يلحظ على (بعض) الأكاديميين و(بعض) من امتهن الكتابة العلمية وتأليف الكتب والمراجع عدم الإلمام بالدور الذي تقوم به الصفحات الثقافية والبحثية والتراثية؛ فتجد أن بعضهم يستغرب وجود حجم كبير من القراء لها؛ وبعضهم يقول إن الصفحات الثقافية في بعض الأحيان قد تكون جزءاً من ديكور الجريدة؛ وإن وجودها من باب أننا نهتم بالثقافة!!
وقبل أن أبدأ في مناقشة هذه الفكرة الظالمة لا بد أن أؤكد على أن مثل هذا الموضوع لا يعالج بمقال واحد، بل لا بد من دراسة مستفيضة على شكل مقالات وتكون قائمة على الاستبانة والدراسة الميدانية؛ ومعرفة آراء القراء؛ ومحاولة حصر مشاركات القراء وتجاوبهم في ما ينشر في الصفحات الثقافية.
لكن حسبي أن أذكر بعض الجوانب في الصحافة الثقافية التي أرجو أن ينظر لها الآخرون بشيء من التأمل والتفكير؛ فمن ذلك نقول: بإمكان الباحث والمؤلِّف أن يكتب بحثه أو مادته العلمية من خلال الصحافة لكن بأسلوب يتغيَّر قليلاً عن الطرح الأكاديمي حتى يستفيد منه أكبر قدر من القراء؛ ومعروف سلفاً أن هناك فرقاً بين من يكتب لصحيفة يومية أو من يكتب رسالة جامعية في المنهج والتعامل مع القضية والتوثيق وغير ذلك. ومن الأمور التي يجب النظر إليها بعين الدقة هو أن الكتاب مهما كان نجاحه وحجم مبيعاته لا يقارن بانتشار الصحيفة التي لا يوجد مكان إلا وتصل إليه؛ فالكتاب يوزَّع منه عدة آلاف في سنة أو سنوات؛ وأما الجريدة فيوزع منها أضعاف ذلك في ساعة أو ساعات!!
إضافة إلى أن الكتاب لا يطالعه إلا من يرغب فيه من مختص أو مهتم؛ وأما الجريدة فيطالع ما فيه من مواد جميع شرائح القراء وينظرون في ما فيها من مواد يرغبون فيها أو لا يرغبون؛ فالمطالع للصفحة الاقتصادية لا بد أن يطالع الصفحات الثقافية ولو على أقل تقدير نظرة إلى العناوين.
وعلى كل حال أتمنى من كل من ينظر إلى الصفحات الثقافية في صحفنا اليومية بشيء من التقليل أن يعيد النظر، وبإمكان الكاتب الذي يحكم بتواضع الطرح الصحفي أن يشارك بالكتابة ويحاول أن يرفع من جودة الطرح إن كان يرى أنه متوضع، فالصحافة نبض الشارع وتخاطب الجميع ويجب أن يكتب فيها الجميع.
ولعل المشاركة بالكتابة في الصحافة عند من يتحفظ على ذلك خير تجربة له ومن خلالها يكون الحكم أدق وليس غيابياً.
للتواصل: فاكس: 2092858
|