لفت نظري خبر صغير نشرته الجزيرة في صفحتها الأخيرة عدد 11509 يقول الخبر إن 50% من النساء السعوديات بدينات! بناءً على دراسة علمية أجريت مؤخراً وكنت قد قرأت قبل فترة وفي هذه الصفحة مقالاً حول تدخين النساء وقدم الكاتب إحصائية غريبة تقول بأن نصف المعلمات مدخنات!!
ولا شك بأن مثل تلك الإحصائيات الجزئية المبتورة لا تعكس دقة أو تتسم بشمولية استقرائية فهي ربّما عبّرت عن بيئة معينة أو منطقة محددة أجريت فيها تلك الدراسة لكنها لا تنطبق على بيئات أو مناطق أخرى وقد تنشط عادة معينة أو سلوك معين في مجتمع ما وتقل في مجتمع آخر وبالتالي فإن تعميم الأحكام أو إطلاق الإحصائيات والتسليم بالنتائج أمر لا ينسجم مع مقومات الدراسة الدقيقة الشاملة..
وليت من يطلق هذه الإحصائيات يحدد المكان أو المنطقة التي دارت حولها هذه الدراسة والأسس أو الضوابط التي قامت عليها.. حتى لا تصبح تلك الإحصائيات موجة مستبدة يمتطيها هواة الأرقام والإحصائيات ومحبو الإثارة والفلاشات الكتابية.
رفقاً بنا.. يا أصحاب الدراسات المسلوقة.. والإحصائيات المبتورة فقد جعلتم نصف معلماتنا مدخّنات.. ونصف نسائنا بدينات.. ومَن يدري فربما كانت نسبة (الطلاق) و(العوانس) في الطريق..
إنني أضع هذه الوقفة في صفحتنا الغراء متمنياً أن يكون القارىء أو القارئة على وعي وإدراك بطبيعة تلك الدراسات التي لا تستند إلى مصدر موثوق أو هيئة معتمدة معروفة وتقدم هذه (الوجبة الإحصائية) لتثير نوعاً من البلبلة والمخاوف ولا سيما لدى حواء التي كثيراً ما تتأثر بمثل تلك الإحصائيات.. لتقع ضحية الهواجس..
ولا أدري ما الفائدة التي نجنيها من أرقام معلبة ودراسات مثقوبة تجري على شريحة معينة وفي إطار ضيق وتقدم على أنها تمثل مجتمعاً بأسره مختلف البيئات ومتباين العادات.. على رسلك حواء لا تنخدعي بالأرقام.. إنها مجرد أفلام.. ذات سيناريو إحصائي مرتجل.. ولن يقبل المجتمع بتلك النتائج المضللة التي تغضّ الطرف عن عناصر الدّقة والعمق والشمول لتذوب المصداقية فوق رصيف تلك الإحصائيات المسترخية.. القائمة على التّخمين والارتجال.
محمد بن عبدالعزيز الموسى/بريدة ص.ب 915
|