* الرياض - ياسر الكنعان:
مع ارتفاع وتيرة التوتر والمقاومة في الجبهة العراقية دخل العامل الإعلامي كعنصر يعتبر الأكثر تأثيراً في توجيه دفة الأحداث بحيادية أكثر من عناصر التأثير- التوجيه الأخرى، فهذه قناة (العربية) تبث لقطات لمجموعة من المقاومة العراقية وهي تحتجز أمريكياً وتطلب منه التحدث لوسائل الإعلام وتطالب مصوري الوكالات العالمية بالتقاط صورة وهو في قبضة المقاومة العراقية، وهذه قناة (الجزيرة) تدخل عنوة إلى مركز الأحداث - الفلوجة - ليفاجأ المتابع بالشروط الأمريكية لإيقاف إطلاق النار وتتضمن إخراج الجزيرة من المكان.
كنّا في السابق نستشهد بال(bbc) ونتناقل ال(cnn) ونحاول أن نجتهد في متابعتنا المتلاحقة ل(nbc)!!.
الوضع مع المشهد العراقي انقلب رأساً على عقب، وأصبحت المحطات الإخبارية العربية هي مصدر الخبر للمُشاهد (الغربي) الباحث عن حقيقة لا يتم التعامل معها بتجميل (رقابة الحرية) أو حتى عبارة (عفواً.. بعض الصور قد تؤذي مشاعر الأطفال).
أخبار العربية أمس نقلت لنا شريطاً مسجلاً لجماعة عراقية تحتجز 30 رهينة أجنبية وتهدد بقتلهم ما لم ترفع القوات الأمريكية حصارها عن مدينة الفلوجة، و(الجزيرة) كسرت التوقعات بالبقاء لأطول فترة ممكنة في الفلوجة ولم تثن طاقمها الموجود هناك أية تهديدات يطلقها الأمريكيون عبر البيانات العسكرية أو حتى دوي صواريخ الأباتشي.
والمشاهد العربي والغربي على حد سواء يشاهد الحقائق ويتابعها عبر من يتفوق نسبياً على الآخر في السبق النقل، بانتظار ما تحمل له (عينه) من موقع الحدث ليكون (حكمه) الأقرب دائماً للعقلانية وبلا حاجة للقضاة.
|