بالنسبة لعلامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - هو والد روحي ورائد علمي وانا شخصيا نهلت من معينه الذي لا ينضب في بيروت في أواخر الستينات وعندما جئت إلى الرياض هنا ودلني الأخ الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المانع على بيت الشيخ صرت له ملازما منذ ذلك الحين، على الأقل كل خميس نتحلق حوله جملة من محبيه وأيضاً ننهل من علمه ونسعد بطرفه وكان لنا واحة ظليلة في ساحة الفكر اليابس وكان يخصني بالدعوة كلما جاء أحد من احبائه الذين يكرمهم في داره في غير الخميسية ثم قيض الله له ابناء من صلبه بررة كالأستاذ معن بن حمد الجاسر وفوا بأصدقائه وبدائرته العلمية الخميسية فاستمروا على نهجه وقيض الله له من أبنائه الروحيين عددا ساروا على نهجه ودربه وحافظوا على تراثه ومؤسساته حسبك معالي الدكتور احمد الضبيب والدكتور عبدالله العثيمين والدكتور عبدالعزيز الهلاي والدكتور عبدالعزيز المانع ثم يسّر الله ابنا نشطا مثل سهم الدعجاني يقوم بإدارة المراكز التنفيذية والإشراف على الخميسية، أما من حيث تراث الشيخ حمد الجاسر لقد كان الشيخ أمة في واحد فهو اللغوي الضليع والتاريخ الثبت والجغرافي المتمرس والنسابي المتمكن والأديب البارع، فله في كل هذه المجالات إنتاج بين تحقيق وتأليف ومراجعة وأكاد أجزم انه ما تناول أحد عن الجزيرة العربية بدراسات علمية وإلا كان للشيخ عليها بصماته.
د. عزالدين موسى
|