كثيرا ما يتعرض البعض للأذية من قبل المشعوذين المحتالين الذين يغرون الناس، ويقنعونهم بأنهم على قدر كافٍ وكبير لمساعدتهم وإيصالهم لبر الأمان. والأخذ بأيديهم وإنقاذهم مما هم فيه من معاناة جسدية ونفسية، واضعين على وجوههم الأقنعة الزائفة.. ولكن ما ان يقع القناع حتى تتضح الحقائق.. هيهات ان يعود الذي فقد وبدد من صحة وعافية وما إليهما.!
وسأورد هذه القصة لعلها تكون عبرة وعظة للكثيرين الذين يقعون في ايدي هؤلاء المشعوذين, ولتفادي ألاعيبهم وأساليبهم في التحايل على الناس، وليأخذوا حذرهم وحيطتهم.. لأنهم اصبحوا كثرة يتسترون بحجاب كاذب وواقع مزيف.!
حقيقة أوردها كما سمعتها من إحدى الأخوات, فهي حينما انتابها التعب وبدأت تشعر بأعراض جسدية كأي مريض قرعت باب أحد المستشفيات وبعد الكشف اتضح أنها خالية من الأمراض العضوية!
وبمحض الصدفة دلت على ذاك المعالج الذي يقيم في المملكة من زمن طويل؛ فلجأت إليه شاكية حالها لمساعدتها ولعلاج حالتها التي تفاقمت واستعدت لجلسات العلاج.. غير ان أسلوب علاجه على ما يبدو كان يختلف عن الآخرين فقد طلب منها أن تستعين في علاجها بإبر ماء زمزم تحقن في العضل دون إذن أو تصريح من طبيب، ودون علم سابق من قبل العارفين بهذه الإبر، ورضخت لطلبه..!
فكانت تأخذها ما لا يقل عن مرتين يوميا.. ولم ينته الموضوع عند هذا الحد، بل استفحل الأمر أكثر، مما أدى إصابة ساقها بإصابات بالغة وتطلب الأمر جراحة حتى يخلو الساق من الماء المتجمع تحت الجلد حتى لا يتسبب في اشياء أخرى غير محسوبة!
وبدأت المرحلة الثانية من المعاناة من الألم والعذاب..!
ونتوقف ونسأل أنفسنا: أليست هذه ضريبة يدفعها المريض.. من جراء هؤلاء الضالين المضلين الذين يحتالون ويكذبون على الله ثم الناس.؟!
ومن يستطيع ان يوقف جرائمهم وضررهم الذي يحدثونه، وكيف يتسنى للناس معرفتهم إذ يرتدون قناعا واهيا مزيفا.. ولكن لا يسقط القناع إلا في الفصل الأخير بعد ان يقع الضحية فريسة لأعمالهم الضالة والذي يبلي بكذبه واحتياله العشرات بل المئات من الأبرياء.!؟
وقد قرأت من ايام قليلة خبرا في صحيفة محلية جاء فيه ان وزارة الداخلية حذرت الرقاة الذين يستخدمون العنف ضد المرضى من خلال الضرب أو الخنق او الصعق الكهربائي، وفقا لما حددته هيئة كبار العلماء مؤكدة الجهات المختصة بمنع من يستخدم الضرب أو الصعق الكهربائي أو الخنق أو غير ذلك مما يؤدي إلى ايذاء المريض جسديا او نفسيا، مشددة على ان من يخالف ذلك يمنع من ممارسة الرقية ويحاكم شرعا مع استمرار منع الوافدين من ممارسة الرقية مطلقاً، وفقا لما قضى به قرار هيئة كبار العلماء!.
ونحن بدورنا علينا ان نساهم في تنفيذ هذا القرار والتبليغ عن كل المحتالين أو الرقاة.. الذين يمارسون علاج غيرهم بأساليب تضر بحياة المرضى. وأخذ الحيطة والحذر من التعامل مع هؤلاء الذين هدفهم الأوحد الاستحواذ على المال، ولا بد ان نجعلهم عبرة وعظة لمن لا يعتبر، ونتخلص من سمومهم التي ينفثوها على هؤلاء المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة!
|