Sunday 11th April,200411518العددالأحد 21 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الفلوجة.. هل تصبح مقبرة للأمريكان؟ الفلوجة.. هل تصبح مقبرة للأمريكان؟
المثلث السني فى تكريت والفلوجة وبغداد يمثّل الصدمة والرعب للأمريكيين

  * القاهرة - مكتب الجزيرة - عبد الله الحصري:
تخلى الامريكيون عن ابتساماتهم امام عدسات المصورين وشبكات التلفزة واعلنوا عن غضبهم واستيائهم بأزيز الطائرات وقصف القنابل والدبابات وهذا الغضب والاستياء ليس مرده فقط اتساع اعمال المقاومة والتمرد سواء في المثلث السني او الشيعي ولكن ايضا لتزايد اعداد القتلى والاصابات التي منيت بها قوات التحالف في العراق فقد اسفرت المواجهات الدامية في الفلوجة والمدن العراقية في الايام الاخيرة عن سقوط اكثر من ثلث اعداد قتلى قوات التحالف اثناء الحرب ذاتها فحسب الاحصاءات الرسمية لقوات التحالف وهي احصاءات مشكوك فيها خسرت قوات الاحتلال منذ بداية الحرب وحتى الان 721 جنديا منهم 549 قتلوا بعد أن أعلن بوش في شهر مايو2003 من على حاملة طائرات أميركية انتهاء العمليات الحربية الشاملة في العراق، وبلغت خسائر القوات الأمريكية 619 جنديا قتل منهم أكثر من 480 في مواجهات متفرقة مع المقاومة العراقية حتى الآن، بخلاف ما يتم قتله في ظل دخول شيعة الصدر المواجهة العسكرية.
وحسب ارقام البنتاجون، قتل 600 جندي أمريكي في العراق حتى نهاية مارس، سقط أغلبهم في عمليات زرع لقنابل على الطرقات، وهي أرقام رسمية مشكوك فيها، فبينما تؤكد المصادر الأمريكية مقتل 20 جنديا فقط فى الفلوجة خلال اليومين الماضيين، فإن قناة سكاي نيوز التلفزيونية أعلنت مقتل 130 جنديا أمريكيا، حيث ذكر ديفيد جاتر في تقريره عن مصدر من البنتاجون بخبر تسرّب عن بعض المسؤولين بمقتل أكثر من 130 جنديا في العراق كان أكثرهم في مدينة الرمادي التي تبعد بنحو 20 ميلا عن الفلوجة، ولم تؤكد ذلك رسميا، واضاف انها تبدو أرقام حقيقية لأن مصدرها رجال كانوا في الجيش. ووفقا لأرقام أعلنها البنتاجون، يعتبر شهر مارس الأكثر دموية بالنسبة إلى الجنود الأمريكيين في العراق منذ انتهاء العمليات العسكرية الكبرى حيث لقي 52 جنديا أمريكيا مصرعهم في شهر مارس وقُتل 21 آخرون في حوادث متفرقة، لتسجل حصيلة الضحايا ارتفاعا ملحوظا مقارنة بشهر فبراير الذي قُتل فيه 21 جنديا أمريكيا، والذي يعد الأقل دموية منذ انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في مايو.
وارتكزت أغلب العمليات فيما يطلق عليه الجيش الأمريكي بالمثلث السني الذي يشمل تكريت والفلوجة وبغداد.. كما كبدت المقاومة العراقية قوات الاحتلال خسائر ضخمة على كافة الأصعدة سواء في الأرواح أو العتاد الحربي أوغير ذلك حيث أعلن د. ويليام وينكينفرجر نائب وزير الدفاع الأمريكي للشئون الصحية أنه حتى يناير الماضي تم إخلاء أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي من العراق لإصابتهم بالأمراض ومنهم حوالي400 فقدوا عقولهم في الحرب. وكانت الطامة الكبرى للاحتلال الأمريكي عندما قُتل أربعة مقاولين أمريكيين وتم التمثيل بجثثهم مما أثار الرأي العام الأمريكي ضد إدارة بوش خاصة بعد أن نشرت وسائل الإعلام الأمريكية مشاهد من عملية التمثيل بالجثث، مما جعل بول بريمر، الحاكم المدني للعراق، يتوعد بمعاقبة المسؤولين عن الجريمة _ حسب زعمه - التي نفذت في مدينة الفلوجة الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل تسعة أمريكيين، من بينهم خمسة عسكريين وأربعة مدنيين في هجومين منفصلين، وظهرت حشود من العراقيين يهتفون بشعارات منددة بالأمريكيين هاتفين (الفلوجة مقبرة للأمريكيين) (الرعب في الفلوجة)، ونتيجة للرعب الذي شاهده الأمريكان في الفلوجة قرر البنتاجون نقل بعض من القوات الأمريكية المتواجدة في بغداد حاليا، إلى الفلوجة، كما سيتم نشر 4 آلاف جندي أمريكي، من الكتيبة الثانية التابعة للفرقة الثالثة للمشاة في نفس المدينة،وقالت