Saturday 10th April,200411517العددالسبت 20 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تطوير قطاع السياحة في جازان يتوقف على حلِّ عدة مشكلات أهمها هجرة السكان من المنطقة تطوير قطاع السياحة في جازان يتوقف على حلِّ عدة مشكلات أهمها هجرة السكان من المنطقة
المقومات الطبيعية للسياحة في منطقة جازان

  *د. عاطف معتمد عبد الرحيم -(قسم الجغرافيا-كلية التربية-جازان) 6/6 :
تتمتع جزر فرسان بالأعمدة الأربعة التي اشترطها الباحثون(انظر في ذلك Fenel. D 1999 p 31) لترشيح منطقة ما للسياحة البيئية وهي:
* الحد الأدنى من التدخل البشري في معطيات البيئة الطبيعية بما يحفظ التميز النباتي والحيواني ويحمي(الإرث) الايكولوجي الذي يعد رأس المال الرئيسي لسكان الإقليم.
* الحد الأقصى من احترام وتقدير العناصر الحضارية للمكان.
* الحد الأقصى من حصول المقصد السياحي على عوائد السياحة للحفاظ على بيئته الريفية.
* الحد الأقصى من التمتع العائد على الزائرين لهذا المقصد السياحي.
ولنا أن نضيف إلى هذه الأعمدة ثلاثة أخرى تتمتع بها جزر فرسان:
* الدعم الحكومي للحفاظ على المكان، حيث أعلنت المنطقة محمية طبيعية حرم فيها الصيد والاحتطاب وجرم فيها تلويث البيئة البرية والبحرية.
* شبه الانعزالية وهو ما يعطي الموقع مزية الحفاظ على عناصره من التدفق الحضري والاستثماري.
* التناسق المورفولوجي المرتبط بالنظام البحري الذي لا تزيد فيه الأنظمة الجيمورفولوجية الفرعية عن خمس وحدات تمتد في شكل حلقي حول الجزر
تمثلها المصاطب البحرية، الشواطئ، الجروف، نباتات المانجروف، والشعاب المرجانية. هذا فضلا عن التنوع البيولوجي بارخبيل الجزر.
وإذا ما اتفقنا على ان هذه المميزات هي عناصر الجذب السياحي لجزر فرسان فلابد أن نتوقع مناهضة لمشروعات التنمية بالمنطقة وخاصة اكمال شبكات البنية الأساسية وإقامة المنتجعات التي ستؤدي بدورها إلى مزيد من التدفق السياحي يستتبعه ضغط وإجهاد لعناصر البيئة بالجزر.. ولعل هذا ما يدفع البعض إلى التأكيد على مفهوم(التنمية عدو البيئة) وما تبع ذلك من صك مصطلحات جديدة مقابلة على شاكلة (التنمية البيئية) Eco-development وهو التوجه الذي لا يتطلب وعيا حكوميا بمفهوم التنمية المتصالحة مع البيئة فحسب بل ويتطلب سلوكا مجتمعيا قائم على الوعي الإيكولوجي Ecologically minded كما يتطلب سياحة(مسؤولة) تثمن المعطيات البيئية الفريدة. ويلخص Fennell صفات السائحين الذين يقصدون مناطق مثل جزر فرسان في:
الاهتمام بالطبيعة، الولع بالمشاركة في حماية البيئة، الاهتمام بالمتنزهات والمحميات، الوعي بحقوق السكان المحليين في عوائد السياحة، التوجه نحو الدراسة والتعلم من البيئة والعمل الميداني، البعد عن السلوكيات السياحية الاستهلاكية، الإيمان بالأخلاق والاضطلاع بالمسؤولية، امتلاك المبادرة ، الرغبة في التمتع والاستجمام، المستوى الثقافي الرفيع، وحب الاستكشاف (Fennell 1999 p. 41 ).
خاتمة: مستقبل التنمية السياحية في منطقة جازان.. نظرة جغرافية.
