سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ}
نشير بالتقدير وفائق الاحترام إلى ما نشر في صحيفتكم الموقرة في زاوية (عزيزتي الجزيرة) في العدد (11491) في يوم 24-1- 1425هـ تحت عنوان (كلمات الفضيلة.. قبل أن تشيع ثقافة الرذيلة) بقلم الأخ خالد الحمادا الذي تحدث فيه بكل صدق وضمير حي غيور على الأخلاق.. والفضيلة.. وقد اشار في موضوعه إلى ما تناوله الكاتب والأستاذ الفاضل حمد القاضي عن العفن والبرامج الساقطة التي يقدمها ويروجها، مع كل أسف، بعض من بني جلدتنا، ولقد ذهب الأخ خالد في سرده مخاطبا الشباب، كما خاطب الأخوة الأعزاء، بأن هناك أيادي قذرة تعمل في الخفاء لتدمير الفضيلة في شبابنا، واسمحوا لي في عزيزتي الجزيرة أن أواصل ما سبق طرحه في هذه الزاوية التي تشكر على ما تقدمه من أجل الأخلاق الكريمة.. وإحياء الفضيلة في شباب الأمة.. وتغيب الرذيلة عنهم.
إن القائمين على تلك البرامج المتفسخة والكريهة يتحركون ويستظلون تحت ما يسمى (بالحرية)، وهي كلمة، كما نعلم، تتردد في الاعلام العربي في هذه الفترة، والحرية كلمة حق يراد بها باطل، لقد زرع الإسلام الأخلاق العظيمة في مدارك العقول وفي مشاعر الوجدان الفطرية ما تدرك به فضائل الأخلاق ورذائلها، وهذا ما نسميه (بالحس الأخلاقي) الذي يجعل الناس يستشعرون بقبح تلك البرامج القبيحة وينفرون منها، وإن الناعقين باسم الحرية بتلك الصورة.. والأفكار.. و.. والغاية إنهم بتلك الصورة النتنة والنشاز.. يكونون معاول هدم لا بناء.. فأهدافهم إضعاف الوطن.. والامة.. لمعرفتهم أن القوة في شبابها، وصفاء عقيدتها، ونمو انسانها، فجميع الأديان السماوية بما فيها الدين الإسلامي تدعو تعاليمه للفضيلة والأخلاق الكريمة، وبذلك تكون رفعة الأوطان وقوتها، فالحرية ومنها حرية الفكر.. والعمل لها معانٍ جليلة وأهداف نبيلة وغاية سامية.. الحرية هي القدرة والحركة، بل الحرية هي الحياة والعدل والإخاء والمساواة، بل هي السبيل للوصول إلى ارقى التقدم والحضارة والعزة، وهي ليست مطلقة بل مقيدة لكل ما يضر بالإنسان في عقله وأخلاقه ومبادئه وعزته وشرفه، وإنسانيته. ولو نظرنا للشعوب الغربية ومن هم أطلقوا العنان أمام شهواتهم تحت ما يسمى بالحرية، لوجدنا التفريط بالفضيلة حتى انطلقت النفوس في ميادين الشر، وانغمست تلك الأمم في أنواع الرذيلة، وأنا هنا ادعو علماء الدين وأساتذة التربية والاجتماع والنفس لعمل ندوات ومحاضرات لمعرفة اسباب انتشار تلك الأوبئة والبرامج الهدامة في إعلامنا العربي، وكيفية العلاج والحد منها للوقوف أمام هذا التيار الخطر الذي سيصيب الأخلاق في مقتل .
عبدالله عبدالرحمن محمد الحقباني - الدلم
|