* الرياض - عبدالله الصالح:
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) يعقد في مقر مكتب التربية العربي لدول الخليج بالرياض يوم الثلاثاء والأربعاء القادمين 24،23 صفر 1425هـ الموافق 13، 14 إبريل 2004م لقاء للخبراء حول: مكافحة ظاهرة الإساءة للأطفال في المملكة، وذلك بهدف تحديد الآليات اللازمة لوضع استراتيجية وطنية لوقاية الأطفال من الإساءة والإهمال، ويصاحب اللقاء عدد من الفعاليات والنشاطات التعريفية والتثقيفية.
ويتم تنظيم اللقاء بالتعاون بين كل من (أجفند) ومكتب التربية العربي، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف)، ويشارك فيه عدد من الجهات المعنية بهذه الظاهرة وتداعياتها وجوانبها الاجتماعية والصحية والقانونية وتتضمن الأهداف التفصيلية: التعريف بظاهرة الإساءة للأطفال وآثارها النفسية والجسدية والمادية على الطفل والأسرة والمجتمع، التعريف بحجم هذه الظاهرة عالمياً والتجارب التي طبقت للحد منها، والتعرف على حجم الظاهرة في المملكة العربية السعودية، والتعريف بالجهود التي بذلت لمواجهتها والقضاء عليها، بحث الآليات المساعدة للجهات المتخصصة في تنفيذ البنود المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الطفل المتعلقة بحماية الطفل، وتحقيق مصالحه، ومن أهداف اللقاء أيضا بلورة الخطوات اللازمة لإعداد الاستراتيجية (تربويا، وإعلاميا، وتشريعياً، وصحياً، واجتماعياً) لمواجهة الظاهرة.
ويقدم في جلسات عمل اللقاء أوراق ودراسات وبحوث تغطي عدداً من المحاور، أهمها: موقف الإسلام من قضية الاهتمام بحقوق الطفل، ظاهرة الإساءة للأطفال واستعراض أسبابها، حجم هذه الظاهرة على المستوى العالمي والوطني، التجارب العالمية والوطنية في سبيل الحد من هذه الظاهرة وإسهامات الجهات ذات العلاقة، اختيار الآلية الأكثر فعالية، والأكثر قابلية للتنفيذ لبلورة استراتيجية وطنية لحماية الطفل، تحديد دور كل جهة من الجهات المشاركة في إعداد هذه الاستراتيجية (تشريعيا، صحياً، تربوياً إعلامياً واجتماعياً).
والمملكة كغيرها من الدول تعاني من الإساءة للأطفال، وقد اتضحت الظاهرة من خلال الدراسة التي أجريت من قبل مركز مكافحة أبحاث الجريمة بوزارة الداخلية، فقد كشفت تلك الدراسة المهمة التي تعد أول دراسة ميدانية حول الظاهرة في السعودية عن تعرض 21% من الأطفال لصورة من صور الإيذاء بشكل دائم واتضح من الحالات التي خضعت للدراسة أن 45% من الحالات يتعرضون لصورة من صور الإيذاء في حياتهم اليومية حيث يحدث الإيذاء بصورة دائمة لــ21% من الحالات في حين يحدث لـ 24% أحيانا.
ولذلك بادر برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز لتبني لقاء للخبراء والجهات المحلية بهدف استجلاء ظاهرة الإساءة للأطفال في السعودية، ووضع محددات مكافحتها، وذلك بالتعاون مع مكتب التربية العربي لدول الخليج، صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف).
ويأتي تبني (أجفند) هذا اللقاء من منطلق ان قضايا الطفولة العربية تشكل أولوية متقدمة في استراتيجيته التنموية والتمويلية، ولذلك أنشأ أول مؤسسة تنموية مكرسة لقضايا الطفولة، وهو المجلس العربي للطفولة والتنمية. كما أن (أجفند) برئاسة الأمير طلال يقود تنفيذ الاستراتيجية العربية للطفولة المبكرة، ويقوم بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ووزارات التربية والتعليم في الدول العربية بتنفيذ مشروع موسع لتطوير رياض الأطفال في مرحلة التعليم الأساسي إلى جانب المشروعات التي يقوم بتمويلها لصالح الطفل وتنشئته بصورة متوازنة، وفي إطار استراتيجيته الهادفة لتعزيز التنمية البشرية المستدامة والتعاطي مع المنظمات الأممية والإقليمية، ومنظمات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال يتعاون (أجفند) مع اليونسيف ومكتب التربية العربي لدول الخليج،
ويسهم في تمويل مشروعاتهما، ويفتح المنافذ للتنسيق في القضايا التنموية، واللقاء حول مكافحة ظاهرة الإساءة للأطفال، الذي يتعاون في تنظيمه (أجفند) ومكتب التربية العربي واليونسيف هو انعكاس للتنسيق التنموي القائم بين الجهات الثلاثة.
|