* القاهرة - أ.ف.ب :
دعت الدول العربية القلقة من التدهور السريع للموقف في العراق الى وقف المعارك بين قوات الائتلاف والمسلحين الشيعة والسنة، وحذرت من وقوع حرب اهلية في هذا البلد.
فقد دعا مجلس التعاون الخليجي الى وقف اعمال العنف في العراق، مناشدا العراقيين تغليب مصلحة الوطن على اية مصلحة اخرى، وطالب قوات التحالف بتوفير الامن للشعب العراقي.
وناشد الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية جميع الاطراف المعنية الوقف الفوري لاعمال العنف المتصاعدة في العراق تمهيدا لعودة الحياة الطبيعية ورفع الحصار عن المدن العراقية واتخاذ اجراءات سريعة على ارض الواقع لتجنيب الشعب العراقي المزيد من اراقة الدماء.
وحذر العطية من ان تفاقم الموقف يؤدي الى اتساع نطاق العنف المسلح، محذرا من تردي الاوضاع وحالة الفوضى.
وذهب وزيرا الخارجية، القطري الشيخ حمد بن جبر بن جاسم والاردني مروان المعشر ابعد من ذلك اذ اعربا عن قلقهما من وقوع حرب اهلية في العراق.
وقال وزير خارجية قطر نخشى من ان تتجمع البؤر الارهابية هناك فهؤلاء وجدوا في العراق مكانا لتنفيذ افكارهم المتطرفة.
لكن بعض المحللين العرب رأوا ان التطورات في العراق تدفع على العكس الى التقارب بين السنة والشيعة في هذا البلد.
واعتبر المحلل السياسي العراقي ظافر العاني ان السنة والشيعة يتوحدون لاول مرة مؤكدا ان العراقيين يعيشون لحظة نادرة تتجلى فيها الوحدة الوطنية.
من جهته، قال مصطفى علوي وهو استاذ علوم سياسية في جامعة القاهرة ان العملية العسكرية الاميركية في الفلوجة اججت الشعور الوطني العراقي.
واضاف لقد وحدت السنة والشيعة، وهو عكس ما يهدف اليه الاميركيون. وفي لبنان، اكد المرجع الديني الشيعي محمد حسين فضل الله ان الاميركيين يرتكبون ضد المدنيين العراقيين مجازر شبيهة بما ترتكبه اسرائيل ضد الفلسطينيين، وحذر من فتنة قد تفتعلها جهات لم يسمها بمناسبة اربعين الامام الحسين الذي يصادف الاحد.
وقال فضل الله في خطبة الجمعة في ضاحية بيروت الجنوبية الشيعية: المشهد الدامي في صورة المجازر الوحشية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني يتكرر في صورة المجازر الوحشية الاميركية ضد الشعب العراقي.
ويشهد العراق منذ الاحد مواجهات دامية بين قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وانصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في عدد من المدن الشيعية العراقية تتزامن مع عملية عسكرية واسعة تقوم بها القوات الاميركية في الفلوجة السنية غرب بغداد.
وقد سقط نتيجة هذه المواجهات مئات القتلى والجرحى بين عراقيين وجنود التحالف.
واعلن الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر تعليق العملية العسكرية في الفلوجة مدة 24 ساعة ولكن هذه الهدنة لم تدم اكثر من 90 دقيقة حسب ضابط اميركي.
وقال جنرال اميركي فيما بعد ان قرار تعليق العمليات ساري المفعول.
ودانت المنظمة العربية لحقوق الانسان في بيان المذابح التي ترتكبها قوات الاحتلال الاميركي في العراق ضد المدنيين العراقيين معتبرة انها ترتكب جرائم حرب.
وفي القاهرة، دعا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى حماية المدنيين في العراق مؤكدا ان الجامعة على استعداد لاستضافة القيادات العراقية وممثلي القوى السياسية العراقية والاوروبيين والامم المتحدة وكل من يريدون الاستماع الى ما يريده العراقيون.
وكان مئات الطلاب تظاهروا في جامعة الاسكندرية احتجاجا على العمليات العسكرية الاميركية في العراق.
وفي اسرائيل، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز في مقابلة نشرتها اليوم صحيفة يديعوت احرونوت ان اسرائيل تتمنى انتصار الاميركيين في العراق.
وقال موفاز نتمنى النجاح للاميركيين في العراق، ان نجاحهم حيوي للسلام في العالم.
واضاف اذا تمكن الاميركيون من ارساء استقرار الوضع في العراق، وهو ما اسرائيل مقتنعة به، فسيكون لذلك اثر ايجابي في كل الشرق الاوسط وعلى سوق النفط وعلى سلطة المجموعة الدولية.
|