الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه القائل {.... وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. لقد رحل أخي وصديقي الشاعر الكبير والمؤرخ القدير الشيخ محمد بن عبد الله العسيلي دون ان اعلم بذلك في حينه لأقوم بواجب العزاء والمواساة وان كنت ممن فيه يعزى رحمه الله. لقد فجعت بهذا الخبر المحزن لكنها إرادة الله التي لا نفاد منها ولا مفر، فالشيخ الفقيد له مكانة في قلبي فقد كان نعم الصديق بمعنى الصداقة الحقيقية وكان حريصاً على لمّ الشمل ووحدة الكلمة والصف في قبيلة مزينة، كيف لا وهو من أعلام القبيلة وأحد رموزها، له مكانة في قلب كل من عرفه من صغير وكبير، ولست بصدد الحديث عن مآثر الفقيد الكثيرة فهو أديب وشاعر ومؤرخ وصاحب أنساب وبموته رحمه الله فقدت قبيلة حرب احد رجالها الأوفياء الذي بموته تخسر الأمة؛ فموته خسارة، لكن عزائي وعزاء مزينة انه ترك أبناء عليهم حمل ثقيل وعبء كبير في المحافظة على اسم الفقيد وشهرته من خلال إكمال مسيرته البحثية والعناية بكتبه ومؤلفاته والسير على منهجه وطريقته. رحمك الله يا أخي محمد رحمة واسعة وأسكنك فسيح جنانه وألهمنا وأسرتك الصبر، وعزائي لجميع أبناء الفقيد وأسرته واخوته ولقبيلة مزينة في هذا المصاب الجلل. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
|