ما لك اليوم تعود القهقرى؟
لا، ولن تستطيع رد القدرا
في طويل الحزن تحيا قلقا
دمع عينيك على الخد جرى
من غموم صرت منها تشتكي
وهموم قد نفت عنك الكرى
شاكيا حينا وحينا باكيا
من رمى فيك الأسى يا هل ترى؟
قد مللت اليوم دنياك ولم
تحي فيها مثلما يحيا الورى
جانب الشر بها تبصره
ودروب الخير فيها لا ترى
فتخال الحلو فيها حنظلا
وتظن الصفو فيها كدرا
تصرف الطرف عن الحسن بها
وترى فيها الثريا كالثرى
صرت فيها عابسا منزعجا
تنظر اليوم إليها شزرا
دائما أنت بها في وجل
تحسب الأمن عليها خطرا
أنت في ذا الكون حيران الخطى
أو كمن يمشي الهوينى للورا
أو كمن قد صار يحبو مقعدا
في الدنى لما الورى فيها جرى
أنت كالميت فؤادا بينما
جسمك الحي الذي ما اندثرا
قمر الليل تراه معتما
وكذا النجم تبدى أو سرى
وكذا شمس الضحى ان أشرقت
وكذا الصبح إذا ما أسفرا
تغمض العين عن الدنيا فلا
تبصر الشمس بها والقمرا
هل سمعت الطير يشدو غردا؟
أو فقل لي، هل سمعت الوترا؟
هل تنزهت بروض مربع؟
أو تأملت الربيع الأخضرا؟
أو قصدت الحقل يوما لترى
ثمرا في الحقل غطى الشجرا؟
قد تدلى من على أغصانه
كل غصن بالجنى قد أثمرا
فترى الحقل بساطا أخضرا
سندسيا وجناه جوهرا
وترى الزهر بألوان زهت
أبيض اللون بدا أو أصفرا
وتشم الورد في أكمامه
عطر الأنفاس زاه أحمرا
كفكف الدمع، لتحيا باسما
وانبذ الهم وخل السهرا
واحي دنياك سعيدا فرحا
مطمئنا أو فحاك البشرا
كن بذي الدنيا صبورا انما
مدرك الخير بها من صبرا
