المملكة العربية السعودية أسرة واحدة جمعها الله تحت راية واحدة من اقصى شمال البلاد الى جنوبها، ومن اقصى شرقها الى غربها، تخفق لها راية واحدة، ويجمعها دين واحد، ويتلاحم فيها الناس تلاحم الأهل والعشيرة والأرحام، أسرة واحدة، رضيت بالله رباً، وبالاسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم، بذلك ينادي حاكمها ومحكومها، ولاة أمرها ورعيتها، وعلى ذلك يتبنى كيانها الكبير.
نحن أسرة واحدة في هذه البلاد الغالية، لنا منهجنا الواضح، وأهدافنا المعلنة، ووعينا الكبير بما نحن عليه من صواب وخطأ، وقوة وضعف، وايجابيات وسلبيات، ولنا علمنا الشرعي الذي يعصمنا من شطحات الأفكار، ونزوات الغلو والتنطع، ولنا ادراكنا لما نحتاجه من تقويم واصلاح، وتصحيح وتصويب، وتشخيص وعلاج، فما نحن بحاجة إلى آراء المتظاهرين بالحرص على مصالحنا، ونصائح المسكونين بالجسد لنا، وما نحن بحاجة إلى فكر الآخرين، ولا معتقداتهم، ولاثقافاتهم، لأننا اصحاب عقيدة راسخة سليمة (عقيدة التوحيد)، وأرباب فكر مستقيم (الفكر البعيد عن الزلل) لأنه يهتدي بهدى الله ويستضيء بنور شرعه الحكيم، ولأننا اصحاب ثقافة أصيلة، فيها من التنوع والثراء والوعي وما يجعلها ثابتة الرؤية، سليمة النظر.
نحن أسرة واحدة، لاننكر ان لدينا اوضاعاً تحتاج الى اعادة ترتيب وأخطاء تحتاج الى تصويب، ومواطن ضعف تحتاج الى تقوية، بل اننا نعلم علم اليقين بما يحدث من بعض المفاسد التي تحتاج الى اصلاح.
إصلاح؟
نعم إصلاح القلوب اولاً بإخلاص نياتها لله عز وجل بعيداً عن الغفلة وتزكية النفس بما لا يجوز «ولا تزكوا انفسكم»، واصلاح العقول ثانياً نحن اسرة واحدة بتحصينها بالفكرة الصحيحة والرؤية السديدة، ضد الأفكار المنحرفة التي لا يتوانى اصحابها في العمل على نشرها بيننا نحن المسلمين بالوسائل المغرية شتى، وإصلاح النفوس من مفاسد الهوى، والمصالح الشخصية، والحظوظ الخاصة التي تقتل نفوس البشر، وتجعلهم كالآلات التي تشغل تحت رعاية الآخرين ومتابعتهم، وإصلاح كثير من الأنظمة الادارية التي تجاوزها الزمن حتى ما نرى موظفاً يتعامل مع مراجعيه بما شاء، كما يشاء، بل نرى موظفاً ينجز عمله، والابتسامة تضيء وجهه.
نعم نحن نعرف، مايحتاج في اسرتنا الواحدة الى الاصلاح بعيداً عن تدخل غرب او شرق، او ادعاء مدع، واحتيال محتال.
ان اسرتنا الواحدة تحتاج الى مزيد من التكاتف والتآلف، والى نكران الذات، ونسيان المصالح الشخصية، ورد كيد الأعداء الحاسدين في نحورهم. فنحن نؤمن بأننا نخطئ ونصيب، ونحسن ونسيء، ونقوى ونضعف، فلا يصيبنا وجل من نقد ناقد او توجيه موجه، ولا نغلق مسامعنا عن النصيحة والرأي السديد، والتوجيه الرشيد، وتلك صفة يتحلى بها أهل الرسالة الكبيرة التي لاتخضع لأهواء أحد من البشر.
نحن أسرة واحدة، يؤذي مشاعرنا، ويحزننا ما نقرأ ونسمع ونشاهد من شطحات بعض ابناء اسرتنا الذين وضعوا على اعينهم نظارات ملونة بألوان المحتل المتربص بنا الدوائر، فهم ينادون الى ما هو أبعد سواءً مما ينادي به، ويمدون أيديهم الى اعداء الأمة تذللاً وخشوعاً، وكأنهم لايدركون أن الجميع يركبون في سفينة واحدة، فالنجاة واحدة وعدم النجاة واحد يصدق على الجميع.
نحن أسرة واحدة لا يحسن بها في هذه المرحلة إلا زيادة التلاحم والتكاتف حتى لايجرفها التيار.
إشارة:
واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا.
|