* الرياض- صالح العيد:
تناولت ورقة علمية تقدم بها الملازم أول مهندس محمد ابن سعيد القحطاني عضو لجنة نقل المعلمات من المدن إلى القرى بعنوان (نقل المعلمات من المدن إلى القرى والهجر) ضمن اللقاء العلمي العاشر الذي عقد في يوم 23-8- 1424هـ بمقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بعنوان (الحوادث المرورية الناجمة عن قيادة صغار السن ونقل المعلمات والطالبات)
أن العالم شهد بصفة عامة زيادة كبيرة في نسبة التحضر والاتساع العمراني بالاضافة إلى الزيادة الكبيرة في عدد السيارات خلال العقود الثلاثة الماضية في الدول النامية وبشكل خاص في المملكة العربية السعودية مما أدى إلى اطراد في الطلب على التنقل مما أثر على حجم الازدحام المروري في المناطق الحضرية وازدياد في أعداد الحوادث المرورية على الطرق. مشيراً إلى أن أعداد المركبات في المملكة لعام 1421هـ بلغت (4650748) مركبة وكان لهذه الزيادة الأثر الواضح في زيادة الحوادث المرورية حيث بلغت في عام 1422هـ (305649) حادث نتج عنها (28379) اصابة و(3913) حالة وفاة.
كما ظهر في الآونة الأخيرة معضلة كثرة حوادث نقل المعلمات والتي ذهب ضحيتها أعداد ليست بالقليلة حتى أصبحت تشكل هاجس الجميع.
وأوضح القحطاني أن الخطط الاستراتيجية في برامج التنمية الشاملة قد ركزت على العنصر البشري وكان لقطاع التعليم الحظ الأوفر من الدعم بكافة الامكانات التقنية والبشرية، وحظيت وزارة التربية والتعليم بدعم الدولة من خلال زيادة عدد المؤسسات التعليمية للبنات في كافة أنحاء المملكة، حيث بلغ عدد المدارس حتى عام 1420هـ (13942) مؤسسة تعليمية انتظم بها (2133974) طالبة و (165079).
وبعد اكتفاء المدارس داخل المدن بالمعلمات وزيادة اعدادهن قامت الوزارة بتعيين بعض المعلمات في أماكن بعيدة من موقع سكنهن الأصلية. ويتطلب هذا وسيلة نقل تقوم بنقل المعلمات إلى مقر أعمالهن وذلك بشكل يومي. حيث إن الطرق التي تخدم هذه القرى تفتقر إلى السلامة من حيث وعورة بعض الطرق المؤدية إليها أي أنها غير معبدة وخطيرة جدا مما جعل هناك حوادث مرورية ذهب ضحيتها معلمات وتفاقمت هذه المشكلة بشكل ملحوظ ومرئي مما جعل هناك معاناة للمعلمات وأولياء أمورهن خلال العام الدراسي. وتعتبر هذه المشكلة صعبة في حلها بشكل سريع فعل تعدد جوانب المشكلة من حيث (موقع المدرسة - المسافة بين المدرسة والمنزل والمركبة - الطرق - قائد المركبة)، تحتاج إلى دراسة دقيقة وعلى استراتيجية على مستوى وطني للحد من المشكلة.
وتهدف الدراسة إلى وضع آلية تساعد في الحد من الحوادث المرورية لنقل المعلمات بالإضافة إلى: - تحديد المناطق التي تكثر بها القرى والهجر وتحتاج إلى معلمات.
وتحديد أكثر المناطق التي تكثر بها التعيينات خارج المدينة.
كما تناولت الدراسة الدراسات والاحصائيات وتحليلها لحوادث نقل المعلمات والتي تتلخص في معرفة المناطق التي تكثر بها الحوادث المرورية لنقل المعلمات، أكثر أنواع الحوادث المرورية لنقل المعلمات، الأسباب للحوادث المرورية لنقل المعلمات، أكثر المركبات اشتراكاً في الحوادث حسب نوعها وموديلها، الأوقات والأشهر والسنوات التي تكثر بها حوادث المعلمات.
وقد أظهرت النتائج أن منطقة الرياض هي الأعلى نسبة من حيث عدد حالات الحوادث المرورية لنقل المعلمات حيث بلغت (17.5%) تليها منطقة عسير بنسبة (14.2%) ثم منطقة مكة المكرمة بنسبة (13.3%) . أما أقل الحالات فكانت في منطقة حائل حيث بلغت (2.5%) ثم المنطقة الشرقية بنسبة (3.3%) ثم الباحة بنسبة (7.5%).
