Saturday 10th April,200411517العددالسبت 20 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الدكتور سانجيف موليكر: الدكتور سانجيف موليكر:
زرع الخلايا الصباغية الذاتية.. علاجات حديثة لمرض البهاق
على مرضى البهاق أن يتصرفوا وكأنهم ليسوا مصابين بأي مرض وأن يمارسوا نشاطاتهم بشكل كامل

  في الوقت الحالي، تعتبر المملكة العربية السعودية من بين عدد قليل من دول العلام التي يجري فيها معالجة البهاق الجراحية بزرع الخلايا الصباغية، حيث تجرى بنجاح حاليا في عيادات (المركز الوطني لعلاج البهاق والصدفية) بالرياض.
حول هذه العمليات وغيرها من الموضوعات التي تتعلق بالبهاق وعلاجاته المختلفة ونسب نجاحها كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور سانجيف موليكر استشاري أمراض البهاق والصدفية في المركز الوطني لعلاج البهاق والصدفية.
نود في البداية أن نتعرف على ماهية البهاق؟
- موليكر: البهاق عبارة عن بقع جلدية بيضاء (فاقدة اللون) وحدودها واضحة عادة، ويكون الجلد فيها سليما ماعدا فقدان اللون بسبب فقدان الخلايا الصبغية المسؤولة عن إفراز الصباغ الذي يعطي الجلد لونه.
ما طبيعة الحالات التي يستقبلها المركز الوطني لعلاج البهاق والصدفية؟
- موليكر: نعالج في هذا المركز البهاق والصدفية فقط، وأعتقد أنه المركز الوحيد في الشرق الأوسط المتخصص في علاج البهاق والصدفية فقط، حيث نقوم بفحص المريض وتقييم حالته وإجراء التحاليل اللازمة ومن ثم نضع الخطة العلاجية المناسبة، وذلك تحت إشراف أطباء اختصاصيين وطاقم تمريضي متمرس.
ما العلاجات التي تقدمونها لمرضى البهاق في هذا المركز؟
- د. موليكر: هناك العديد من العلاجات لمرضى البهاق وتختلف باختلاف شكل المرض وحالة المريض، وتقسم إلى علاجات محافظة وعلاج جراحي.
أما العلاجات المحافظة فمنها العلاجات الموضعية باستخدام الكريمات الكورتيزونية أو المركبات المضادة للأكسدة، وهناك العلاج الضوئي بمختلف أشكاله، ولدينا أجهزة متطورة من ضمنها جهاز ليزر الإكزايمر، فضلا عن العلاج الجراحي بزرع الخلايا الصباغية حيث إننا أول من أجرى هذه العملية في المملكة.
ما الجديد في العلاج الجراحي للبهاق؟
- د. موليكر: هناك عدة أشكال للعلاج الجراحي للبهاق أذكر منها علاج البهاق بالطعم الجلدي المأخوذ بالشفط، والطعم الجلدي الرقيق، والطعوم الصغيرة، وزرع الخلايا الصباغية التي يتم تكثيرها في المختبر، وأخيرا زرع الخلايا الصباغية الذاتية المأخوذة من المريض مباشرة وهي الطريقة المتبعة لدينا وتعتبر الأفضل حسب الدراسات العالمية.
هل كل أشكال البهاق قابلة للعلاج جراحيا؟
- د. موليكر: بالطبع لا، فهناك عدة شروط لذلك منها أن يكون البهاق ثابتا غير نشط لدى المريض، أي أن تكون بقع البهاق ثابتة الحجم لمدة لا تقل عن سنة ويفضل سنتان، وعدم ظهور أي بقعة جديدة منذ أكثر من سنة. كما يجب أن يكون البهاق لدى المريض غير محرض بالرض فهناك بعض المرضى تظهر لديهم بقع جديدة في أماكن الجروح، كما أننا لا نلجأ للجراحة إلا إذا كانت البقع معتمدة على الأشكال المحافظة من العلاج، كما يجب أن يكون الجلد في بقع البهاق سليماً.
ما هي نسبة تحسن العلاج الجراحي للمناطق الطرفية مثل اليدين والرجلين؟
- هي نسبة ضعيفة وعادة لا ننصح مرضى بهاق اليدين والرجلين بعمل هذه العملية لأن نسبة النجاح في مثل هذه الحالات ضعيفة كما ذكرنا.
وكيف تتم عملية إجراء العلاج الجراحي للبهاق؟
- د. موليكر: تجرى العملية داخل العيادة وتستغرق حوالي الساعتين، يكون المريض خلالها واعيا حيث تجرى العملية تحت التخدير الموضعي ولا تجرى تحت التخدير العام إلا في بعض الحالات كما عند بعض الأطفال.
ويبدأ الطبيب بشرح هذه العملية للمريض والإجابة عن كافة الأسئلة مع شرح مرحلة ما بعد العملية، ثم يحدد مكانا من الجلد السليم التي يراد أخذ الطعم (الشريحة) منها وتكون عادة في أعلى الفخذ، وتؤخذ هذه الشريحة بواسطة آلة خاصة لضمان الحصول على طبقة رقيقة جدا، يتم وضعها فورا في محلول خاص ثم في حاضنة بدرجة حرارة معينة لمدة 45 دقيقة، ثم تغسل وتوضع في محلول آخر بحيث يسهل فصل الخلايا الصبغية عن غيرها، ثم توضع في محلول آخر لتسهيل زرعها داخل مناطق البهاق.
وخلال هذه المرحلة ينصرف الطبيب إلى مناطق الجلد المصابة بالبهاق حيث يستعمل الليزر أو جهازا خاصا لتقشير هذه المناطق لتصبح جاهزة لتلقي الخلايا الصبغية.
وبعد وضع الخلايا الصبغية بطريقة خاصة يتم تغطية هذه المناطق بمواد تمنع دخول الماء والهواء لمنع التلوث ثم يعود المريض إلى المنزل، وليس هناك لزوم للراحة التامة، ما عدا عدم التحريك العنيف للمناطق المزروعة خاصة في الثلاثة أيام الأولى ويتم متابعة المريض كل أسبوع ثم كل شهرين بعد الشهر الأول من العملية.
متى تبدأ بقع البهاق بالتصبغ بعد العملية؟
- د. موليكر: يبدأ عادة بعد 3-4 أسابيع ويستمر كذلك بإذن الله لمدة أشهر إلى حين التصبغ الكامل.
نود أن نتعرف على بعض النتائج لديكم في عيادات المركز الوطني لعلاج البهاق والصدفية؟
- أجرينا دراسة شملت حوالي 65 مريضا بالبهاق عولجوا في عيادات المركز الوطني لعلاج البهاق والصدفية بالمعالجة الجراحية بزرع الخلايا الصباغية، وقد استطعنا متابعة 30 منهم دوريا لمدة كافية تزيد على ثلاثة أشهر للحكم على نجاح العملية.
كان هؤلاء المرضى مصابين بأشكال مختلفة من البهاق، وكان البهاق القطعي هو الأكثر شيوعا، ثم الموضعي ومن ثم انتشر وأخيرا بهاق الأطراف، كما حددنا في هذه الدراسة انتشار البهاق وفقا للعمر والجنس وحددنا نسبة التحسن من ممتازة، إلى جيدة، ثم متوسطة، ثم ضعيفة. وكانت النتائج متوسطة إلى ممتازة لدى 80% من المرضى وضعيفة لدى 20% من المرضى.
ولكن علينا أن نذكر أن هذه النتائج ترتبط بنوع البهاق المعالج، حيث إن البهاق الموجود في مركز الجسم، أو في مناطق فيها شعر تكون استجابته للعلاج الجراحي أفضل بكثير من البهاق الموجود في الأطراف البعيدة من الجسم، أو في المناطق غير الحاوية على شعر.
وتعتبر هذه الدراسة هي الأولى عن معالجة البهاق جراحيا في الشرق الأوسط، ولكنها تحتاج لدراسات أخرى شاملة على عدد مرضى أكبر يتم دعم هذه النتائج وتأكيدها.
وعلنا نذكر أن مضاعفات هذه العملية نادرة وتكاد تكون معدومة.
وماذا عن التأثيرات النفسية والاجتماعية للبهاق؟
- رغم أن البهاق مرض سليم ليس له أي تأثيرات ضارة، إلا أن له تأثيرات سلبية على المصاب به وعلى المجتمع الذي يعيش فيه المريض، لدرجة أنه للأسف قد يمنع الشخص من الزواج، أو الحصول على وظيفة مناسبة، وقد يصاب جراء ذلك بأمراض نفسية متعددة.
بماذا تنصح المرضى المصابين بالبهاق؟
- على مرضى البهاق أن يتصرفوا وكأنهم ليسوا مصابين بأي مرض، وعليهم أن يمارسوا نشاطاتهم بشكل كامل، وأن يقرؤوا عن مرضهم لتزداد ثقافتهم عنه ليستطيعوا مناقشة الآخرين في مجتمعهم، وعليهم أن يتذكروا أن أبواب العلاج مفتوحة فيجب ألا ييئسوا، حيث توصل العلم لعلاجات حديثة مثل زرع الخلايا الصباغية الذاتية، كما يجب على المجتمع ألا يتعامل معهم على أنهم مرضى، بل يحاول أن ينسيهم مرضهم لا أن يذكرهم به، كما على مرضى البهاق أن يبنوا جسورا من الثقة بينهم وبين أطبائهم.
علمنا أنك أجريت أكثر من 1000 عملية زرع للخلايا الصباغية لمعالجة البهاق، حدثنا عن النتائج التي حصلت عليها إلى الآن؟
- نعم هذا صحيح، لقد أجريت أكثر من 1000 عملية إلى الآن، وبالطبع تختلف النتائج باختلاف المنطقة المعالجة من الجسم، فالمناطق الطرفية قد لا تتجاوز فيها نسبة النجاح 30% في حين أن هذه النسبة ترتفع لتفوق الـ90% في المناطق الموجودة في مركز الجسم أو القريبة منه، والمحتوية على شعر، ولكن يمكن زيادة نسبة النجاح حتى في الحالات الطرفية بإعطاء المريض كميات قليلة جدا من الكورتيزون بطريقة خاصة بحيث نحصل على التأثيرات العلاجية المرغوبة ونتجنب ما أمكن التأثيرات الجانبية، وكما ذكر زملائي فيجب متابعة المريض دوريا بعد الجراحة لتقييم وضعه والوقوف على نتائج العملية.

د. سانجييف موليكر
استشاري أمراض البهاق والصدفية في المركز الوطني لعلاج البهاق والصدفية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved