* كتب - محمد صوانة:
صدر عن مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية العدد التاسع من مجلة أدوماتو، المتخصصة بالدراسات الآثارية.
وقد احتوى هذا العدد على ستة أبحاث علمية جديدة تناقش قضايا آثارية متنوعة، أربعة منها بالقسم العربي من المجلة، وبحثان بالقسم الإنجليزي، وشارك في إعداد أبحاث ومواد العدد نخبة من الباحثين المتخصصين في مختلف ميادين الآثار، وكتب افتتاحية العدد أ. د. عبدالرحمن الطيب الأنصاري رئيس تحرير المجلة، دعا فيها الآثاريين المتخصصين إلى دراسة النقوش والكتابات والرسوم المتوافرة على الصخور في الجزيرة العربية، والعمل على تحليلها لسد الفجوات التي ما زالت موجودة في تاريخنا العربي والإسلامي عن حياة الناس الذين سكنوا وعبروا الجزيرة العربية خلال الحقب الماضية، وأشار إلى بعض جهود الباحثين السعوديين والعرب في هذا المجال أمثال د. حسين أبو الحسن، وأ.د. سعد الراشد، ود. العباس سيد أحمد، وأ. خالد اسكوبي، وأخيراً الاكتشاف الذي سجله د. علي غبّان عن أول نقش إسلامي يكتشف ويعود إلى عام 24 للهجرة ويعرف بنقش زهير، سجل من قِبل اليونسكو كأول نقش إسلامي حتى الآن في ذاكرة العالم، كما أشار الدكتور الأنصاري إلى الحاجة لدراسة الحروف التي تتضمنها النقوش الإسلامية في كل عصر، بهدف الوصول إلى ثبت بالحروف مقسمة حسب العصور التاريخية.
ومن أبحاث القسم العربي في هذا العدد: (دراسة آثارية لموقع الثمامة) في شمالي الرياض، يستعرض فيه الباحث بقسم الآثار بجامعة الملك سعود، د. عبدالله بن محمد الشارخ الدراسة الميدانية التي قام بها بهدف التعرف على طبيعة الاستيطان البشري بمنطقة الثمامة التي تعد واحدة من المناطق الأثرية المنسوبة الى العصر الحجري الحديث في الجزيرة العربية، ويعرض البحث للتنقيبات التي أظهرت غنى المنطقة بالبقايا الأثرية والأدوات الحجرية، ما يشير لوجود تنوّع في طبيعة الاستيطان البشري في هذه المنطقة؛ وأما البحث الثاني فكان عن البحوث والدراسات الآثارية عن حضارة نبتة بالسودان، للباحث جمال جعفر، بيّن فيه تميز التراث السوداني بتراث حضاري ومجموعات ثقافية متفردة، واستعرض الدراسات التي حظيت بها حضارة نبتة وارتباطها بتطور علم الآثار.
وفي البحث الثالث المعنون (خربة الذريح: إضاءات جديدة على ديانة الأنباط ومعتقداتهم)، للباحثين زيدون المحيسن وفرنسوا فيلنوف ومولاي جانيف، يلقي الباحثون فيه الضوء على الحياة الاجتماعية والدينية للأنباط العرب خارج عاصمتهم البتراء، من خلال دراسة ديانة الأنباط من آثار خربة الذريح بالأردن، أما الباحث بجامعة الملك سعود د. محمد بن عبدالرحمن الثنيان فقد قدم بحثا عن نقش غيل المنضج (المبرح) الإسلامي المؤرخ سنة 98هـ (716 - 717م) بمحافظة ظهران الجنوب بالمملكة، وقد عثر على هذا النقش الذي يعد فريداً من نوعه بالقرب من مسار الحج اليمني بين صنعاء ومكة المكرمة، وتكمن أهمية النقش لكونه مؤرخاً يكشف عن مسار طريق الحاج اليمني الأعلى، إلى جانب ما يحتويه من مضامين مهمة تشمل تاريخ تنفيذه المبكر وحرفة صاحب النقش.
كما ضم القسم الإنجليزي من المجلة بحثين الأول عن الحضارة الأولدوانية في شبه الجزيرة العربية للباحثين الأمريكيين نورمان والن وجلين فريتز، تحدث فيه الباحثان عن حركة النزوح من أفريقيا إلى غربي آسيا من خلال الطريق الممتدة جنوبي الجزيرة العربية عبر اليمن وعمان، وأشار البحث إلى العلاقة بين أدوات ومشغولات المواقع الخاصة بالعصر الأولدواني بتلك الخاصة بمواقع الجزيرة العربية، وفي البحث الثاني يسعى الباحث الأردني د. تيسير عطيات في بحثه عن صور المعاصر على الأرصفة الفسيفسائية في الأردن ولبنان وفلسطين، ما يشير إلى أن الأردن شهد كثافة سكانية خلال العصر البيزنطي، وعرض للتشابه بين المشاهد المكتشفة في كل من الاردن ولبنان وفلسطين من خلال التشابه في تقنية العمل والأدوات المستخدمة وصور الأشخاص القائمين على هذه المعاصر في هذه المناطق على الرغم من وجود اختلافات في التفاصيل.
وإلى جانب هذه الأبحاث القيمة تضمن العدد التاسع عرضاً لبعض المؤتمرات العلمية الخاصة بالقضايا الآثارية، وكذلك عرضاً لثلاثة كتب آثارية الأول هو كتاب هندسة المياه والري عند الأنباط تأليف د. زيدون المحيسن؛ والثاني كتاب من الاسكندر إلى زنوبيا تاريخ بلاد الشام من القرن 4 ق. م الى القرن 3 م تأليف موريس سارتر، والكتاب الثالث بعنوان (الاسرائيليون) تأليف ب. س اسرلين.
|