لا يمكن معالجة قضية التنمية السياحية في منطقة جازان بمعزل عن النظر إلى باقي محددات ومقومات التنمية في المنطقة. وإذا كنا متفقين على أن التنمية السياحية بمقدورها أن تحقق تقدما للمنطقة بإنعاش اقتصادها القائم أساسا على الخدمات والزراعة(أكثر من 60 % من النشاط الاقتصادى هو نشاط خدمى ، و24 % نشاط زراعي ، انظر وزارة الشؤون البلدية والقروية بدون تاريخ ص 21)، إلا أن ذلك التقدم مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعديد من المتغيرات الداخلية والخارجية، وعلى رأس هذه الارتباطات:
أولاً على المستوى الداخلي:
* لم يتم بعد إعداد مخطط رئيسي للتنمية Master plan للمنطقة تحدد فيه أولويات التنمية ومراحل الاضطلاع به، ومن الضروري في هذا الصدد تحديد موقع التنمية السياحية على هذا المخطط بوضوح.
* ما زال البحث في مجال التنمية السياحية يتم دون إكمال مشروعات البنية الرئيسية في المنطقة. ويبدو من الواجب التنبيه بعدم الوقوع في خطأ الدعاية الكبيرة لإمكانات المنطقة بينما هي ما زالت تنتظر إكمال مشروعات بنيتها
التحتية.. ولعل أبرز مشروعات البنية الرئيسية في المنطقة هي إكمال شبكات الطرق.
ولابد من التسليم بداية بأن النمط الجغرافي المبعثر لقرى ومدن المنطقة وكذلك انتشار مناطق الجذب السياحي في مواقع متباعدة(وان كان هذا من زاوية جغرافية أخرى يعد مزية كبرى) يزيد من صعوبة إكمال هذه الشبكة ويؤخر من مراحل تنفيذها.
فبداية يعاني الطريق الرئيسي الذي يخترق المنطقة من الشمال للجنوب من وقوع كثير من أخطار الحوادث المتكررة(وهو في ذلك يعد امتداداً لأخطار طريق الجنوب بشكل عام) وستؤدي مشروعات تحويل طريق الجنوب إلى طريق مزدوج إلى تشجع حركة السياحة إلى المنطقة. كما أن المنطقة الجبلية في شرق منطقة جازان والتي يعول عليها كعامل جذب سياحي تعوزها شبكة من الطرق على مستوى يتناسب مع آمال النهضة السياحية المطلوبة. هذا فضلاً عن ضعف الربط بين جزر فرسان والساحل الرئيسي بل وضعف الاتصال بين جزر فرسان في حد ذاتها.
وفي مجال النقل الجوي يمكن للقرارات الحكومية التي أعلنت في فبراير 2003 بتحويل مطار جازان إلى مطار إقليمي(مطار الأمير عبد الله) وتوسعته أن تسهم في تدعيم حركة النقل من والى الإقليم. أضف الى هذا قلة الخدمات السياحية المساعدة كالمراكز الترفيهية والمطاعم الكبرى والفنادق المجهزة مع ارتفاع في أسعار الإقامة مقارنة بمستوى الخدمة.
* تغيب عن المنطقة خطة بيئية لتثبيت الكثبان الرملية التي تعد من ابرز مصادر الخطر الذي لا يهدد فقط الطرق البرية بل ويؤثر على الاستقرار العمراني والمراكز السياحية بما تمثله من مخزون للعواصف الترابية التي تسود في فصل الصيف.
وإذا كان من المحتمل الشروع في خطط تنفيذية لمجابهة ظاهرة تحرك الكثبان الرملية فإن المتغير المناخي الأكثر صعوبة في التحكم هو ارتفاع الحرارة الشديد المصحوب بمعدلات عالية التشبع من الرطوبة النسبية مما يجعل المنطقة من اكثر مناطق المملكة التي يمكن ان يعاني فيها الإنسان الشعور بعدم الراحة iscomfort.
* ما زالت جهود معالجة المشكلات البيئية محل دراسة وبحث وعلى رأسها مشكلات التنمية الحضرية ومشكلات تدهور التربة وانجرافها وانتشار السبخات الملحية التي تعوق النمو العمراني كما هي الحال في مدينة جيزان، وتذبذب الإنتاج الزراعي لاعتماده على المطر وزحف العمران عليه.
وهذا النوع من المشكلات لا يؤثر بشكل مباشر على التنمية السياحية وان كان وثيق الصلة بمركب التنمية بصفة عامة.
* يتوقف تطوير قطاع السياحة على حل عدة مشكلات في المنطقة على رأسها مشكلة هجرة السكان من المنطقة ، وارتفاع نسبة الأمية وارتفاع معدلات البطالة مقارنة بمناطق المملكة الأخرى وتأخر القطاع الصناعي.. ورغم ما في ذلك من احتمالات إلا أن واقع الاستثمار السياحي يقلل من هذه الفرصة ويبقي تطوير التنمية السياحية في المنطقة رهين القدرة على جذب المستثمرين إلى المنطقة.
ثانياً على المستوى الخارجي:
* تلقى منطقة جازان منافسة شديدة من قبل منطقة عسير المجاورة خاصة في السياحة الصيفية التي يعول عليها في تنمية قطاع السياحة في شرق المنطقة في جبال فيفا وبني مالك وهروب.. ولسنوات طويلة مقبلة سيظل التدفق السياحي للمنطقة الجبلية في شرق جازان ذا مصدر داخلي من حدود منطقة جازان مادامت المقارنة لصالح منطقة عسير والطائف التي لديها بنية أساسية لا تقارن وان لم يمنع هذا من إمكانية المنافسة بخفض الأسعار وتقديم التسهيلات السياحية في الإقامة والتنقل. وسيظل القطاع الأكثر قدرة على المنافسة هو القطاع الساحلي وبصفة خاصة سياحة المنتجعات الشاطئية على طول خط الساحل وفي جزر فرسان في فصل الشتاء بالدرجة الأولى للاستفادة من اعتدال المناخ في المنطقة وسوئه في المناطق المنافسة المجاورة.
* البعد النسبي للمنطقة عن أقاليم المملكة مما يحد من جاذبية إمكاناتها الطبيعية والثقافية، وعلى الرغم من الموقع الحدودي لمنطقة جازان إلا أن دول الجوار الثلاث(السودان وإثيوبيا واليمن) دول فقيرة يخشى من تدفق العمالة غير الشرعية منها اكثر ما يؤمل بتدفق سياحي. كما أن المعطيات البيئية في اليمن المجاور تتشابه إلى حد كبير مع معطيات منطقة جازان السياحية، وعلى مستوى السياحة الدولية تبدو اليمن اكثر جذبا للسائحين من منطقة جازان(لاعتبارات سياسية واجتماعية واقتصادية اكثر منها لاعتبارات طبيعية).
* الصورة الذهنية المغلوطة عن المنطقة لدى قطاعات عديدة من سكان المملكة بالنظر إليها كمنطقة(نائية متأخرة) وهو ما يتطلب تصحيحا عبر جهود منظمة يمكن أن يكون مهرجان الثقافة السنوى على مستوى المملكة(الجنادر ية) نافذة جيدة لذلك.
وفي النهاية قد يبدو أن السبيل الرئيسي في التنمية السياحية عبر التكامل السياحي بتكامل العرض السياحي مع منطقة عسير- جدة - مكة المكرمة وتكامل العرض السياحي داخل المنطقة بتنظيم الرحلات السياحية إلى(حزمة) من المزارات الطبيعية من قبل هيئات تنشيط السياحة والشركات السياحية في المنطقة.
قائمة المراجع
* إبراهيم عبد الله مفتاح(1990) فرسان: الناس والبحر والتأريخ، منشورات نادي جازان الأدبي.
* الغرفة التجارية الصناعية بجازان(2000) دراسة جدوى مبدئية لإقامة خط نقل بحري بين جازان وجزيرة فرسان، دراسة غير منشورة.
* الغرفة التجارية الصناعية بجازان(بدون تاريخ) جازان: التاريخ ، التراث جمال الطبيعة.
* الغرفة التجارية الصناعية بجازان (بدون تاريخ) جازان في صور.
* عاطف معتمد عبد الحميد (1997) النطاق الساحلي لخليج العرب - غرب الإسكندرية، دراسة جيومورفولوجية. رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم الجغرافيا، كلية الآداب -جامعة القاهرة.
* عاطف معتمد عبدالحميد (2000) جيومورفولوجية منطقة حلايب- جنوب
شرق مصر(باللغة الروسية) رسالة دكتوراه غير منشورة ، جامعة سانت بطرسبرغ، روسيا.
* عبد الرحمن صادق الشريف(1984) جغرافية المملكة العربية السعودية، الجزء الثاني، إقليم جنوب غرب المملكة، دار المريخ ، الرياض.
* عبدالله ناصر الوليعي(1996) جيولوجية وجيومورفولوجية المملكة العربية السعودية، بدون دار نشر، الرياض.
* عبد الله ناصر الوليعي(1997) الجغرافيا الحيوية للملكة العربية السعودية ، بدون دار نشر، الرياض. على جمال الدين هيجان(2002) جازان وتباشير التنمية، مجلة الظبية، العدد الأول نوفمبر 2002، جازان.
