Monday 12th April,200411519العددالأثنين 22 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نعم المكرَّم ونعم المكرِّم نعم المكرَّم ونعم المكرِّم

لقد ظل الأستاذ عبدالمقصود خوجة، منذ أن بدأ برنامجه الرائد لتكريم روّاد الفكر العربي عام 1403هـ في صالونه الثقافي (الاثنينية)، وهو حريص على استضافة الشيخ العلامة حمد الجاسر، لكن الشيخ - كعادته - كان بتواضعه المعهود، يعتذر منه ومن غيرهم في داخل المملكة وخارجها.
لكنه لم ييأس، وظل يلح ويترصد الفرصة المناسبة، ولو بعد رحيل العلامة، ليكون له المكان اللائق به بين أعلام الثقافة العشرات الذين كرمتهم الاثنينية عبر (22) عاماً.
ثم أراد الأستاذ خوجة مشكوراً، أن يأتي الاحتفاء بالجاسر بما يتناسب والمكانة العلمية والبحثية التي احتلها في الساحة الثقافية السعودية والعربية، فحرص على أن يشارك في هذه الاحتفالية كوكبة من فرسان القلم والكتاب، ومن طلابه وتلاميذه الذين لازموه طيلة ستين عاماً من الإبداع العلمي والثقافي (التاريخي والجغرافي واللغوي والإعلامي).
يعود الجاسر اليوم مجدداً إلى جدة التي شهدت بداية فكرة إصدار (اليمامة) قبل (53) عاماً، عندما التقى بالشيخ عبدالعزيز العبدلي والشيخ علي العبدلي، والشيخ علي البيز ولقي كل منهما كل الإسناد والدعم لإطلاق المشروع الصحفي والطباعي الأول في المنطقة الوسطى.
والشيخ الجاسر، لا يمّل وهو يحل ضيفاً غالياً على المنطقة العزيزة على خاطره، التي فتقت آفاق ذهنه على المعارف الحديثة وعلى نتاج عمالقة الفكر العربي، ودورياته ومطبوعاته، مما كان يخصه بها صديقه الأديب الشهير عبدالله المزروع، وما كان يجده عند أقرانه من أدباء الحجاز الكبار وشعرائه وباحثيه وصحفييه من أمثال: الصّبان والغزّاوي وعريف والأنصاري وغيرهم.
إن عبدالمقصود خوجة، لا يكرّم اليوم حمد الجاسر، فحسب فهو قد رحل، لكنه يكرّم القلم النزيه الذي حمله، والفكر الأصيل الذي ظل وفياً له، ويكرّم الأرض التي أنجبته، والوطن الذي احتضنه وصاغه، ويكرّم محبيه وعارفيه الذين ظلوا يُحيون خميسيته رغم غيابه عنها، ويكرم (بيت العرب) الذي ظل مفتوحاً بعد وفاة صاحبه، ويكرّم المركز الذي أنشئ لحمل المشعل الذي أضاءه الجاسر في الجزيرة العربية، فشكراً للمضيف، ورحم الله الضيف الذي ظل يتجدد ويتجدد، وعاش الوطن من أقصاه إلى أقصاه.

عبدالرحمن الشبيلي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved