في مثل هذا اليوم من عام 1990، أعلن ضباط جمارك مدينة ميدلزبرو البريطانية أنهم قاموا بمصادرة ما يعتقدون أنه ماسورة مدفع عملاق، كانت على متن سفينة في طريقها إلى العراق. وجدير بالذكر أن تصدير أجزاء السلاح إلى العراق كان يُعد انتهاكاً للقيود البريطانية التي فرضتها على بيع الأسلحة إلى العراق في تلك الفترة.
ووجدت ثمانية أنابيب في صناديق شحن أثناء تفتيش هذه السفينة بميناء تيسبورت دوكس، وبلغ طول الماسورة عند تجميعها 40 متراً أو 130 قدماً، مما يجعل المدفع الأكبر في العالم يصل مداه إلى حوالي 600ميل أو 965 كيلومتراً. أما السفينة التي وجدت بها الأنابيب، وتدعى جار مارينز، فقد كانت مستأجرة من قبل هيئة الملاحة العراقية، وأدى هذا الكشف إلى إجراء تحقيقات مع الشركتين البريطانيتين والتر سومرز المسئولة عن تصميم أجزاء السلاح وفورجماسترز الهندسية, والتي أكد المتحدث الرسمي بها أن الشركة صنعت هذه الأجزاء معتقدة أنها لمصنع بتروكيميائي. وبالرغم من التحقيق مع مديري كلا الشركتين ، إلا أن أياً منهما لم يتم اعتقاله، وجاء اكتشاف ومصادرة أجزاء المدفع من سفينة جار مارينز في وقت كان يشهد حيطة وحذراً شديدين حول جميع الحاويات والطائرات المتجهة إلى العراق، فقبل شهر واحد، تمكنت التحقيقات المكثفة في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من اكتشاف أجزاء أسلحة نووية بمطار هيثرو بلندن كانت في طريقها إلى العراق.
يذكر أن العلاقات البريطانية - العراقية كانت تمر بمرحلة من التوتر الشديد في هذه الفترة بالذات بسبب قيام العراق بإعدام الصحفي فارزاد بازوفت المقيم بلندن.
|