Monday 12th April,200411519العددالأثنين 22 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عمامة الإسلام أو طاقيته ! عمامة الإسلام أو طاقيته !
محمد أبو حمرا

الإسلام دين وسلوك قبل أن يكون شكلاً معيناً، وهو سلوك قويم ونظافة ومظهر حسن يبهج النفس، لكن أن يتحول الإسلام إلى عمامة أو طاقية فقط، ويتبعها تذلل وتمسكن وخنوع وذلّة، فهذا هو الإسلام الضعيف، ولعل الخليفة عمر بن الخطاب حينما رأى رجلاً بهذا الشكل وهو يصلي فضربه بالدرّة وقال: - لا تمت علينا ديننا أماتك الله. أو هكذا قال رضي الله عنه، فإنه يشعرنا ان الدين قوّة في كل شيء، قوّة في المظهر والعقل والفكر والمنطق والسلوك والصناعة والتجارة وكل مناحي الحياة، بل وحتى في الركوع والسجود والطمأنينة في الصلاة.
وحينما كنت أكمل دراستي العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، كان بعض غير المسلمين يلتحقون بالإسلام عن رضا وقناعة، لكن بعد إسلامهم يتحولون إلى أودع من الوديعين وأذل من الأذلاء، فتجد أحدهم يلبس عمامة لها ذيل يتدلى على ظهره، أو يلبس طاقية تغطي رأسه، ويترك شعره دون ترتيب، وكأنه لا يعيش مع مجتمع متطور، أي انه يتخذ شكلاً غير شكله الأول تماماً، فهل من الدين الإسلامي ذلك التمسكن والمظهر المهترئ الذي يظهر به من يعتقدون انهم ملتزمون حقاً؟أي هل لا يجوز للمسلم في الغرب ان يلبس بدلة راقية وكرافتة وقمصاناً تسكّ على جسده بتنظيم وشكل مبهج، أم أنه إذا تحوّل مسلماً فعليه ان يلبس العمامة أو الطاقية ويكون شكله بين أولئك شكلاً يوحي بانه فقير أو زاهد أو متمسكن أو لا قيمة له لأنه تحوّل للإسلام؟!!أظن ان هذا الشكل يضر بالإسلام أكثر مما ينفعه، وهو مظهر لم يأمر الله به، ولم يكن عليه أحد من الصحابة الذين كانوا يحرصون على النظافة والتطيّب وأخذ الزينة عند كل صلاة، فالإسلام دين عصري ومتجدد ومتطوّر لا رهبانية فيه أبدا، وما فعله عمر بن الخطاب مع ذلك الرجل المتمسكن الذي دلّى رأسه إلى الأسفل ولوى رقبته حتى كادت ان تنكسر وهو يصلي، إنما هو بيان لمن يمارسون التمسكن بأشكال ثيابهم أو أولئك الذين يلبسون الطواقي في بلاد تلبس ملابس منظمة، أو أولئك الذين يتركون شعر اللحية دون تهذيب أو ترتيب، أو شعر الرأس عند بعضهم، كل ذلك التصرف ما أنزل الله به من سلطان، وإنما هو رهبنة وتذلل وخنوع لا علاقة له بالإسلام الصحيح القوي الخالي من الأمراض النفسية.
نسأل الله التوفيق والعز لأمة كثرت فيها أشكال وألوان جاءت لتحبط نهضة الأمة نحو العلم والتفقه في دينها.. والله المستعان.

فاكس 2372911


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved