* لقاء - عبدالرحمن المصيبيح:
نوّه وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي د. عبدالمحسن الضويان بالتطور الهائل الذي تشهده المملكة في كافة المجالات حتى وصلت إلى هذه المكانة المرموقة والحمد لله.
وقال الدكتور الضويان في حديث خاص ل(الجزيرة) إن التعليم حظي برعاية شاملة شأنه شأن أي قطاع آخر وقال إن التعليم العالي حقق نقلة نوعية مميزة في كافة التخصصات وهذا بفضل الله ثم بفضل توجيهات ودعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وقال إن هذه الجامعات التي انتشرت في كافة أنحاء المملكة وبرامج الدراسات العليا وغيرها من آفاق العلم والمعرفة أوجدت قدرات وطنية مؤهلة تساهم في خدمة هذا الوطن.
كما شكر معالي وزير التعليم العالي د. خالد العنقري ومعالي مدير جامعة الملك سعود د. عبدالله الفيصل على الدعم المتواصل والاهتمام المستمر.
وتطرق د.الضويان إلىمهام الدراسات العليا والبحث العلمي وكذلك جائزة الأمير سلطان للمياه، والإيفاد الداخلي، وكذلك الطلاب العائدين إلى المملكة ولم يكملوا دراستهم وكذلك معرض الكتاب وأمور أخرى جاءت خلال هذا اللقاء.
المهام والمسؤوليات
* نود في البداية التحدث عن مسؤوليات ومهام وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي.
- وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي تتعدد مهامها فعلى سبيل المثال هي مسؤولة عن المجلس العلمي وهو يضطلع بمسؤولية تعيين أعضاء هيئة التدريس وترقياتهم والتفرغ العلمي في حالة الرغبة في إنهاء الخدمة أو الاستقالة أو التقاعد المبكر أو أي شيء له علاقة بأعضاء هيئة التدريس. والمجلس العلمي يمثل كليات الجامعة ويعقد اجتماعات دورية تكاد تكون أسبوعية لأغراض كما قلت التعيين والترقية والتفرغ.. إلى آخره هذا من ناحية، وأيضا هناك علاقة مكانة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بأمور الدراسات العليا.. يعني هي مسؤولة عن عمادة الدراسات العليا التي تقدم برامج الدراسات العليا لأقسام وكليات الجامعة، كذلك هي مسؤولة عن عمادة البحث العلمي وعمادة البحث العلمي مسؤولة عن الأبحاث التي يقدمها أعضاء هيئة التدريس، وتوفير الدعم المالي للقيام بأبحاث العمل على جذب بعض الدعم المالي من القطاع الخاص ومن الجهات الحكومية لإجراء البحوث، وهي أيضا مسؤولة عن مراكز البحوث كما يعرف الجميع في كليات الجامعة، كل كلية لها مركز بحوث يقدم بحوثا من أعضاء هيئة التدريس. كما ان البحث العلمي مدعوم بشكل جيد من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. هناك مشاريع أبحاث يقوم بها أعضاء هيئة التدريس لأبحاث تتصف بالتطبيقية وبأنها ذات صبغة وطنية، كأبحاث المياه والبيئة والزراعة وغيرها، كما أن الوكالة مسؤولة عن معهد الأمير عبدالله للدراسات الاستشارية والبحوث وتقوم بأبحاث تطبيقية ودراسات بأغراض استشارية وتوقيع عقود من الجهات الحكومية والقطاع الخاص. ثم تقوم بتكاليف فرق بحثية من المختصين من أقسام الكليات للقيام بالدراسة، وهناك بدون شك تكاليف وشراء أجهزة.. إلى آخره.
وعن المكتبات
كما أن وكالة الجامعة مسؤولة عن شؤون المكتبات كما تعلم هناك مكتبة الأمير سلمان في الجامعة وهذه مكتبة تضم الملايين من الكتب باللغة العربية واللغة الإنجليزية ولغات أخرى، وهي مسؤولة عن تنظيم معارض الكتاب التي تعقد كل سنتين، وفي هذا العام سيعقد معرض الكتاب في شهر شعبان وسيعقد في رحاب جامعة الملك سعود وسيكون مقره في (البهو) حيث تعودت جامعة الملك سعود على تنظيم معرض الكتاب كل سنتين وهو ناجح بكل المقاييس وسيشارك في هذا المعرض دور نشر من داخل المملكة وخارجها، وتباع فيها الكتب بمختلف التخصصات واللغات. وستقوم دور النشر بدور فاعل في تسهيل مهمة إقامة معرض الكتاب، وهناك أيضا مسؤولية النشر العلمي والمطابع، هذا تحت مظلة وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي ومسئوليتها تناط بها بنشر الكتب من تأليف أعضاء هيئة التدريس بعد إجازتها من المجلس العلمي إذا كانت صالحة للنشر، سواء كانت كتب دراسية أو مراجع علمية تحكم من أعضاء هيئة التدريس في داخل المملكة وخارجها وفي حالة إجازتها فإنها بعقد مبرم بين مؤلف الكتاب والجامعة تقوم الجامعة بطباعة هذه الكتب وتوفيرها للدارسين والباحثين. هذا بشكل مجمل أهم المواضيع التي تتعلق بوكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي والعمل جار دائماً لتطوير الخدمات والاستخدام الأمثل للمواد البشرية والمالية.
الدراسات العليا
* نود تسليط الضوء على الدراسات العليا.
- الدراسات العليا تعتبر ركيزة مهمة من ركائز أو من مهام الجامعة وبدون دراسات عليا لا يمكن أن يستقيم وضع الجامعة فبرامج الدراسات العليا تعمل دائماً على تطويرها وعلى تحديثها وعلى استحداث برامج جديدة في مستوى الماجستير أو الدكتوراه.
فمثلاً بالنسبة للماجستير عندنا أكثر (60) قسما تقدم برامج الماجستير في تخصصات مختلفة سواء أدبية أو تربوية أو إدارية أو علوم طبية أو علوم أو هندسة أو زراعة.. إلى آخره. وهناك برامج الدكتوراه التي تعدت - والحمد لله - أكثر من 30 برنامجا عدا التخصصات، يعني كل برنامج سواء كان برنامج الماجستير أو الدكتوراه قد يضم تحته أو ينطوي تحته عدة تخصصات، وهدفنا من الدراسات العليا أولاً توسيع قاعدة البرامج المقدمة، أيضا التحديث المستمر لهذه البرامج لتخدم عدة أغراض: أولاً ان تكون البرامج متمشية مع المعايير العالمية الموجودة في جامعات العالم، وان تكون جامعة الملك سعود في المقدمة فيما يتعلق بنوعية البرامج.
الهدف الثاني أيضا الإكثار من هذه البرامج حتى تعطي الفرصة لأبناء المملكة للانضمام لهذه البرامج،كما يعلم الجميع هناك ومنذ أكثر من عدة سنوات برنامج ما يعرف بالإيفاد الداخلي بمعنى أن أي جهة حكومية تستطيع أن توفد طالبا أو طالبة للدراسات العليا هما في الأساس موظفان. وممكن أن يتفرغ كل منهما تفرغا كليا للدراسات العليا من هذه الجهات الحكومية. وقد استفاد ولله الحمد الكثير من موظفي الدولة المؤهلين والموظفات من الدراسات العليا.
العائدون من البعثة كل الأمور ميسرة لهم
وهناك أيضا بعض العائدين من البعثات أو الذين لاقوا بعض المتاعب في دراستهم أصبحت ولله الحمد توفر لهم - بتوجيه سام كريم - فرصة الأولوية في القبول في الدراسات العليا. وكل من رجع لم يتمكن لأسباب صعبت عليه إكمال دراسته تم استيعابه هنا في المملكة والحمد لله في برامج الدراسات العليا وهناك تنفيذا للتوجيه السامي الكريم تم إعطاؤهم أولوية في القبول وهذا ما نقوم به ولله الحمد.
الأبحاث ليست ترفاً
أما بالنسبة لخططنا للبحث العلمي فكانت تؤكد على موضوعين رئيسيين.
أولاً نوعية الأبحاث: الكل يعرف ان الأبحاث ليست ترفاً ويجب ان تكون موجهة ل خدمة أغراض التنمية، وما لم تكن كذلك فلا تصبح ذات فائدة.
ويجب ان تكون الأبحاث أولا ذات مستوى علمي عالمي يتماشى مع ما هو موجود بالجامعات العالمية.
ثانيا: أن تخدم أغراض التنمية إضافة إلى ذلك فإننا إذا وضعنا هذا في اعتبارنا وهو انه تكون الأبحاث موجهة لخدمة أغراض التنمية فيكون التوجه الثاني هو توفير التمويل. يعني جامعة الملك سعود ولله الحمد فيها أكثر من 1500 عضو بهيئة التدريس (دكتوراه) سعوديون في مختلف التخصصات هؤلاء متحمسون ولهم رغبة أكيدة في إجراء البحوث، ونحتاج إلى تمويل البحث العلمي وقد استطعنا ولله الحمد العام الماضي تمويل البحث العلمي من صندوق التعليم العالي بحوالي 15 مليونا وفي هذا العام 18 مليونا إضافة إلى ما يرصد في ميزانية الجامعة الأساسية لأغراض البحوث.
وهناك أيضا مساهمة جيدة من القطاع الخاص، وهذه مناسبة لأقدم الشكر والتقدير لموقف سابك وتبرعاتها ومساهمتها المساهمة الجيدة في تقديم دعم مالي للأبحاث وتقدم سنوياً مليون ريال للأبحاث التي تستخدم في تنقية المياه والدراسات المتعلقة بذلك، أيضا تبرعت بمليون وسبعمائة وخمسين ألف ريال، والمليون في بداية حديثي السابق لإنشاء كرسي باسم (البلمر).
مركز الأمير سلطان لأبحاث المياه
* وماذا عن مركز الأمير سلطان لأبحاث المياه والصحراء؟
- أيضا هناك مشروع مركز الأمير سلطان لأبحاث المياه وهو ينضوي تحت وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي حيث قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يحفظه الله بالتبرع بخمسة ملايين لأبحاث المياه والبيئة والصحراء ليقدم هذا المركز الرسالة المناطة به ويقوم هذا المركز بإجراء بحوث تتعلق بالمياه وأهميتها وضرورة البحث عن مصادرها واستغلال المياه الاستغلال الأمثل من حيث الإدارة وتوفير المياه.
وهناك موضوع مهم للغاية وهو جائزة الأمير سلطان لأبحاث المياه وقد رصد لها مبلغ 30 مليون ريال ولها مجلس إدارة وهي تعنى بأبحاث المياه وهي جائزة عالمية حيث بدأ المركز الآن يستقطب أبحاثا لأغراض الجائزة وقد قدم حتى الآن 153 بحثاً اختير منها 76 بحثاً تصلح للتقويم وسوف توزع ويتم إرسالها إلى 25 محكما رئيسيا عالميا من داخل المملكة ومن خارجها و25 محكما احتياطيا ترسل لهم الأبحاث وردودهم تجعل من الممكن التصفية بحيث يكون هناك أبحاث تتعلق بالمياه تفوز وتحظى بجائزة سموه الكريم وسيكون هناك عدة جوائز.
وامتدح دعم واهتمام سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز وقال د. الضويان ان الهدف من ذلك هو تأصيل البحث العلمي في مجال المياه، وسيقام حفل كبير وستكون هذه المسابقة سنوية.
تخصصات محددة
وعن التركيزعلى التخصصات التي يحتاجها البلد قال د. عبدالمحسن الضويان كما هو معروف هناك بالنسبة لرسائل الماجستير والدكتوراه بعد ان ينهي الطالب المقررات يقدم بخطة البحث للرسالة وهي تمر على عدة مجالس، مثل مجلس القسم ومجلس الكلية المعنية، ومجلس عمادة الدراسات العليا. وفي كل مجلس من المجالس الثلاثة هناك لجان، وأنا أعتقد ان التدقيق في الرسالة يجعل من الصعب مرور أي رسالة لا تخدم الأغراض العلمية والأغراض العملية وأي رسالة يرى أنها مضيعة للوقت من حيث الموضوع أو أنها لا ترقى للمستوى العلمي المطلوب فإنها بلا شك لا تجاز.
الجمعيات العلمية
* هل لنا أن نعرف شيئا عن الجمعيات العلمية؟
- كما هو معروف فإن وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي مسؤولة عن الجمعيات العلمية، جامعة الملك سعود هي أكثر جامعة تحتضن الجمعيات العلمية، يعني جمعيات تتعدد تخصصاتها من تخصصات طبية وأدبية، وعلمية، وهناك 61 جمعية في المملكة، وجامعة الملك سعود مسؤولة عن 29 جمعية علمية أذكرمنها مثلا:جمعية علوم الحياة، وجمعية علوم الأرض، والجمعيات الطبية بمختلف تخصصاتها هذه الجمعيات لها مناسبات علمية أيضا هي مسؤولة عن عقد ندوات ومؤتمرات وكثير من هذه الندوات لأهميتها يدعى لها مسؤولون كبار ويقومون مشكورين بتلبية الدعوة وافتتاح هذه الندوات والمؤتمرات، وهذه كثيرة ولله الحمد. والجمعيات العلمية الكثير منها لها مجلات علمية يعني محكمة في مجال التخصص ينشر فيها الباحثون وتستخدم لأغراض الترقية فهذه الجمعيات مهمة جداً والجامعة تعمل على تطويرها وتوفير الدعم لها حسب الإمكان.
خيارات أمام المبتعث
* د. عبدالمحسن من أراد أن يعود ويواصل بعثته الدراسية؟
- ويواصل د. الضويان حديثة قائلاً: الشيء الذي أعرفه وربما هذا يفتي فيه عميد الدراسات العليا والبحث العلمي لكن الذي أعرفه الآن أن عودة الدارسين الذين عندهم عراقيل في دراستهم أصبحت محدودة ولله الحمد. يعني بقدر الإمكان، يعني كما هو معروف الطالب بالدراسات العليا. في الدول الأوروبية وبالذات في أمريكا أكثر وعياً ويعي مسؤوليته فهو يحاول قدر الإمكان أن يتحمل أشياء كثيرة في سبيل انه ينهي دراسته ولا يعود مضطراً وأنا متأكد أن جميع الذين رجعوا كانوا مضطرين اضطرارا شديدا ومع ذلك لو فرضنا ذلك أعتقد ان الباب مفتوح لمن يريد العودة إلى مقر بعثته.
يعني لو فرضنا ان واحدا رجع ونحن عادة في الدراسات العليا نعطيه الخيار إما يسجل طالباً زائراً لمدة فصل بعد هذا الفصل يقرر إذا كان يريد العودة فإن المجال مفتوح له إذا كان يريد الاستمرار في برامج الدراسات العليا في الجامعة يقبل الطالب حسب القنوات الرسمية.
|