إن ما يحدث في البهاق هو موت الخلايا الصبغية التي تنتج مادة الميلانين المسؤولة عن لون الجلد، والشعر، ويؤدي موت هذه الخلايا الى حدوث البقع البيضاء أو ما يدعى بالبهاق.
وللبهاق عدة أشكال سريرية، حيث غالبا ما تحدد هذه الأشكال القرار الذي يتخذه الطبيب لعلاج مريضة، حيث ان الطبيب غالبا ما يضع بالحسبان مكان تموضع بقع البهاق، حيث ان البقع الموجودة في مناطق غير مشعرة، كما أن نسبة شفاء البهاق تنخفض كلما كان البهاق موجودا على الأطراف ومبتعدا عن مركز الجسم.وكثيرا ما نشاهد مرضى لديهم بهاق منتشر بمساحة تشمل أكثر من 50% من مساحة الجسم والذي يصعب علاجه بالمعالجات المعروفة لمرضى البهاق، هنا علينا أن نركز ونفكر بشكل جيد، هل المساحات البيضاء التي يحملها المريض ذات لون بشع؟ ثم ما هي المشكلة لو أن كل جلد المريض أصبح أبيض اللون؟كثيرا ما يتسرع المرضى بالإجابة ويقولون لا، لا نريد هذا اللون، وإذا سئلوا لماذا غالبا لا يملكون الإجابة، دعونا نناقش هذا الموضوع، إن البياض الذي يحصل عليه مريض البهاق المنتشر عندما يبيض جلده كاملا هو بياض مقبول وطبيعي تقريبا وليس بشعا كما يتخيل المرضى، فما المانع أن يصبح لون الشخص كأي شخص أوروبي ببياض مقبول جماليا واجتماعيا المشكلة الأخرى التي تشغل بال المرضى هي مشكلة التعرض للشمس، والجواب هنا هو أن كل المرضى في كل دول العالم يمكن أن يطرحوا هذه المشكلة ولكن بالنسبة للمريضة السعودية تحديدا فهي محمية من أشعة الشمس ولله الحمد بفضل الحجاب الشرعي، وكما أنها لا تلجأ عادة للتشمس كما تفعل الأوروبيات على سبيل المثال، وكما أنها يمكن أن تطبق واقيا شمسيا واسع الطيف قبل الخروج وهذا ليس بمشكلة، حيث أن كل الناس ذوي البشرات الفاتحة يجب أن يطبقوا واقيا شمسيا قبل الخروج وذلك ليس خاصا فقط بمرضى البهاق، أو مرضى التبييض، ولكن لا ننكر أنه عليها أن تزيد من وقايتها وحرصها من أشعة الشمس وهذا ليس صعبا على الإطلاق، أما بالنسبة للمرضى الذكور فكل ما عليهم هو أن يتجنبوا ما أمكن التعرض للشمس، وأن يطبقوا واقيات شمس واسعة الطيف.
كما أن المادة المستخدمة في التبييض وهي مادة Mono benzyl ether of hydroquinone
هي مادة آمنة نسبيا، ولكن يشترط ألا تكون المريضة حاملا، وتستخدم هذه المادة بتركيز 20 - 30% حيث يقوم المريض بدهنها مرتين يوميا وقد يستمر العلاج من 6 أشهر حتى سنتين اعتمادا على المساحة المصابة بالبهاق. حيث ننصح المريض بتبييض منطقة وراء منطقة حيث لا ينتقل لمنطقة إلا بعد الانتهاء من تبييض المنطقة السابقة، والجدير ذكره أن هذه الطريقة تحافظ على لون الشعر طبيعياً.
كما أن هناك نوعا من البهاق والذي لا يستجيب للعلاج عادة وهو البهاق الطرفي (أي الذي يصيب نهايات الأطراف)، وهو ممكن العلاج بالطريقة آنفة الذكر.ما أود قوله هنا إن المرضى بالشكلين السابقين من البهاق، غالبا ما يمضون معظم سنين حياتهم ينتقلون من طبيب لآخر، ومن مركز لآخر، يصرفون الكثير من الأموال والوقت ولكن دون فائدة. فما المانع لو أن هذا المريض استخدم طريقة التبييض والتي غالبا لا تستغرق أكثر من سنتين، يطبق المرهم لوحده في منزله دون الحاجة لزيارة المراكز والأطباء بشكل متكرر أعتقد أن ذلك سيوفر عليه الوقت والمال.
إن هذا العلاج هو خاص فقط بمرضى البهاق المنتشر ومرضى البهاق الطرفي وهو جدير بالاعتبار.
د. عبدالله العيسى
المركز الوطني لعلاج البهاق والصدفية - الرياض |