تناقضت التصريحات الأمريكية حول تعليق العمليات العسكرية في الفلوجة الذي أعلن عنها أمس الجمعة الحاكم المدني الأمريكي في العراق بول بريمر، في حين أعلن ضابط أمريكي على أرض المعركة أن تعليق العمليات العسكرية في الفلوجة قد انتهى ولم يستغرق سوى (تسعين دقيقة).وكان بريمر قد قال للصحافيين: إنه اعتباراً من ظهر أمس قررت قوات التحالف تعليق العمليات العسكرية في الفلوجة من جانب واحد، وقال بريمر: إن الهدف من تعليق العمليات إتاحة عقد لقاء بين أعضاء من مجلس الحكم ومسؤولين من المدينة مع قادة قوات التحالف، وقد بدأ سكان الفلوجة أمس الجمعة بمغادرة مدينتهم بسبب المعارك. وبدأت العوائل العراقية تجازف هي وأطفالها ونساؤها وتسلك الطرق الزراعية ومعها حقائب يدوية صغيرة فيها بعض الأغذية والملابس والأدوية متوجهة إلى بعض القرى المتاخمة للفلوجة خصوصاً قرية النعيمية هرباً من الأوضاع الأمنية والإنسانية السيئة في المدينة.وتدور رحى المعارك خصوصاً في شرق المدينة في أحياء النزال والجولان والعسكري والضباط، حيث يشاهد عدد من جثث العراقيين والأمريكيين على حد سواء في وسط الشارع لا يتجرأ أحد على التقدم لأخذها.
ودعت المساجد عبر مكبرات الصوت الأهالي الذين نفد ما لديهم من مواد غذائية إلى التوجه إلى مسجد الحضرة المحمدية والعيادات الطبية الشعبية المنتشرة في المدينة من أجل أخذ حصتهم من المواد الغذائية التي وصلت أمس الأول من أهالي العاصمة العراقية بغداد. وقالت مصادر في المستشفيات: إن الاشتباكات الدامية الدائرة حالياً في الفلوجة أوقعت أكثر من 350 قتيلاً وأكثر من 1000 جريح في الأيام الأخيرة.
ودارت معركة شرسة في حي الجولان غرب الفلوجة أمس أطلقت خلالها الطائرات الحربية الأمريكية عدة صواريخ واستخدمت فيها المدرعات الأمريكية بينما استخدم العراقيون المقاومون الصواريخ وقذائف الهاون و(أر.بي.جي).
وقال شهود عيان: إن مقاتلات أمريكية من طراز اف 16 تقصف بشكل مكثف حي الجولان في الفلوجة بقنابل عنقودية، ودمرت ناقلتا جنود، كما دمرت دبابة في حي الجولان، وأكد شهود عيان مقتل عدد من الجنود الأمريكيين يتجاوز العشرة وشُوهدت جثثهم في شوارع مع وجود آليات مدمرة بالقرب منهم، ودمرت مئذنة جامع الخلفاء الراشدين بوسط الفلوجة بسبب تسلل الجنود الأمريكان وصعودهم إلى المئذنة لاقتناص عدد من العراقيين المقاومين.وأعلنت قوات الاحتلال الأمريكية إغلاق عدد من المناطق بالعاصمة العراقية بغداد وحظرت مرور السيارات والمارة في هذه المناطق، كما طلبت من المواطنين الابتعاد عن منطقة الكرادة وساحة الفردوس بوسط بغداد.
وقد قُتل جندي أمريكي ومدني عراقي في هجوم غرب بغداد، وفقاً لما ذكره الجنرال مارك كيميت نائب مدير عمليات الائتلاف في العراق في مؤتمر صحفي أمس كما صرح متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية ان مواطنا بريطانيا يعمل لحساب شركة امريكية قتل في بغداد، إلى ذلك قال مقاومون في العراق انهم احتجزوا أربعة إيطاليين وأمريكيين اثنين رهائن على المشارف الغربية للعاصمة العراقية بغداد أمس الجمعة.
وشاهد مراسل من رويترز اثنين من الأجانب المختطفين وقال المقاومون إنهما إيطاليان وذلك في مسجد في قرية بمنطقة ابو غريب. وقد اصيب احدهما في الكتف وكانا يجهشان بالبكاء.
على صعيد آخر أعلن الحاكم الأمريكي في العراق بول بريمر أنه عيّن عضو مجلس الحكم الانتقالي العراقي سمير الصميدعي وزيراً جديداً للداخلية وزميله موفق الربيعي مستشاراً للأمن.
وأوضح بريمر أن الصميدعي، وهو سني، سيحل مكان الوزير المستقيل نوري البدران الشيعي
طالع دوليات
|