مع تزايد الحوارات والنقاشات في أدبيات حقوق الإنسان في ظل التغيرات العالمية الخاطفة تقدم المعرفة ملفها لهذا الشهر حقوقياً من منظور تربوي يتلمس جوانب التأسيس الفعلي لحقوق الإنسان من خلال تعليمها للناشئة وإشاعة مفاهيمها لعامة المجتمع.
ويتصدر الملف تتبع للجذور التاريخية التي أسست لثقافة أممية بدءاً من الإعلان الإنجليزي عام 1689م ضد الأرستقراطية وانتهاء بإعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 1948م، ورؤية لاستراتيجية تعليم حقوق الإنسان من وجهة إسلامية يرصد فيها د. محمد المراد عدداً من النظم والإجراءات التي تستهدف تغييرات بعيدة المدى في معرفة الناس حقوقهم والدفاع عنها.
ومن منطلق أن تعليم حقوق الإنسان مسؤولية جماعية تناقش الدكتورة لبنى الأنصاري قضية نشر المعرفة الأساسية بقضايا حقوق الإنسان وتعزيز اندماجها بالقيم العامة. وتنقل المعرفة ضمن ملفها تقريراً عن ورشة العمل التي عقدت في الدوحة في الفترة من 24- 28 -12-1424هـ حول التربية على حقوق الإنسان في المناهج الدراسية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي شارك فيها ممثلو الدول من معدي السياسات التربوية وواضعي المناهج والبرامج في وزارات التربية والتعليم.
أما عن مناهج المملكة التعليمية ومن وجهة خاصة فتقدم الكاتبة إيمان القويفلي قراءة لواقع ما تضمنته المناهج التعليمية في المملكة انتهت بها إلى استفهامات عدة وأجوبة متفرقة في ذاكرتها كطالبة سابقة.
ومن نظرة مغايرة بين الملف المخاطر التي سببها استغلال مفهوم حقوق الإنسان في الغرب، وردود الفعل التي صاحبت مبادرة المستشار الألماني الأسبق هيلموت شميدت، والتي أدت إلى وثيقة الإعلان العالمي لواجبات الإنسان عام 1998م.
ومن خارج ملف المعرفة الشهري يطالعنا معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد بمقالة تحت عنوان (لن يضرب خياركم) محاولاً معالجة قضية الضرب المدرسي من وجهة منطقية تغلب الأضرار المحتملة من العقاب الجسدي والنفسي على المصالح المرجوة.
ويجيء باب (آفاق) لهذا العدد من صنعاء، حيث يكشف الدكتور عبدالعلي الجسماني عن أسرار العقل البشري، وعن العلاقات بين الدماغ والعقل، وعن المفاهيم التي تنطوي على مصطلح العقل. وغير بعيد عن العقل يطرح الاستاذ عزيز أبو خلف في باب (رؤى) تساؤلاً مثيراً للجدل عن معنى عبارة (ناقصات عقل) الواردة في الحديث النبوي محاولا استجلاء حقيقة المعنى من خلال الأدوار الحقيقية للتفكير وعلاقته بالعقل، والفرق بين تفكير المرأة والرجل، وأثر التغيرات الجسدية التي تتعرض لها المرأة نفسيتها.
ومن صدى الخطبة التذكارية أمام الأكاديمية السويدية التي أعلن فيها الحائز على جائزة نوبل أن الجائزة ضلت طريقها فجاءته بدلاً من أن تعرف الطريق الصحيح إلى محمد النشائي يترجم لنا الأستاذ محمد الصاوي في باب (أعلام) سيرة علمية عبر تسع صفحات لحياة العالم العربي المصري المهندس وأستاذ الفلك والعلوم الطبيعية النووية: محمد النشائي.
وفي مقابل النجاح ينقل رسام الكاريكاتير والصحفي البارز الأستاذ علي فرزات في باب (أنا والفشل) قراء المعرفة إلى محطات الفشل في حياته بدءاً بما واجهه بسبب اختياره للتخصص الدراسي وانتهاء بخسارته لعلاقاته بسبب رسوماته.
| 