ويتضح من خلال النتائج أن كثرة الحوادث المرورية لنقل المعلمات في منطقة الرياض تعزى إلى كثرة القرى والهجر والتي تعتبر ذات مسافات بعيدة بفعل الاتساع الجغرافي للمنطقة. حيث إن مجموع أطوال الرحلات اليومية التي تقوم بها المعلمات في قطاع التعليم إلى خارج مدينة الرياض (59802.6كم) وبلغ متوسط المسافة المقطوعة (106.6كم) للرحلة المفردة الواحدة، وتتراوح طول مسافة الرحلات بين 25كم ، 250وكم. كما أن النساء العاملات يقطعن مسافات تصل إلى أكثر من 150 كم للرحلة المفردة الواحدة، وبعضهن يقطعن مسافة تصل إلى حوالي 250 كم ذهابا فقط. وهذا يعني أن المعلمات اللاتي يقطعن تلك المسافة تصل أطول رحلاتهن اليومية إلى حوالي (500كم) ذهاباً وإيابا. كما أن الحوادث للمعلمات بمنطقة عسير يعزى لطبيعتها الجبلية، ووعورة بعض الطرق في القرى والهجر، وطول رحلات العمل اليومية.
ومن خلال البيانات المتعلقة بأنواع الحوادث المرورية لنقل المعلمات نستنتج أن حوادث التصادم بين سيارتين هي الأعلى نسبة حيث بلغت (59%) تليها حوادث الانقلاب بنسبة (34.3%) ثم حوادث الخروج عن الطريق بنسبة (2.9%). وقد جاءت حوادث التصادم مع جسم ثابت والسقوط من السيارة والارتطام والدهس بأقل نسبة وبشكل متساوٍ حيث بلغت (1%).
ويتضح لنا أن حوادث التصادم بين سيارتين يمثل ثلثي الحوادث المرورية للمعلمات، وتتفق هذه النتائج مع التقرير الإحصائي السنوي للإدارة العامة للمرور بأن معظم الحوادث المرورية التي تقع عبارة عن تصادم بين سيارتين حيث تشكل النسبة (83%) تليها حوادث الانقلاب بنسبة (3.1%).
وبينت الدراسة أن حوادث السرعة الزائدة هي الأعلى نسبة حيث بلغت نسبة (32.1%) يليها انفجار الإطار بنسبة (22.6%) ثم سبب عدم انتباه السائق بنسبة (9.4%). أما أقل أسباب الحوادث فكانت الدخول والخروج الخاطئ أثناء القيادة بنسبة (1.9%) ثم نوم السائق بنسبة (3.8%).
من خلال ما تم ذكره آنفاً نجد أن السرعة الزائدة يليها انفجار الإطار، معنى ذلك أن هذين السببين يشكلان أكثر من نصف عدد الحوادث. حيث إن ظاهرة صدم الإبل التي تشكل نسبة (7.5%) واحدة من أعلى النسب نتيجة لبقية الأسباب وتعد جديرة بالاهتمام.
وأشارت إلى أن سيارات الجمس هي الأعلى في التورط في الحوادث المرورية لنقل المعلمات حيث بلغت نسبة (43.6%) تليها الباصات بنسبة (24.4%) ثم سيارات الونيت بنسبة (14.1%). وجاءت الحافلات الأقل بنسبة (2.6%) ثم سيارات الجيب بنسبة (3.8%).
يتضح أن أكثر المركبات تورطاً في الحوادث المرورية للمعلمات هي سيارات الجمس والباصات. أي أن سيارات الجمس والباصات معاً تشكل أكثر من ثلثي أنواع السيارات المتورطة في الحوادث المرورية للمعلمات، وذلك بسبب كثرة استخدام هاتين الوسيلتين في التنقلات من ناحية وللسعة التحميلية من ناحية أخرى.
كما أن لموديل المركبة الأثر الواضح في الحوادث المرورية من حيث قدم المركبة (موديلات الثمانينات) هي الأكثر تعرضاً للحوادث المرورية بينما جاءت الموديلات الحديثة في المرتبة الأخيرة كأقل الموديلات تعرضاً في الحوادث المرورية للمعلمات.
