Saturday 10th April,200411517العددالسبت 20 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إعارة العقول إعارة العقول
علي بن شايع النفيسة / مدير التوجيه والتوعية بوزارة الداخلية

كرم الله بني آدم من بين الخلائق بالعقل قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} قال ابن عباس في تفسيره لهذه الآية (أي كرمناه بالعقل) لكن بعض الناس لا يقدر هذا التكريم قدره ولا يعتز بما فضله الله به وميزه، فتجد الناس المنكرين لهذا الجميل على نوعين، أحدهما من يُذهب عقله بما يتعاطاه من خمور أو مخدرات فيتصرف تصرف المجانين من إيذائه لنفسه أو إيذائه للآخرين بشكل مستهجن ومزرٍ وربما كان إيذاؤه للآخرين بطريقة لا تغتفر كالوقوع على المحارم أو القتل ونحو ذلك مما لا ينفع معه الندم ولا يقبل معه الاعتذار.
والنوع الآخر المنكر لجميل منحة العقل من يعير عقله وتفكيره للآخرين دونما إعمال لعقله وتفكيره الذي لا يقل قدرات عن الآخرين ومن ذلك مسايرة بعض الأصحاب في التصرفات الخاطئة سلوكياً أو فكرياً.
ما يزيد القلب من كمد أن بعض الشباب يعرف أنه علىخطأ في مسايرته للآخرين بأخطائهم إلا أنه يضعف ويستكين ولا يستطيع المجابهة والصدع بموقف رجولي جاد يضع فيه حداً لما هو فيه من منزلق ربما كان مُهلكاً له ولمن حوله .
قيل قديماً (الصاحب ساحب) وقيل: (لا تسأل عن المرء واسأل عن قرينه إن القرين بالمقارن يقتدي. الشخصية القيادية عملة نادرة لكن المصيبة أن تكون هذه الشخصية القيادية هي صاحبة الفكر والسلوك السيء فينقاد لها بقية الأصحاب كما ينقاد أفراد القطيع من الماشية لمن يحمل الجرس في المقدمة البعض يتخوف من الصدع بكلمة الحق بين أصحابه مخافة أن يفقد رضاهم فينبذوه فعلياً أو نفسياً لكن الرجل الحازم يعمل بقاعدة الحكماء التي مفادها (إن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل) الكلام هذا ينطبق على كل من يشعر أنه يسلك مسلكاً خاطئاً.
سواء كان متديناً متشدداً أو مفحطاً متهوراً، أو صاحب سفرات ماجناً أو عربيداً فاسقاً, أو لاهياً عابثاً، كبيراً كان أو صغيراً رجلاً كان أو امرأة.
فلابد من إعمال العقول بحكمة، وفك أقفالها، وإزالة ماعليها من رانٍ.
وقد قيل


ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved