بودي قبل أن أسأل معالي المهندس عبدالله المعلمي وأسأل زملاءه في البلديات في مدينة جدة، أسأل إنساناً عادياً يعبر من أحد شوارعنا: ما رأيك في بقاء براميل النفايات وما يُرمَى حولها في الأرض من الزبالة، لمدة ثماني وأربعين ساعة، وليس ذلك وحده، وإنما هناك (النباشون) لتلك البراميل المفتوحة الفوهات، بحيث تبعثر في الأرض، ليأخذوا منها ما يريدون من علب وقوارير وغير ذلك!؟
في بعض الأحياء من جدة، المدينة العاجة الزاخرة بكل شيء إيجاباً وسلباً تبقى القمائم يومين، من صباح الخميس الباكر إلى صباح السبت تتخمر وتتبعثر، وحولها سكان ومدارس وأطفال يشغلون الشوارع ويتوالد البعوض، وجدة ليست ناقصة المزيد من الأذى بدءاً من عبث سائقي المركبات، الذين يكسرون إشارات المرور، أما جنود المرور فهم غائبون طوال العام، كأن مهمتهم انتهت لأن الناس ملتزمون بالنظام، ولا شيء يعكر المزاج ويزيد الفوضى ولا أخطار تذكر في شارعنا المروري.
إذا فإن وجود جندي المرور أربعاً وعشرين ساعة، شيء مترف، ومن المنطقي ان يشغل في ساحات ومرافق أخرى، لأن أمورنا في الشوارع تحكمها عقليات ملتزمة، حريصة على سمعة الوطن.!
أعود إلى النظافة، لأجد أن إنسان الشارع، يشمئز من الحال التي أشرت إليها آنفاً، ويقول بتلقائية، إن براميل النفايات ينبغي أن ينقل ما فيها يومياً، ولو أن الحال أكثر القدرة، لقلت مرتين في اليوم، لأن بقاءها يومين أذى وأمراض، وزيادة في تولد البعوض والذباب والحشرات الخ.. وأن نابشي القمامة من تلك الفئات التي تجوب شوارع جدة، وربما كثير منها لا يحملون بطاقات إقامة، لابد أن تتعاون البلديات والشرطة على القبض عليهم وتعنيفهم، وترحيل من لا إقامة لديه.!
ورغم الإلحاح، بأن يجوب منسوبو البلديات ليحدوا من العبث فيه، بما في ذلك فضلات البناء والترميم، إن الأمانة وفروعها يريدون أن يسعى إليهم الناس ويهاتفوهم ويكتبوا إليهم بما يرون ويشكون، ثم عليهم أن ينتظروا.!
و (الغربان)، كانت الأمانة قبل سنوات تتابعها للقضاء عليها لكن في الوقت الحاضر تركت، لأنها ليست من الأولويات، إن صح أن عندنا في حياتنا العامة والخاصة أولويات.. وشوارع جدة المحفرة والتالفة، حدث عن- البحر- ولا حرج، كما يقال.!إذا ماذا بقي من جمال هذه المدينة؟ ربما أسواقها وأهلها وتاريخها البعيد والقريب، فهل هذا يكفي في موازين العقلاء!؟
|