكالات:
شهدت مدينة الفلوجة هدوءاً تاماً صباح أمس الأحد مع سريان وقف إطلاق النار المؤقت في السادسة من صباح أمس بالتوقيت المحلي (03.00 بتوقيت جرينتش) وأكد مسؤول في سلطة التحالف في العراق بقيادة الولايات المتحدة أمس الأحد أن وقف إطلاق النار بين القوات الأمريكية والمقاتلين سارٍ.
وقال المسؤول: (نحن نؤكد سريان وقف إطلاق النار (..) لمعظم ساعات النهار). وأكد المسؤول (سنلتزم بشروط وقف إطلاق النار (..) ولا نقوم بأية عمليات هجومية خلال وقف إطلاق النار) إلا أنه لم يدل بمزيد من التفاصيل حول شروط وقف إطلاق النار.
وقال المسؤول في الحزب الإسلامي العراقي حاتم الحسيني: إن (الجانبين وعدا باحترام الاتفاق الذي تشمل المرحلة الأولى منه وقفاً لاطلاق النار لمدة ست ساعات).
وأوضح الحسيني انه التقى الحاكم المدني الأمريكي في العراق بول بريمر بعد عودته مساء السبت من الفلوجة، حيث التقى قادة المقاتلين في المدينة.
وقال الحسيني: (لا استطيع الحديث عن شروط المفاوضات وسنتكلم عن هذا عن إنهاء الاتفاق).
وأضاف (لكننا متفائلون جداً (...) قبل دقائق كنت أتحدث مع الفلوجة والأمور هناك كانت هادئة (...). وأكد الوسيط العراقي ان وحدات مشاة البحرية الأمريكية ستبدأ انسحابها من الفلوجة بعد ست ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ بغداد.
وتواصل إطلاق العيارات النارية العشوائية قبل ساعات من سريان وقف إطلاق النار.
وكان الكولونيل برينان بايرن قائد الكتيبة الأولى من فرقة مشاة البحرية الخامسة في الفلوجة صرح أمس الأحد أن قوات المارينز التزمت بتعليق العمليات لتسهيل محادثات الوساطة. وخلال ساعة واحدة لم يسمع في المدينة سوى دوي انفجار واحد نجم على الأرجح عن قذيفة هاون وبعض الطلقات النارية. وكانت قوات التحالف والمقاتلون في المدينة توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مدة 12 ساعة اعتباراً من الساعة السادسة بتوقيت غرينتش من أمس الأحد.
في هذه الأثناء فر مدنيون من الفلوجة أمس بعد أن أدت هدنة إلى وقف القتال. وانتهزت الأسر التي بدأ اليأس يدب بين أفرادها فرصة الهدنة للفرار من مناطق القتال في البلدة التي يسكنها 300 ألف نسمة. وما زال المقاتلون الذين يحاربون قوات مشاة البحرية الأمريكية موجودين بالبلدة. وتدفقت 15 شاحنة محملة بالغذاء على البلدة وعليها لافتات تعلن أنها منحة للفلوجة من مدينة الصدر ببغداد. وقد سمع إطلاق نار متقطع في الفلوجة قبيل دخول وقف إطلاق النار وبعد هدوء في الصباح، استؤنف إطلاق النار بينما يسمع دوي انفجارات في اليوم السابع من الهجوم الذي شنته قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) على المقاتلين في المدينة السنية التي تبعد 50 كيلومترا غرب بغداد.
وقد تواصل إطلاق قذائف الهاون طوال ليل السبت الأحد. وأصيب اثنان من أفراد قوات مشاة البحرية الأمريكية أمس بنيران قناصة كما قتل مسلح عراقي في اشتباك جرى بعد ذلك رغم إعلان وقف إطلاق النار في المدينة، طبقاً لمصادر المارينز. وبثت قناة (الجزيرة) الفضائية أمس لقطات ظهرت فيها جثتا رجلين باللباس المدني قالت انهما أمريكيان كان يعملان في الاستخبارات وقتلا في الفلوجة وسط العراق. وقد أكد صوت كان يعلق على لقطات الفيديو التي عرضتها (الجزيرة) ان المدنيين (ضابطان في المخابرات الأمريكية كانا يعملان في العراق).
وظهرت في اللقطات أيضا سيارة تحترق قالت (الجزيرة) أنها كانت للأمريكيين اللذين قتلا. ولم تذكر القناة الفضائية أي تفاصيل عن تاريخ مقتل الرجلين.
وفي بغداد قال شهود عيان: إن القوات الأمريكية استخدمت الدبابات في شق طريقها إلى مجمع يضم مسجدا للسنّة ومدرسة لتحفيظ القرآن خلال حملة شنتها الليلة قبل الماضية على حي الأعظمية حيث خاض المقاتلون معارك في الشوارع مع الأمريكيين أمس الأول السبت. وقال أحد السكان ويدعى فلاح فاضل محمود: إن الجنود الأمريكيين (دخلوا من هذا الباب.. عشرون منهم أو أكثر. استخدموا السكاكين لشق أجولة الفول والطحين وركلوا عبوات الزيت وأخذوا كميات كبيرة من المياه وصناديق الحليب القادمة من أجل الأطفال. (ولم يصدر الجيش الأمريكي تعليقا على الحملة. وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز تناثر الإمدادات الطبية وأجولة الغذاء على أرضية مجمع مسجد الإمام أبو حنيفة. وكانت هذه المواد قد جمعت لمساعدة ضحايا الفلوجة. وقال أحد السكان إنه استيقظ ليجد دبابات تحطم البوابة المؤدية للمسجد الساعة الثالثة والنصف صباحا تقريبا (11.30 يوم السبت بتوقيت جرينتش). وتقول جماعات إغاثة دولية إن 470 عراقيا قتلوا في الفلوجة وأصيب 1200 بينهم 243 امرأة و200 طفل في الأسبوع المنصرم. وقيل إن أكثر من 50 جنديا أمريكيا أو من القوات الحليفة لقوا حتفهم في أماكن متفرقة بالعراق في أكثر الأسابيع دموية منذ إطاحة القوات الأمريكية بالرئيس صدام حسين في العام الماضي.
|