* على محمد شيبان عريشي(2000) جزر فرسان ، دراسة في تنمية السياحة الداخلية بالمملكة العربية السعودية. بحث مقدم ندوة السياحة في المملكة عام 2000.
* على محمد شيبان عريشي(2001) سهل تهامة في منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية، دراسة تحليلية تقييمية للنمط الزراعي الحديث، سلسلة رسائل جغرافية، العدد 255، الكويت.
* على محمد شيبان عريشي(2002) التغيرات التنموية ودورها في تصنيف الخصائص السكانية وتباينها المكاني في منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية. سلسلة رسائل جغرافية، العدد 266 ، الكويت.
* مجدي عبدالحميد السرسي(1996) الزراعة الجبلية في جنوب غرب المملكة العربية السعودية، سلسلة رسائل جغرافية العدد 194 ، الكويت.
* مجدي عبد الحميد السرسي، وعلي محمد شيبان عريشي(بدون تاريخ) جغرافية الزراعة في منطقة جيزان، جنوب غربي المملكة العربية السعودية، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة.
* محمد احمد العقيلي(1994) المعجم الجغرافي للبلاد السعودية(منطقة جازان).. الطبعة الثالثة.
* محمد قاري السيد(2000 ) السياحة في محافظة الطائف، اللجنة العليا للتنشيط السياحي بمحافظة الطائف، الطائف.
* محمد مفرح شبلي القحطاني، محمد ابراهيم ارباب وعبد المنعم علي ابراهيم (1997) السياحة، الأسس والمفاهيم : دراسة تطبيقية على منطقة عسير بالمملكة العربية السعودية. مطابع مؤسسة المدينة للصحافة(دار العلم) جدة.
* محمود كامل(1975) السياحة الحديثة علماً وتطبيقاً، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
* نبيل الروبي(1987) التخطيط السياحي، مؤسسة الثقافة الجامعية، الأسكندرية.
* وزارة الشؤون البلدية والقروية بالمملكة(1980) تخطيط وتنمية منطقة جيزان، المخطط الرئيسي الارشادي، التقرير النهائي ومراجعته.
* وزارة الشؤون البلدية والقروية بالمملكة(1996) المخططات العمرانية لمدن منطقة جازان: التقرير السابع خطة عمل تنمية منطقة فرسان.
* وزارة الشؤون البلدية والقروية بالمملكة(1997) استراتيجية التنمية السياحية في ضوء الاستراتيجية العمرانية الوطنية للمملكة العربية السعودية. ورقة عمل مقدمة الى ندوة السياحة الوطنية(آفاق ومستقبل) المنعقدة بمنطقة عسير 1417 هـ.
* وزارة الشؤون البلدية والقروية بالمملكة(بدون تاريخ) استراتيجية التنمية العمرانية لمنطقة جازان، تقرير الأوضاع الراهنة وبدائل التنمية، مسودة. التقرير النهائي ومراجعته.
* يوسف جعفر سعادة(2000) التربية السياحية، دار الكتاب الحديث، القاهرة.
مراجع باللغة الأجنبية :
Atef M. Abdel-Hamid (2002) Granite weathering in Halaib area, Bull. Soc. De. Geog. Egypt
ome LXXV vol. 75
Dragovich. D. J (1969) The origin of cavernous surfaces
(tafoni ) in granitic rocks of southern South Australia. Z. Geomorph.
13:163-181.
Davis. J ( 1980 ) Geographical variation in coastal development.
Edinburg. London
El-Akad. S & Dardir. A (1966 ) Geology of the Red Sea coast
Between Ras Shagra and Marsa Alam. Geol. Surv. Egypt. Cairo
Goldsmoith. V(1978 )
Coastal Dunes. In Davis ( ed ) Coastal Sedimentary environments. Berlin
Oberlander T. M(1972) Morphogenesis of granitic boulder slopes in the Mojave
desert , California. J. Geol. vol. 80 pp1- 20
Shaw. P. A & Thomas . D. S
(1990 ) Playas , Pans and salt lakes. In Tohmas. D. S ( ed) Arid Zone
Geomorphology. New York
Twidal. C. R (1984)Granite landforms. Elsevier
scientific publication. Oxford
Fennell. D. A (1999) Ecotourism, an
introduction. Routledge. London


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved