* واشنطن- أ ف ب:
استعد الجيش الأمريكي خلال الخريف الماضي لتوقيف الإمام الشيعي مقتدى الصدر الذي يقود اليوم حركة تمرد على رأس ميليشيا ضد قوات التحالف، لكن العسكريين الامريكيين تراجعوا عن خطتهم خوفاً من إثارة ردود عنيفة لدى الشيعة.
واغتنم رجل الدين الشيعي الأشهر الستة من الحرية لمواصلة تنظيم ميليشياته التي تضم بين ثلاثة وستة آلاف رجل حسبما تؤكد وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون)، والانطلاق في حملة عنيفة ضد الاحتلال الامريكي.
ويتردد المسؤولون العسكريون اليوم في توضيح الأسباب الحقيقية التي دفعت بهم إلى التراجع وعدم إعطاء الضوء الأخضر للفرقة الأولى للجيش التي أوكل إليها في تشرين الأول - اكتوبر مهمة القبض على الصدر.
وكان الصدر مطلوباً لتورطه في اغتيال أحد رجال الدين عبد المجيد الخوئي في نيسان - ابريل 2003.. وقد نصبت الميليشيا التابعة للصدر بنصب عدة كمائن وهجمات في بغداد وكربلاء ضد القوات الامريكية.
وأوضح مسؤول عسكري طلب عدم ذكر اسمه في إشارة إلى مذكرة التوقيف التي أصدرها قاض عراقي بحق الصدر من الأفضل دائما تسوية الخلافات بشكل سلمي وتمكين القضاء من القيام بمهمته.
وأضاف ان الصدر هو الذي بادر إلى اتخاذ القرار بدلا منا عندما هاجم قوات التحالف خلال الأيام القليلة الماضية، موضحاً ان ما ترونه اليوم هي عملية قوية وحازمة تهدف إلى اخضاع هذه الميليشا.
وأكد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق الأربعاء انه سيدمر جيش المهدي الذي يواجهه منذ الاحد في عدة مدن عراقية.
ورداً على سؤال عن سبب التراجع عن توقيف الصدر في الخريف قال مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية ان الأمر يتعلق بقرارعملاني يتخذه القادة الميدانيون..
وأضاف بامكانك ان تضع خططا عديدة لكن لا يمكن تطبيقها كلها.
وأكد المسؤول الامريكي الذي طلب عدم كشف هويته ان الجيش الامريكي لم يتحرك على الأرجح ليتجنب إثارة غضب الاغلبية الشيعية في البلاد من خلال عملياته.
واعترف بان تساؤلات كانت مطروحة حول ما سيحدث اذا اعتقلنا شخصية دينية في وضع غير مستقر نسبياً.
وأكد ان الجيش الامريكي ترك الصدر حراً على أمل ان يحتوي أبرز المسؤولين من رجال الدين وخصوصا آية الله العظمى علي السيستاني، النفوذ المحدود أصلا الذي كان يتمتع به، في استراتيجية انعكست اليوم سلباً على الجيش الامريكي على ما يبدو.
وحاول المسؤولون الامريكيون خلال الايام القليلة الماضية التقليل من أهمية تمرد الصدر لكن العديد منهم أكدوا طالبين عدم ذكر هوياتهم، ان اتساع نطاق أعمال العنف يشكل منعطفاً حاسماً للعسكريين الامريكيين الذين لم يشهدوا وضعاً على هذه الدرجة من التعقيد والخطورة منذ سقوط بغداد.
|