Saturday 10th April,200411517العددالسبت 20 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نهارات أخرى نهارات أخرى
الشعر والمطر
فاطمة العتيبي



(ليامن تذكرتك دريت أن الزمان بخير
ألا يا صافي النية في وقت شانت أطباعه)

لا أدري منذ متى انقطعت الصلة بيني وبين الشعر الشعبي.. إلا من بعض أبيات تنسل من ذاكرة أبي فأسجلها في مذكرتي الصغيرة.. وحيث تزورك الآن أبيات شعر كثيرة عبر رسائل الجوال.. قد تجد فيها الجيد وفيها الردىء..
هطل في ذاكرة هاتفي هذا البيت.. بسيط.. ومباشر.. لكن توقيته كان غريباً.
لك أن تقرأه وأنت في هدأة من ركض الحياة..
وأنت في مرحلة استقراء وتقويم لمراحل ركضك ومضامير خطوك..
وأنت تنصت كثيراً لتناقضات تمض قلبك المولع بالواضح دائماً..
وتطرقك في أقرب زملائك خيبات وخيبات..
وأنت تفتش عن ذاتك..
عن تقييم عطائك.. عن وجودك ضمن خارطة مجتمعك..
عن ركضك وصراعك مع الحشائش التي ذبلت.. ومع الأعشاب الغريبة التي تريد أن تحاصر تربتك..
تفتح أوراقك القديمة..
تقرأ فيها كلماتك..
تضع لها مؤشراً بيانياً.. ترقبه.. هل نزل.. هل ارتفع.. هل خرج عن محيطه..
الغبار الذي يكتظ فيه الورق..
يستفز عطاسك..
فيستيقظ في ذاكرتك.. زمن جميل..
كنت فيه الركض والحلم والسحائب التي لا تود أن تلامس الأرض..
وفجأة يهطل في بريدك الهاتفي بيت مثل هذا
قد لا يكون الأجمل..
لكنه هو بالتحديد ما تحتاجه الآن..
تشعر بكل حرف فيه..
(ألا يا صافي النية في وقت شانت أطباعه)
كم هم الذين يتألمون حين يقرأون هذا الشطر تحديداً..
كم هم الذين تنشق قلوبهم إلى نصفين..
كل نصف يبكي على الآخر..
أجمل ما في العمر الذي انقضى أن أصدقاءك الحقيقيين بقوا كما هم لا يتلونون ولا يتغيرون..
ويبقون يذكرونك جيداً.. مثلما تذكرهم..
وكأنما هناك رسائل خفية تحرضهم على أن يبعثوا لك مثل هذا البيت وأنت في لحظة سؤال حقيقي..
هل نحن الذين تغيرنا..
أم هو الوقت وأطباعه التي شانت..
هل نحن الذين فشلنا في أن نكون مثل الآخرين..
أم أنهم هم الذين عجزوا أن يكونوا مثلنا.. لأنهم لا يستطيعون حتى لو أرادوا هذا سؤال كبير وعظيم.. وإجابته إما تسقطك في الجمود أو الغرور وقليلون هم الذين ينجون حيث يتحركون وهم واثقون من نقاء طريقهم!
رائحة مطر


أنت مدين في تفاؤلك
الذي مازال صامداً

إلى أصدقائك القدامى الذين يصمدون مهما تبدلت الأيام!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved