يصح القول إن ما نشهده من توسع في التعليم الأهلي المدفوع ليس إلا بداية لانحسار موجة التعليم المجاني الأمر الذي يفرض الأخذ بزمام المبادرة للاستفادة من تجارب الجامعات الغربية والأمريكية فيما يتعلق بقروض الطلاب وذلك لهدف صياغة وتنظيم سياسات إقراضية مناسبة، ولتقنين ما تتطلبه من ضمانات وضوابط من شأنها تقديم النفع للطالب وعدم الإضرار بحقوق ومصالح الجهة المقرضة. وذلك على غرار ما جرت عليه العادة في العديد من جامعات الدول المتقدمة حيث تتيح لطلبتها سياسة إقراضية ميسرة بغرض إكمال تعليمهم العالي ،على أن يقوموا لاحقا بالسداد على دفعات ميسرة، وذلك بعد تخرجهم وحصولهم على الوظائف المناسبة.. كذلك من ضمن ما يتوجب عمله مايلي:
1- يتعين سن الأنظمة الكفيلة بحماية الطالب المقترض، ومن ضمن ذلك منحه حق عدم الشروع في دفع أقساطه إلا بعد تخرجه وحصوله على الوظيفة المناسبة، وإن لم نفعل فمجرد حقيقة كونه مدينا سيضيف إلى أعبائه النفسية أعباء أكثر قساوة، الأمر الذي سيضيف إلى سلبيات البطالة مضامين نفسية واجتماعية أكثر وأكثر سلبية.
2- ضرورة أن يكون هناك نوع من الدعم الحكومي لبرامج قروض الطلاب، تماما كما هي الحال في جامعات الدول المتقدمة، مما سيتيح لأجهزة التعليم العالي فرصا أكثر للإشراف، ونوافذ أكبر للتدخل، حين بروز الحاجة لذلك.
3- يتوجب البدء من حيث انتهى إليه الآخرون، حيث إنه في السابق كانت القروض الطلابية في الدول المتقدمة لا تغطي سوى تكاليف الدراسة فقط ،غير أن التجارب أثبتت أن الاقتصار على دفع تكاليف دراسة الطالب وإغفال تكاليف الحياة بوجه عام كفيل بتخليق فشله الدراسي، لذا جرت تعديلات جوهرية في سياسة هذه القروض حيث تم تطويرها لتغطي كافة أوجه تكاليف الحياة للطالب بما في ذلك دراسته، ويعرف هذا النوع من القروض بالقروض البديلة أو الخاصة.
Alternative or Private student Loans، ويتميز هذا النوع منها بانخفاض نسبة فوائده حيث تتراوح في أمريكا ما بين صفر و7% فقط.
4- تحديد القروض الطلابية كميا حسب المستويات الأكاديمية لكل جامعة أو كلية خاصة وفقا لمستوى معيشة المنطقة التي تقع فيها، كذلك تحديدها حسب طبيعة كل تخصص أكاديمي على حدة، حيث إنه من المعلوم أن تكاليف الدراسة تختلف من جامعة إلى أخرى بل ومن تخصص إلى آخر، فتكاليف دراسة الطب ليست مثل تكاليف دراسة العلوم الإدارية والاجتماعية على سبيل التمثيل لا الحصر.
5- تفعيل مهام (صندوق الطالب) في الجامعات والكليات وفتح مجال التبرعات الخيرية له وتطويره على نحو يضمن الاستفادة منه في إقراض الطلبة لإكمال تعليمهم العالي بكافة مراحله.
|