هذه الأيام.. هناك نشاط بيع وشراء وتحرك اقتصادي وإقبال على الأسهم بالدرجة الأولى.. وشراء الأراضي وانتعاش (فلوسي) وضخ لملايين أو مليارات الريالات في الأسهم والعقار.. حتى وصلت أسعار الأسهم و(المؤشر) إلى رقم قياسي.. حتى الأراضي التي كانت قبل شهر بخمسمائة ريال.. صارت بألف.. والتي بمائتي ريال صارت بستمائة.. وصارت هناك حركة بيع وشراء وسمسرة وحركة ومكاتب عقار جديدة وشريطية.
موظفون أخذوا إجازات وتوجهوا لشاشات البنوك و(بع.. واشتر) وليس لهم كلام سوى (تداول) و(محفظة) و(عوائد) وهكذا..
وموظفون آخرون.. لا يعرفون كيف يتعاملون مع حركة الأسهم.. توجهوا إلى مكاتب العقار.. وضخوا مبالغ في أراضٍ بعيدة.. و(طيَّروا) سعر المتر خمسة أضعاف ..و(طيّروا) الأراضي القريبة ضعفاً وضعفين.. وشهدت حركة البيع.. تحركاً كبيراً.
حقيقة.. إن هذا التحرك.. يعكس أموراً كثيرة:
أولها.. أن الوضع في بلادنا بفضل الله.. وضع استقرار.. وأن كل الأمور على ما يرام بدون استثناء.. لأنه وكما هو معلوم.. أن رأس المال جبان..فلولا الثقة ..ولولا المؤشرات الصحيحة ..لما تم خروج ريال واحد..
الثاني ..أن اقتصادنا بألف خير وعافية ..وأن وضعنا الاقتصادي رائع جداً وفي كامل عافيته..
الثالث ..الإقبال على الاستثمار في بلادنا وعودة الكثير من رءوس الأموال إلى بلادها.. بحثاً عن الأمان.. فما حصل من صفقات.. دليل على أن هناك مليارات دخلت وضُخََّت بالفعل في السوق.. وهذا كله بدون شك.. سيكون له أثر إيجابي على اقتصادنا.
لقد كنا بدون شك.. نتمنى أن تتجه هذه المليارات إلى مشاريع نافعة منتجة.. لتعود على بلادنا وعلى اقتصادنا بوضع أفضل.. من ضخها في أراضٍ تبعد عن المدن عشرات الكيلومترات.. بدلاً من أن يصل المتر في بعض الأحياء السكنية إلى (700) ريال.. وبدلاً من أن يصبح سعر المتر بألف ريال في العاشرة صباحاً.. و(1500) ريال بعد العصر في نفس اليوم.. وبدلاً من الدخول في مضاربات تشبه القمار .
كنا نتمنى.. أن نرى مصانع منتجة ..
وكنا نتمنى أن نرى شركات ومؤسسات تستقطب أبناءنا وتبني اقتصادنا على أسس صحيحة . .
وكنا نتمنى.. أن ننافس كوريا واليابان وسنغافورة وألمانيا.. بدلاً من تلك المخططات التي (تقطَّعت) من كثر (التقليب).. وتلك الصكوك التي بيعت مائة مرة.
شركات خاسرة مهددة بالإفلاس.. يتجاوز سعر السهم فيها مائتي ريال.. لماذا؟!
نعم.. نتمنى.. لو ضُخَّت هذه الأموال في شركات ومصانع تحقق لنا.. نقلات تنموية ومكاسب اقتصادية على المدى البعيد.
نتمنى.. أن نشاهد صناعة كبرى وثقيلة.
ونتمنى.. لو نشاهد حضوراً أقوى لرأس المال.. الذي اتجه للعقار والأسهم.
إن الاستثمار في صفقات بيع وشراء الأراضي.. استثمار بليد.. له الكثير من السلبيات.. حيث وصل سعر الفيلا (300) متر.. إلى مليون ريال وأكثر.. بينما كانت إلى وقت قريب.. لا تتعدى (450) ألف ريال.
نعم.. نحن سعداء بهذا التحرك الاقتصادي.. وبهذا الوجود المالي الكبير ولكن.. نتمنى.. لو أنه وجِّه وجهة صحيحة نافعة للوطن والمواطن.. وأقلها.. تشغيل ذلك الشباب العاطل.. من بنين وبنات.. من خلال مشاريع أكثر نفعاً وإنتاجية.
|