في العمل الإعلامي الحزبي - وليس في ذلك تزكية له -
تطفو الأفكار على السطح..
وتتعرض للنقد العلني من المجتمع..
نقد للفكرة.. وللشخص.. وللمرجعية..
الفكرة معروضة في العَلَن..
والأشخاص مُسفرون عن وجوههم..
والمرجعيات - التي تُصدِّر الفكرة وصاحبها - لا تعترف بالأقنعة..
أو التواري خلف الجُدُر والحُجُب..
في (الشللية) مراوغة في الفكرة..
ورموز في الشخصية..
وغموض في المرجعية..
جرثومتها تجد في صحافتنا مرتعاً للتكاثر..
وبيئة للتخصيب..
وميداناً لتنفيذ المهام المتفق عليها..
وغير المجدولة - في الوقت نفسه -
شللية تعرف أنها لا تقوى على المواجهة..
لكنها تنمو بغذائها المحلي..
أو تنشط بقُوتِها المستورد..
ترقب المجتمع عن كثب..
تقتنص الفُرَص على حين غفلة من المجتمع..
أو في غيبة حُمَاته..
تنقض على قضايا الأمة..
وثوابت الوطن..
كلما سنحت فترة من ضعف..
أو تأججت نار فتنة..
في الحالة الأولى: توظيف لأخطاء المجتمع..
وفي الثانية: قفز على الثوابت والأركان..
هذه (الزمرة) تتنادى للحديث عن قضايا معينة، وكأنها ترتب أولوياتها..
وتكثف الهجوم عليها..
حتى تنهزم بقرار.. أو تظفر بآخر..
وفي كلتا الحالتين:
يمارسون عملية اعتساف الرأي..
وخصومة المخالف..
وتشويه الحقائق..
وفي هذا التشويه: قفز على المنهج..
وتطاول على المبدأ.. وتجاوز في الطريق..
وكل ذلك يتم بهوى مُتَّبع.. أو شهوة مُطاعة..
أو انحراف مبين.. يبتغي المَيْل بالأمة عن المنهج الراشد.. والمرتقى الصاعد.. والطريق القويم..
{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا}.
|