في مثل هذا اليوم من عام 1970، انطلقت المركبة الفضائية الأمريكية أبوللو 13 بنجاح من قاعدة كاب كانافيرال بولاية فلوريدا، في ثالث مهمة هبوط على القمر، وعلى متنها رواد الفضاء الثلاثة: جيمس لوفيل وجون سويجيرت وفريد هايز.
وكان هدف الرحلة هو استكشاف حوض نهر امباريوم فوق سطح القمر، إلى جانب القيام ببعض التجارب الجيولوجية، ولكن بعد انفجار خزان الأوكسجين رقم 2، الخاص بوحدة القيادة مساء الـ13 من أبريل، أصبح الهدف الجديد للبعثة هو العودة إلى الأرض بسلام.
وكان من المقرر أن تدخل أبوللو 13 المدار القمري في 14 أبريل، ليصبح الرائدان لوفيل وهايز، هما خامس وسادس من يهبطون على سطح القمر، ولكن بعد هذا الحادث لم تعد كميات الأوكسجين والكهرباء والإضاءة والمياه المتاحة تفي باحتياجاتهم، ولذلك تم إلغاء مهمة الإنزال على سطح القمر، ثم اضطر الطاقم الفضائي للانتقال إلى وحدة الإنزال واستخدامها كقارب نجاة لهم بعد إصابة وحدة القيادة بالشلل التام، ولكن المشكلة كانت أن طاقة هذه الوحدة أو المركبة لم تكن تكفي سوى لحمل شخصين لمدة 45 ساعة، أما المطلوب منها فكان حمل الرواد الثلاثة لمدة 90 ساعة.. هذا بخلاف أنه كان يجب عليها الإبحار في الفضاء بنجاح لمسافة 200 ألف ميل.
وبالرغم من تعدد المشكلات المستعصية التي واجهها طاقم أبوللو 13 أثناء قيادتهم لوحدة الإنزال، إلا أنهم تمكنوا في 14 أبريل من الدوران حول القمر، وقام الرائدان سويجيرت و هايز بالتقاط بعض الصور، وبعد ساعتين من الدوران، أدار الطاقم محرك الوحدة الضئيل مستعيناً بالشمس كنقطة لتحديد اتجاهه، وانطلق في طريقه نحو الأرض.. خلال الثلاثة أيام التالية، عانى الرواد من البرودة القاسية، وحاولوا إعادة تشغيل وحدة القيادة.
وفي 17 أبريل، تمكن الرواد من القيام بتعديل ملاحي في آخر لحظة، مستعينين بالأرض هذه المرة كدليل لهم، ثم نجحوا في تشغيل وحدة القيادة بعد سبات عميق، وقبل دخول مجال الأرض بساعة واحدة، تم فصل وحدة الإنزال عن وحدة القيادة، وقبل الواحدة ظهراً بقليل، اخترقت المركبة الفضائية الغلاف الجوي للأرض، وبعد 4 ساعات أخرى، تم رصد مظلات أبوللو 13 وهبط الرواد الثلاثة بسلام في المحيط الأطلنطي.
| 