قيادات عسكرية إن الاستراتيجية تهدف لنشر قوة أكبر مزودة بـ 88 دبابة و44 سيارة جنود مدرعة من طراز برادلي في شوارع المدينة، ومن المتوقع أن يستمر تواجد القوات في مدينة الفلوجة لفترة شهرين على الأقل.. وقد أجبرت المقاومة العراقية الشرسة في الفلوجة القوات الأمريكية على الانسحاب من العديد من تحصيناتها المنيعة بعد أن تمكنت المقاومة من تدمير 8 دبابات أمريكية و6 سيارات عسكرية من نوع همفي بينما يتجه الوضع في العراق إلى الأسوأ منذرا بحمام دم في ظل صمت دولي رهيب على مايحدث من قوات الاحتلال من تجاوزات بحق المدنيين العراقيين.. جاء ذلك في الوقت الذي استمرت فيه المواجهات الدامية بين انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقوات الاحتلال في العراق أمس مما اسفر عن سقوط 126 قتيلا على الاقل منذ الاحد واثار قلق المجتمع الدولي فيما تحاول الولايات المتحدة التخفيف من شأنها.. وخلال يومين فقط من المواجهات التي وقعت في بغداد ومدن عراقية اخرى قتل 106 عراقيين على الاقل و30 جنديا من قوات الاحتلال واصيب اكثر من خمسمائة آخرين بجروح، ودارت اشرس المعارك في مدينة الصدر الفقيرة بالضاحية الشمالية الشرقية لبغداد بين ميليشيا الصدر والقوات الأمريكية مما اسفر عن سقوط 57 قتيلا على الاقل، ووقعت مواجهات دامية ايضا في الناصرية (375 كلم الى جنوب شرق بغداد) وفي العمارة (قرب الناصرية) خصوصا بين الميليشيا الشيعية والجنود البريطانيين والايطاليين، وكذلك في الكوت (180 كلم الى جنوب بغداد).. وقام عشرون ألف أمريكي بحصار الفلوجة وذلك ردا على عملية الأربعاء التي راح ضحيتها تسعة من الأمريكيين خمسة منهم جنود في الجيش يتواجد لدى مقاتلي الصدر مجموعة من الأسرى الأمريكان وأنه قد تمت السيطرة الكاملة على مدينة الصدر وتمتد الآن السيطرة باتجاه حي الشعب والشعلة وبغداد الجديدة وقد وجه السيد مقتدى دعوة لكل المسلمين للمساعدة إعلاميا بسبب التعتيم الإعلامي ووصل عدد القتلى إلى ما فوق الخمسين والجرحى 150 والطائرات تقصف ومدفعية الميدان أيضا أما في الكوت فقد أعطبت دبابتين في الموقع الإيطالي وفي العمارة - المجر الكبير سيطر جنود الصدر بشكل كامل على المدينة والزحف الآن باتجاه الميمونة وألغيت المطالب السابقة وحل بدلها الآن التحرير الكامل للعراق وتواجه قوات الاحتلال مقاومة شرسة فى كل من الأعظمية والفلوجة، ومدينة الصدر والنجف والكوفة والناصرية والعمارة والبصرة والكوت مرورا بمدن أخرى في العراق وقد تغيرت الصورة في تكتيكات المواجهة وفي مسار الحرب الشعبية في العراق حيث أخذت الحرب مع قوات الاحتلال طابعا مغايرا لتوقعات الأمريكيين بعد أن ظنت قوات الاحتلال على مدى العام أنها ستكسب الحرب والسلام في العراق بعد أن تقضي على (مشاغبي السنة في مثلثهم) حسب زعم قوات الاحتلال، وجاءت هذه المواجهة الشاملة بعد أن اقتنعت الإدارة الأمريكية وأقنعت كثيرين أن المشكلة الأمنية في العراق هي فقط مع (المثلث السني) الذي ظل خلال العام الماضي محافظا على المواجهة مع قوات الاحتلال في بغداد والأنبار والفلوجة والموصل وتكريت، وكان اعتقاد قوات الاحتلال أن مقاومة المثلث السني ومن وصفتهم بالإرهابيين الأجانب لن تتغير، دون أن تضع فى حساباتها دخول عنصر آخر للمعركة في هذه المرحلة على الأقل وخصوصا العنصر الشيعي، وبعد أن كان الأمريكان يرون مقتدى الصدر محبا للسلام عندما أعلن على مدى العام الماضي إيمانه بالمواجهة السلمية حتى يرحل الاحتلال، فجأة اعتبره الرئيس الأميركي بوش في كلمة له في ولاية نورث كارولاينا (خارجا على القانون)!! وبسبب اتساع المواجهة العراقية الشرسة مع قوات الاحتلال في العراق تخلت القوات الأمريكية عن توزيع الابتسامات أمام عدسات الإعلام، وأصبحت القنابل والطائرات التي تقصف تجمعات مدنية ومنازل العراقيين في الفلوجة والأعظمية ومدينة الصدر هي البديل للابتسامات المصطنعة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved