قادني حظي إلى التواجد نهار يوم الخميس الماضي خلف مقود السيارة لقضاء حاجات خاصة لم أتمكن من إنجاز شيء منها بسبب أمطار الخير التي أغرقت الكثير من شوارع عاصمتنا الرياض وتسببت في تعطل (تام) للحركة المرورية في الشوارع وخاصة الطريق الدائري الشرقي والشمالي.. وكغيري سعيت في البحث عن مخارج ووسائل أتمكن خلالها من عدم الوقوع في (فخ) الشوارع الغارقة وفي وسطها كثير من المركبات المحملة برجال ونساء وأطفال، وتجولت - دون إرادتي، في أحياء شرق وشمال رياضنا، وامتد الوقت لأصل إلى مخططات حديثة لأحياء سكنية منها ما هو مكتظ بالسكان، وأخرى مازالت في طور البنيان، وشاهدت مآسي في هذه المخططات (الجديدة) تمثلت في امتلاء شوارعها بالمياه، وهو ما شكل حاجزاً (إجبارياً) للكثير والكثير من المواطنين والمقيمين.
الكل يعلم أن أصحاب مخططات الأراضي هم المسؤولون حاليا عن تخطيط الشوارع والممرات، ولا أحد يجهل أن المسؤول عن متابعة تنفيذ هذه الشوارع وصلاحيتها للاستخدام هو المؤسسات الحكومية وفي طليعتها أمانات المدن، وخشيت أن يكون عمل هذه الشوارع - الغارق كثيرمنها - دون مواصفات لا تسمح لها بالغرق، كما سألت الله أن يكون تصريف مياه السيول في هذه المخططات وما سيتبعها من مخططات يتم تطويرها حاليا أنموذجا يفاخر به سكانها الذين أنفقوا ما في جيوبهم ليجدوا سكنا يناسبهم.. وأخاف أن تكون أحلامهم سرابا وأن تكون تجربة يوم الخميس دليلهم.
لا أدري.. ما هي المواصفات الموضوعة لمشاريع تصريف مياه السيول في المخططات، وهل هناك خطط ودراسات تضعها الأمانة لشوارع وممرات هذه المخططات تضمن من خلالها - بإذن الله - عدم تكرار ما حل بمخططات سكنية من غرق يوم الخميس؟
الإجابة لاتهمني، وأجزم بأنها ستكون (نعم) وإذا كانت كذلك.. فكيف غرقت شوارع في مخططات جديدة؟ أما إذا كان الجواب (لا) وهو ما لا أتمنى فهذه أعجوبة ثامنة بعد عجائب الدنيا السبع، وإذا كانت الشوارع الغارقة من إنتاج الأمانة أو وزارة النقل فهذه ستكون (مزحة) قد لا نقبلها.
الأمر الذي حل بالرياض يوم الخميس الماضي مزعج، والعلة يمكن حلها وأهل الاختصاص أدرى، ووزارة النقل مسؤولة عما حل من غرق في الطريق الدائري والأمانة معنية بما حدث في الأحياء السكنية، ولا مجال أن يحمل الآخر المسؤولية للأول أو العكس، فكل شيء ظاهر للعيان، وما هو غير ظاهر ما سيتخذ من إجراءات لعدم التكرار (الممل)..
والله أسأل أن يعطينا من خيره ويزيد من رزقه ويديم الأمطار على بلادنا.. والله المستعان.
| 
