Saturday 10th April,200411517العددالسبت 20 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
إعلان لا يليق
عبد الرحمن صالح العشماوي

عشراتُ الرسائل الجوّالية، والاتصالات هجمت عليّ في اليوم الذي نشرت فيه جريدة (الجزيرة) إعلان (ستار أكاديمي) في صفحتها الأولى، كلهم يستنكرون نشرَ هذا الإعلان عن ذلك البرنامج (الساقط) في جريدة رزينة نشرت عدداً غيرَ قليلٍ من المقالات المؤثرة لكتابٍ مبدعين يستنكرون فيها وجود هذا البرنامج وأمثاله في قنوات فضائية عربية يُفترض فيها أن تكون ذات موازين أخلاقية سليمة، وصاحبة رسالة جليلة في النهوض بقيم الأمة ومبادئها وأخلاقها.
وسبب هذه الاتصالات المكثفة بي علاقتي بجريدة (الجزيرة) قارئاً لها وكاتباً فيها، حيث أكد المتصلون أهمية دور كلّ مَن له علاقة بهذه الجريدة في النصيحة والتّنبيه، وقال بعضهم - بانفعال شديد -: لا بد من مقاطعة جريدة (الجزيرة) إذا استمرت في نشر هذا الإعلان الذي لا يتناسب مع مقالاتها وتحقيقاتها ومواقفها الممتازة من قضايا الأمة الإسلامية وأحداثها.
ولقد أثلج صدري ما لمسته من الوعي لدى بعض المتّصلين والمتصلات، حيث كانت أساليبهم راقية، ومناقشاتهم هادئة قائمة على الموضوعية والحجّة، معبّرة عن حرصهم على مصلحة الأمة والمجتمع، وغيرتهم على جريدتهم المفضلة (جريدة الجزيرة).
ولقد أثلج صدري أيضاً، مع شيء من التبرّم، ما لمسته من غيرة أولئك المنفعلين، ومن حرصهم - الذي لم يحسنوا التعبير عنه - على مصلحة بلادهم، وعلى أخلاق المسلمين الذين يتعرّضون لغزو إعلاميّ وفكريّ وعقديّ، كما يتعرضون لغزو عسكريّ نراه رأي العين في أكثر من بلد إسلامي.
ولا شك ان الإعلانَ عن برنامج أجمع أصحاب الرشد رجالاً ونساء على سوئه وسقوطه، في جريدة تحترم نفسها، وتقدّر قرّاءها، يعدّ عملاً مخالفاً للمنهج الصحيح الذي رسمه القائمون على الجريدة، ذلك المنهج الذي يؤكد الحرص على سلامة العقيدة والفكر، وسلامة الوطن والمجتمع، وسلامة الأمة المسلمة بكاملها، وهو إعلان غير لائق بجريدة تحترم احترافها، وتقدّر معنى أداء رسالتها الفنية، صحيفة رائدة تأتي في مقدمة الصحف في المملكة العربية السعودية.
هل نشرت الجريدة إعلان (ستار أكاديمي) في ربع صفحتها الأولى طمعاً في القيمة المالية لهذا الإعلان؟ هذا ما تبادر إلى أذهان كثير ممن اتصلوا بي، مع أن تلك القيمة المالية ليست من الضخامة بمكان يجعل الجريدة تستجيب لإغراء مالي كبير، وأنا أؤكد هنا أن جريدة (الجزيرة) لم تنظر إلى هذا الإعلان بمنظار مصلحة مالية لعدم وجود الإغراء - أصلاً - في قيمة هذا الإعلان، ولوجود إعلانات كثيرة تقوم مقامه.
فما السبب يا ترى في تسلل هذا الخطأ إلى جريدة (الجزيرة)؟ وكيف أقرّ رئيس التحرير إعلاناً يحارب هو أسلوبه الذي لا يليق، ويكتب هو كتابات تؤكد لقرائها أنه لا يمكن أن يكون راضياً بمثل هذا البرنامج المنافي للدين والخلق؟
لقد نشرت جريدة (الجزيرة) مقالات ممتازة كانت لافتة للنظر بما تضمنته من حملة صادقة قوية ضد برامج الرذيلة وإشاعة الانحراف في بعض القنوات الفضائية، يتمثل ذلك فيما كتبه د. عبد العزيز الثنيان، والأستاذان حمد القاضي وعلي الشدي وغيرهم من الكتاب الذين أعلنوا الموقف الحازم الصحيح من برامج الفساد الفضائية عبر صفحات جريدة (الجزيرة).
فما السبب في نشر ذلك الإعلان الذي لا يليق؟
إنه الخطأ، هذا ما أعتقده، وما دام خطأ - حسب ظني - فإن تراجع الجريدة العزيزة عنه حاصل لا محالة؛ لأن رئيس تحريرها قادر على أن يقول: أخطأت وأستغفر الله، فهذا أسلوب الرجال الذين يرفعون شعار الحق والخير، ويعرفون الخطأ والصواب.
إشارة
{رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved