صدر عن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، العدد (69 - الجزء الثاني)، من مجلة العلوم والتقنية العلمية، التي تناقش موضوع (الإبل)، متضمنة العديد من الموضوعات المتعلقة بالأمراض التي تصيب الإبل.
واحتوى العدد، على عدد من الدراسات والأبحاث العلمية، المتعلقة بسبل اكتشاف ومعالجة أمراض الإبل، مثل: الأمراض السرطانية، والأمراض الطفيلية، والأمراض البكتيرية، والأمراض الفيروسية، والفحص السريري لها، وكيفية علاجها، والوقاية منها.
كما احتوى العدد على العديد من التقارير المتنوعة عن الإبل، منها ما ذكره الدكتور عبدالله بن محمد الدغيم، والدكتور خالد بن أحمد البوسعده، عن (مركز أبحاث الجمال) في جامعة الملك فيصل في الأحساء، والذي أنشئ عام 1403هـ، لما تمثله الإبل من أهمية كبيرة في مجتمعنا السعودي.
ويضم المركز عدداً من الوحدات، هي: وحدة الدراسات الفسيولوجية والبيئة، وحدة دراسات الأحياء الدقيقة والأمراض، وحدة الدراسات السريرية، وحدة الركن الوثائقي والإعلامي، يتم من خلالها إجراء الدراسات العلمية البيطرية المتعلقة بالإبل، سواء في مجال الدراسات الفسيولوجية والكيمياء الحيوية وعلم الأدوية، وكذلك إنتاج الإبل من اللحوم والألبان وغيرها، والقيام بدراسات على قطعان الإبل في المملكة بغرض تصنيفها والتعرف على سلوكها.
وتتمثل مهام المركز، في تقديم الاستشارات الطبية والعلاجية والخدماتية للهيئات، وكذلك لمربي الإبل، ووضع الخطط والاستراتيجيات المختلفة لتطوير هذا القطاع، والتنسيق مع الهيئات العلمية الوطنية والعالمية، لما يخدم هذا القطاع في نواحيه المتنوعة، وتدريب طلاب كلية الطب البيطري وطلبة الزراعة والمعاهد البيطرية والزراعية.
ومن إنجازات المركز، إصدار عدد من الكتب والبحوث العلمية، وإجراء دراسات متنوعة عن الفسيولوجيا والبيئة، والإنتاج الحيواني، والصحة العامة، ومشاكل أمراض الإبل في الأحساء، والبحوث التشريحية، والجراحة العلاجية، وبحوث الأحياء الدقيقة والطفيليات، وبحوث التناسل والولادة.
وعن الشكل الخارجي للإبل، قال الدكتور سعيد باسماعيل، إن الإبل الجيدة تتصف بأنها ذات قوائم طويلة وقوية وسليمة، تساعدها على المشي بخطوات سريعة وبجسم ممتلئ سليم من العاهات والتشوهات الجلدية، وجلد ناعم خالٍ من الأمراض والطفيليات الجلدية، ومغطى بالوبر الناعم، والرقبة طويلة ومقوسة، ومؤخرة الرأس عريضة، وذات صدر عريض.
كما تتصف الإبل الجيدة، بأنها ذو نشاط كبير، وكتومة الرغاء، وحادة البصر ومتوقدة العينين، وحادة الذكاء، ومظهرها العام جيد، ونشيطة الحركة، وجسمها قوي خاصة في الربع الأمامي، أما ما يتعلق بالناقة الجيدة، فتتصف بأنها ذات شكل حيوي، وشهيتها جيدة للغذاء، وضرعها كبير ومتزن، وممتلئ، ومتجانس الحلمات، وذات ملمس ومظهر صحي، وغير مصابة بتلفيات خاصة في أحد الأرباع، وتستجيب الناقة الجيدة للتحنين بسهولة، وعندما تدر حليبها فإنها تباعد بين رجليها الخلفية، وتصبح هادئة الحركة، وقد تصدر أصوات حنين.
وقدم الدكتور رمضان عمر رمضان، عرضاً عن موضوع جراحة الإبل، أشار فيه إلى أن الجراحة تهدف إلى إنقاذ حياة الإبل، من بعض الحالات التي تصيبها مثل: حالات انسدادالممرات التنفسية، أو إصلاح العيوب الخلقية، أو في حالات كسر الفك، وإزالة الأجسام الغريبة من جسمه، أو لتحسين نوعية لحم الإبل كما في عمليات خصي الحيران.
وأوضح الدكتور رمضان، أن الجراحة تبدأ بأخذ تاريخ المرض، ثم فحص الجزء المصاب من الحيوان، ثم تصوير المنطقة بالأشعة السينية، للتأكد من مكان الجزء المراد إجراء العملية عليه، يلي ذلك تخدير الحيوان لتفادي وقوع مشاكل قد تنجم عن الجراحة، مثل: الحركة أو الشعور بالألم، ومن ثم إجراء العملية.
أما عن الفحص السريري لأمراض الإبل، فقد قال الدكتور جلال الدين الأزهري: إن الفحص السريري للإبل لا يختلف كثيراً عن ذلك الذي يجري للحيوانات الأخرى، حيث يجب أن يبدأ بأخذ التاريخ المرضي، وفحص البيئة التي جاء منها الحيوان، ثم فحصه، وكل ذلك يؤدي إلى تقييم الوضع الصحي للجمل، وتشخيص نوع المرض إذا كان موجوداً.
وبيَّن الدكتور جلال الدين، أن فحص الإبل المريضة، يشمل الفحص العيني، يتبعه الفحص عن طريق الجس، ثم القرع، ثم التسمع (بواسطة السماعة)، يليه تسجيل درجة حرارة الجسم، ومعدل التنفس والنبض، على أن يتم ذلك قبل الفحص الدقيق للحيوان.
وأشار إلى أن، الأمراض الشائعة في الإبل، هي التهاب البلعوم، الالتهاب الرئوي، انسداد المرئ، النفاخ، التهاب الأمعاء أو انسدادها، الأمراض الجلدية مثل: (فقدان الوبر أو القراع، الجرب الساركوبتي)، ويتم معالجتها بالجراحة، أو إعطائه الدواء بطريقتين هما: التجريع عن طريق الفم، أو الحقن في الوريد.
وتناول الدكتور الجيلاني علي الأمين، موضوع الأمراض الطفيلية في الإبل، حيث قال: إن الإبل تتعرض إلى العدوى والمرض، من الطفيليات الداخلية والخارجية، التي تتسبب في حدوث أعراض ظاهرية أو آفات نسيجية لها، ويتوقف ذلك على عوامل عدة منها: ما هو متعلق بالبيئة أو التغذية، ومنها ما هو متعلق بالطفيل نفسه، من حيث قوة تأثيره على الحيوان، أو بالحالة المناعية التي تختلف من حيوان إلى آخر.
واستعرض الدكتور الجيلاني، بعض الأمراض الطفيلية التي تصيب الإبل مثل: النغف، الهيام، الجرب، القراد، الديدان المعدية والمعوية، والتي تنشأ عنها أعراض ظاهرية تؤثر على صحتها وإنتاجيتها بشكل عام.
وفيما يتعلق بالأمراض البكتيرية في الإبل، قال الدكتور فاضل محمد هوساوي، إن معظم أنواع الإبل في المملكة تتعرض لأمراض بكتيرية مثل: الحمى الفحمية، والتسمم المعوي، والسل، والحمى المالطية، ونظير السل، والسالمونيلا، والإسهال في صغار السن، مستعرضاً في موضوعه، أعراض تلك الأمراض، وتشخيصها، وعلاجها، وكيفية السيطرة عليها.
وشرح الدكتور الطيب الأمين أبو الزين، الأمراض الفيروسية في الإبل، حيث أشار إلى أن الإبل لها مناعة طبيعية ضد الكثير من الأمراض الفيروسية، التي تصيب المجترات الأخرى، رغم ذلك يوجد أمراض فيروسية قليلة جداً تصيب الإبل، قد تفتك بحياتها ومنها: جدري الإبل، الثالوث الجلدي الفيروسي، إكزيما الإبل المعدية، السعر، حمى وادي الأخدود المتصدع، الإسهالات الفيروسية لصغار الإبل، حمى القرم.
وعن الأسس الدوائية لعلاج الإبل، أشار الدكتور عبدالقادر موسى حميدة، إلى أن قلة المعرفة بعلم الدواء في الجمل، جعل الكثير من صانعي الدواء لا يحددون الوصفات أو الجرعات اللازمة له، ويستنتجون تلك الجرعات وفق ما يعرفون من جرعات الحيوانات الأخرى، مما يسبب خطورة كبيرة على الجمل.
وأوضح الدكتور حميدة، أن الظواهر الفسيولوجية، التي منحها الله سبحانه وتعالى للجمل، مكنته من التأقلم مع كافة الظروف المناخية الصعبة، والوقاية من بعض الأمراض، حيث ثبت أن معدل ترشيح البول عند بوق بومان في كلى الجمل، أقل منه عن بقية الحيوانات مثل الغنم، وأن طول الوحدة الكلوية النفرون في كلية الجمل ضعف مثيلتها في الأبقار، مما يساعد على امتصاص الماء، وتركيز بوله إلى أقصى حد ممكن.
وبين الدكتور حميدة، أن تركيز الدهون في سنام الجمل وانعدامه من تحت الجلد، وقصر الشعر، يساعد على تبخر الماء مباشرة من الجلد، وبذلك يمتلك الجمل كفاءة عالية لخفض درجة حرارة الجسم بالتبخير مقارنة مع الحيوانات الأخرى، وهذه الصفات الفسيولوجية الفريدة للجمل، تؤثر على معدل وحركة وفعالية الأدوية داخل جسمه، وثبت أن جفاف جسم الجمل يتسبب في زيادة عمر النصف للدواء، وزيادة حجم توزيعه في الجسم، وخفض تصفيته خارجاً خصوصاً المضادات الحيوية، مثل: الكلورا مفينكول، والأوكسي تتراسيكلين.
كما تحدث الدكتور عبدالقادر حميدة، عن الأدوية التي تعطى إلى الإبل، موضحاً أنها تنقسم إلى: أدوية خارج الجسم وداخله، وتعطى عبر حقن الفم، أو الوريد، أو العضل، أو عن طريق الحقن تحت الجلد، كما استعرض بعض الموضوعات ذات الصلة مثل: أيض الأدوية وحرائكها، مضادات الأمراض البكتيرية والفطرية، مضادات الطفيليات، مثبطات الجهاز العصبي للجمل.
وفي موضوع الأورام السرطانية في الإبل، أفاد الدكتور رمضان عمر رمضان أيضاً، أن خلايا أي جسم معرضة لمرض السرطان بنوعيه الخبيث والحميد، موضحاً مفهوم هذين النوعين، وما ينتج عنهما من أعراض، وكيفية الوقاية منهما قدر الإمكان بالعلاج المبكر.
وتحدث الدكتور رمضان، عن أسباب السرطان، التي قال إنها مجرد نظريات غير ثابتة، وسرد معظم الأسباب في عدد من المؤثرات مثل: الفيروسات، الهرمونات، الأشعة، فوق البنفسجية، الإشعاع الذري، المواد الكيميائية، الطفيليات، الوراثة، الأورام الحميدة، الأورام الخبيثة، مستعرضاً بعض الطرق المفيدة في علاج السرطان بالنسبة للحيوان.
كما احتوى العدد، على عدد من الأبواب والزوايا الثابتة، التي استعرضت مجموعة من الموضوعات منها: الجديد في العلوم والتقنية، وإصدار كتب حديثة مثل (مبادئ الليزرات وتطبيقاتها، الفيزياء العامة للجامعات، روضة خريم) ، وعرض لكتاب أمراض الأطفال النفسية وعلاجها، للأستاذ عبدالحميد غزي بن حسن، وعرض لدراسة علمية تعنى باستخدام حليب الإبل في تصنيع المنتجات اللبنية، ومقال للدكتور ناصر بن عبدالله الرشيد، عن المقاومات، التي تدخل في صناعة الإلكترونيات.
|