Monday 12th April,200411519العددالأثنين 22 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرئة الثالثة الرئة الثالثة
أكثر من فكرة للتأمل!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

(1)
كثر اللغط الإعلامي مؤخراً حول الوضع الراهن للجامعة العربية، وحاجتها إلى (الإصلاح)، كي تكون بدورها وسيلة صالحة ل(إصلاح البيت العربي)، أو (ترميم) ما يمكن ترميمه منه!
وأود أن علق على هذا الموضوع بما يلي:
يقول أهل الطب: إن المرء المصاب بداء ما، قد يعاني في الوقت نفسه من (أعراض جانبيه) ... تأثراً بذلك الداء، كذلك هي الجامعة العربية تعاني من (أعراض) الخلاف العربي، ممثلاً في عدة أمور، من بينها (غياب) الرؤية السياسية بعيدة المدى، و (تغيب) الاتفاق على حد أدنى من الثوابت التي يتكئ إليها العمل العربي المشترك، وإحجام بعض الدول الأعضاء عن تسديد حصصها المالية من ميزانية الجامعة، لا عجزاً منها، ولكن تعبيراً عن موقف من المواقف ضد مبدأ عمل أو آلية تنفيذ، يضاف إلى ذلك كله أن تعدد الاجتهادات في تعريف العمل العربي، مبدأً ومبادرةً وآليةً، قد يفرز في النهاية نوعاً من الانقسام في الصف والكلمة، ولذا، فإن كل، أو جل، هذه السلبيات تؤثر في أداء الجامعة، وقدرتها على تحقيق مهامها! هذا لا ينفي بالطبع معاناة الجامعة نفسها من الداخل، إدارة وتنظيما واجراءات، شأن أي منظومة إدارية أخرى، وذاك هم قديم جديد في آنٍ!
(2)
تعمر أعمدة الصحف والمجلات في بلادنا بأحاديث الإصلاح، بدءاً ب(التعريف) لمشكلة ما، مروراً (بتشخيصها) أعراضاً وأسباباً ونتائج، وانتهاءً ب(وصفة) الإصلاح، هناك بالطبع من ينتقد تلك الأعمدة، بحجة أنها تجانبُ الصوابَ كثيراً، سواء في تعريف المشكلة، أو في وصف علاجها، وأن الاجتهادات التي تتكئ عليها يسيّرها أحياناً (التضخيم) في تصور المشكلة أو (التعميم) لها، ويصاحب ذلك كله غياب أو (تغييب) متعمد للحقائق المكيفة لها!
وتعليقاً على ذلك أقول:
ما كل ما يطرحه الكُتّاب عبر الصحف من (وصفات) الإصلاح صالح للتنفيذ، لعدة أسباب، إما بسبب الإيغال في (المثاليات) التي ينفر منها الواقع المعاش، أو لغياب الملاءمة بين حيثيات تلك الحلول وبعض لوازم التطبيق، مكاناً وزماناً ومواردَ ماليةً وبشريةً، هذا لا يعني بأي حال إنكار أو تغييب الفائدة التي يمكن أن تفرزها اجتهادات الكتاب طمعاً في الإصلاح، فمنهم من يوفق في تشخيص المشكلة وتوصيف العلاج لها، وقد يؤخذ باقتراحه كلا أو جزءاً، ومنهم من يكتفي باستعراض المشكلة محل البحث برؤية أحادية أو انتقائية، ولا يصف لها علاجاً، وعلى أي حال، كثيرون يجتهدون.. وباجتهادهم يثابون، فإن اصابوا نالوا الثواب كاملاً، وإن أخطأوا، نالوا نصفه!
وأخيراً لما كنتُ ممن يتشرفون بحمل القلم ابتغاء الإصلاح، فإنني أوصي نفسي وأمثالي بتقصي الحقيقة حول أي موضوع يطرقونه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، فالحقيقة في الختام هي الخصم وهي الحكم!
(3)
(من درر الكلام)
1) قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: خمس خُذوهنَّ عني: لا يرجُوَنَّ عبدٌ إلاّ ربَّه، ولا يخافنّ إلا ذنبه، ولا يستحي من لا يعلم أن يتعلم، ولا يستحي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم، واعلموا أن منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد، وإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان!
2) قال حافظ إبراهيم:


لا تلمْ كفّي إذا السيف نبا
صحَّ مني العزمُ والدهرُ أبَى
رُبَّ ساعٍ مبصرٍ في سعيه
أخطأ التوفيقَ فيما طلبا
مرحباً بالخطْب يبلوني إذا
كانت العلياءُ فيه السَببا
أنا لولا أن لي من أمتي
خاذلاً ما بتٌُّ أشكو النُّوَبا
أمةٌ قد فتَّ في ساعدها
بغضُها الأهلَ وحبُّ الغربا


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved