تقوم الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بجهود كبيرة ومؤثرة وهي تقف في الميدان ضد أعداء يحاولون اقتحام أسوار المجتمع للنيل من شبابه الذين هم ثروته وعماد بناء مستقبله.. والمواجهة بين الإدارة ورجالها تقوم على كافة المستويات وهي تبدأ من التوعية والإرشاد بأضرار التعاطي التي تقوم بها إدارات التوعية والعلاقات العامة إلى إلقاء القبض على المروجين عبر أساليب متطورة، إلا أنني أعتقد أنه يجب علينا أن نغير من طريقتنا في محاربة المخدرات كخطر استراتيجي يتهدد أهم ثروات المجتمع حيث يتهدد الإنسان المنتج ويترصد بالإنسان الصالح ليحيله إلى غير صالح وليصبح عالة على نفسه وأسرته ومجتمعه. الإدارة العامة لمكافحة المخدرات عندما يقدر لك زيارتها سترى حجم العمل الذي يقوم به منسوبوها وهذا سيعبر بشكل دقيق عن مدى حجم العدو وشراسته فلا يمكن أن تكون هناك إدارة بهذا الحجم وبهذا الكم الهائل من المسؤوليات والإنجازات إذا كان العدو لا يستحق كل هذا! تاجر المخدرات الخطر المترصد للشباب والمراهقين في زوايا الشوارع وعبر أصدقائهم المتعاطين والمروجين وكذلك بعد مغادرتهم المملكة يستحق أكثر من ذلك والإدارة تبذل جهداً كبيرا ولكن ذلك الجهد يبقى فعلا وتوجها رسمياً يحتاط له العدو ومن يقفون وراءه، وهناك أساليب توعوية يمكن أن تقوم بها بعض الجهات كل في مجاله حيث يجب ألا نستبعد المدرسة ومسرحها وأنشطتها من المواجهة ولا المسرح العام ولا اللقاءات العامة التي تجمع المدرس والطلاب والبرامج التلفزيونية والتي أصبحت بعيدة عن التوعية، وما زالت بعض إدارات مكافحة المخدرات في بعض القطاعات تهتم بالبوسترات والملصقات والكتيبات باعتبارها النشاط الأسهل لكن الملاحظ لدى التربويين أن كل تلك الأنشطة ليس لها الفاعلية المتوقعة والكتيبات والنشرات التوعوية لم تعد تقرأ فلا أحد يفتح نشرة توعوية ليقرأها! الطلاب أصلاً لا يقرأون حتى كتبهم إلا قبيل الامتحان!! من المفترض أن يكون هناك تنسيق وتكامل بين جميع الإدارات وتوحيد الجهود والاستفادة من خبرات الوقاية والتوعوية، كما أن هناك ميادين وجبهات يمكن فتحها مع العدو ولكنها مغلقة ومعطلة عن الاستفادة منها هناك الكثير من ساحات الأندية الرياضية يمكن الاستفادة منها ومن مسارحها ومن صالاتها ويمكن إقامة الكثير من المهرجانات الاحتفالية التي تأخذ من التوعية طابعا غير مباشر، فالمراهقون لا يحبون النصائح المباشرة لهذا يجب وضع ما نريد في جملة مفيدة سواء في برنامج مؤثر أو في مسرحية ويمكن أن نقول ما نريد على لسان لاعب مشهور عندما نستثمر مثلاً ما بين شوطي مباراة في كرة القدم التي يشاهدها الملايين.
إرهاب المخدرات لا يقل خطراً عن أي إرهاب آخر وهو إرهاب عالمي تعاني منه كل المجتمعات بلا استثناء ورغم كل جهود المكافحة المستمرة فإن المروجين مستمرون أيضاً وينشطون، لذا وجبت محاربتهم مستخدمين كل الأساليب الممكنة.
|