وأضافت الدراسة أنه من خلال معاينة الحوادث المرورية لنقل المعلمات يتضح أن أكثر من نصف عدد الحالات (58.3%) في الفترة الصباحية وثلثها في فترة الظهر والعصر وأقلها في الفترة المسائية.
ومن خلال تحليل النتائج لجمع المعلومات يتضح أن شهر شعبان هو أكثر الأشهر التي حدثت فيها حوادث يليه شهر ذو القعدة.
كما أظهرت النتائج بأن السنوات الأخيرة هي الأكثر حوادث
أما أبرز التوصيات التي تضمنتها:
إيجاد أفضل الحلول في تعيين المعلمات بما يتوافق مع
رغباتهن إن أمكن، حصر جميع المدارس التي تقع خارج المدن، تحديد الطرق المؤدية إلى مدرسة خارج المدينة، توضيح المدارس والطرق المؤدية إليها على خرائط بشكل واضح، حصر جميع المدارس التي يمكن الاستعاضة عنها بالمدارس المجاورة.
أولوية تعيين المعلمات اللاتي يسكن قريبا من المدرسة دون النظر إلى أي شرط يعيق ذلك، ربط تعيين المعلمات بإحضار إثبات أن سكنها قريب من المدرسة، في حالة عدم وجود معلمات من المكان الذي توجد به المدرسة يتم التعيين حسب التوصيات في المرحلة الثالثة.
ربط إكمال متطلبات التعيين للمعلمة اللاتي يرغبن التعيين خارج المدينة بتطبيق جميع الشروط الآتية:
- ربط مباشرة التعيين في المدرسة بإحضار استمارة النقل التي سوف تتولى نقلها إلى المدرسة حسب الشروط المتبعة لدى وزارة المواصلات، إذا كان ولي أمر المعلمة سوف يتكفل بنقلها لابد من عمل إقرار وتعهد من المدرسة المعينة فيها.
أما الشروط التي تتكفل بها وزارة المواصلات فهي:
إيجاد وسيلة نقل آمنة ويستحسن لجهة واحدة يتكفل بها كأن يكون النقل الجماعي أو أي مؤسسة أخرى، إذا تم فتح المجال لأي شخص يرغب في نقل المعلمات لابد أن يخضع لعدة شروط:
العمر لا يقل عن 30عاماً، السائق لديه محرم، رخصة قيادة عمومي، تصريح من المواصلات، المركبة لايقل عمرها الافتراضي عن 5 سنوات، والفحص الدوري للمركبة كل ستة أشهر.
أما المهام التي تقوم بها وزارة الداخلية (المرور - أمن الطرق - الدوريات الأمنية):
- ترتيب نقاط التفتيش على الطرق المؤدية إلى المدارس حسب الخريطة التي أظهرت وزارة المعارف التي تحدد مواقع المدارس والطرق التي تخدمها.
- ملاحظة المركبات التي تنقل المعلمات في نقاط التفتيش هل تصريح المواصلات موجودة - آخر استمارة فحص- وسائل السلامة للمركبة من طفاية حريق ومثلث الفسفوري - وسيلة اتصال.
المرحلة السادسة
- دور وزارة الإعلام في تفعيل ذلك من خلال وسائل الإعلام الصحف - الراديو- التلفاز ويعتبر دور وزارة الإعلام في هذا الخصوص ضروريا جداً ويشكل إحدى الدعائم الأساسية لتفعيل سلامة نقل المعلمات.
جدول يوضح المناطق التي تكثر بها
الحوادث المرورية لنقل المعلمات
الترتيب المنطقة عدد الرحلات النسبة المئوية
1 الرياض 21 17.6%
2 عسير 17 14.2%
3 مكة المكرمة 16 13.3%
4 المدينة 13 10.8%
5 جازان 13 10.8%
6 القصيم 12 10%
7 تبوك 12 10%
8 الباحة 9 7.5%
9 الشرقية 4 3.3%
10 حائل 3 2.5%
المجموع 120 100%
جدول السنوات التي وقعت فيها الحوادث المرورية لنقل المعلمات
الترتيب السنة عدد الحالات النسبة المئوية
1 1422هـ 26 24.3%
2 1419هـ 25 23.4%
3 1421هـ 25 22.4%
4 1420هـ 24 22.4%
5 1419هـ 6 5.6%
6 1417هـ 1 0.9%
المجموع 107 100%
|