سألني إعلامي صديق قائلاً: ما رأيك في تعليمنا؟ توقع السائل أن يسمع إجابة تخرج عن تيار الكلام المنمق المحبوك (الكبير) الذي تلهج به بعض الألسنة. قلت لصاحبي: إن تعليمنا هو خليط من الإيجابيات والسلبيات، فهناك -بلا شك- محاولات جادة وجريئة لإصلاح وتجديد تعليمنا، وهناك في المقابل قصور وضعف مقلق في أداء بعض مؤسساتنا التعليمية وقياداتها التربوية.
ما رأيك في تعليمنا؟ سؤال تتنوع إجابته بحسب المسؤول، فالمستفيدون يقدمون إجابة عائمة تتحاشى ذكر ما به من هنات وقصور، وأقصد بالمستفيدين أولئك الذين يعزفون دائماً على لحن الإصلاح والتطوير؛ ليحققوا لأنفسهم أعظم المكاسب الشخصية. أما أولئك الذين شعروا أنهم أصبحوا خارج الحفلة فقد تأتي إجابتهم واصفة تعليمنا بالتخلف والجمود. من جهة أخرى سيقدم المتحررون من القوالب التعليمية التقليدية إجابة تعاكس تماماً إجابة أولئك المقابلين لهم على الطرف الآخر. وأخيراً ستأتي إجابة المخططون للتعليم مخالفة لإجابة أولئك المنفذون له في الميدان. من النادر أن تسمع إجابة منصفة متجردة من المصالح الخاصة والهوى. إلى مَن نذهب إذن لنحصل على إجابة لسؤالنا أعلاه؟!
أقول لكم وببساطة: اذهبوا إلى أهل البحث العلمي؛ ليخبروكم عن واقعنا التعليمي، وإذا كان الباحث ينشد ترقية علمية فكونوا على حذر. اذهبوا أيضاً إلى خبراء التربية الذين لا توجههم مصالح شخصية أو أيديولوجية ضيقة قاصرة.
*كلية المعلمين بالرياض |