* واشنطن -أ.ف.ب:
بعد سنة على سقوط نظام صدام حسين، اصبح العراق يشكل مصدر ازعاج في الولايات المتحدة ويدفع الامريكيين باتجاه الانقسام قبل اقل من سبعة اشهر على اجراء الانتخابات الرئاسية.
وتفيد استطلاعات الرأي ان غالبية الامريكيين لا تؤيد الطريقة التي يدير بها الرئيس جورج بوش الوضع في العراق في حين لا تتردد المعارضة الديموقراطية في مقارنة الوضع في العراق بفيتنام جديدة وبالمستنقع بينما تعيش عائلات الجنود الامريكيين الـ130 الفا المنتشرين في العراق في ظل هاجس فقدان احد ابنائها. وبعد سنة من سقوط بغداد يتعين على قوات التحالف الان القتال على جبهتين: ضد السنة الموالين للنظام السابق والشيعة الموالين لمقتدى الصدر.
واعلن بوش من مزرعته في كروفورد (تكساس، جنوب) حيث يقضي عطلة عيد الفصح: لن نتراجع ولن ينتصروا وعزمنا لا ينثني. وما زالت الادارة الاميركية تعتقد ان موعد الثلاثين حزيران- يونيو لنقل السيادة للعراقيين لا يزال قائما.
لكن الوضع ميدانيا ماض في التفاقم وقد ازدادت المعارك ضراوة يوم الجمعة الماضي في المنطقة السنية غرب بغداد ودعا رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر بوش الى سحب قواته من العراق او مواجهة ثورة حقيقية. وقتل حوالي 650 جنديا امريكيا في العراق واصيب حوالى ثلاثة الاف اخرين منذ بداية الحرب.
وصدم الرأي العام الامريكي من الصور التي بثتها قنوات التلفزيون لمقتل اربعة مدنيين امريكيين وما تعرضت له جثثهم من تمثيل في الفلوجة.
وتعارض غالبية من الامريكيين (53 %) سياسة بوش في العراق فيما تعتبر غالبية اخرى منهم (57 %) ان بوش ليس لديه خطة واضحة لتسوية الوضع في هذا البلد فيما يتزايد عدد الامريكيين (44 %) ممن يعتقدون انه يجب اعادة القوات الامريكية الى اراضيها حتى وان كانت الغالبية (50 %) تؤيد بقاءها هناك.
وقبل سنة، كانت نسبة الامريكيين الذين يؤيدون الحرب على العراق حوالى 70%، لكن الوحدة الوطنية التي التحمت في زمن الحرب بدأت بالتصدع.
واوضح المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية جون كيري، وهو من قدامى محاربي فيتنام: لا تهم مشاعرنا ازاء الحرب، اننا ندعم جنودنا. لكنه اضاف ان سياسة الرئيس في العراق تشكل احد اكبر الاخفاقات الدبلوماسية وكذلك اكبر اخفاق في تقييم الاوضاع شهدته منذ بداية حياتي السياسية.
من جهة اخرى، قالت كوني كومينسكي (52 سنة) التي تصف نفسها بأنها ربة بيت عادية، صوتت للجمهوريين في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2000
ويوجد شقيقها الذي ارسل الى افغانستان خلال الصيف، حاليا في العراق وكذلك احد ابناء شقيقها- قالت انه يتملكها الذعر عندما تقرأ الرسائل التي تصلها من اقاربها في العراق. وقالت كوني: لست اعرف كيف أخطأت الى هذا الحد بشأن هذا الرئيس مضيفة: اريد ان يذهب (بوش) الآن الى الامم المتحدة وان يركع لطلب المساعدة.
ويبقى الخبر السار بالنسبة لبوش هو ان هناك غالبية من الامريكيين (57 %) ما زالت تعتبر ان الحرب التي شنت على العراق في ربيع 2003 قرار صائب في مقابل 35 % يعتقدون العكس.
وتفيد كافة الاستطلاعات ان التنافس على الانتخابات الرئاسية سيكون على اشده.
ويمكن لبوش ان يعتبر ان العراق لن يشكل عنصرا حاسما في خيار الناخبين بعد ان افاد استطلاع للرأي نشر الاسبوع الجاري ان الامريكيين يهتمون بسعر الوقود اكثر من اهتمامهم بحرب العراق.
|