الجلبي توسط بين بريمر وأهل الفلوجة لتسليم الذين مثلوا بجثث القتلى الأمريكان

  * بغداد - د. حميد عبد الله:
قالت مصادر حزب المؤتمر الوطني العراقي: إن شخصية قيادية معروفة بدأت خلال الأيام القليلة الماضية وساطة مكثفة بين أهل الفلوجة وسلطات التحالف للتوصل الى مخرج لمشكلة الفلوجة الناجمة عن مقتل أربعة من عناصر الأمن الأمريكيين والتمثيل بجثثهم خلال الأسبوع الماضي.
ووصفت المصادر هذه الشخصية بأنها قد أسهمت بنحو فاعل في عملية تحرير العراق وتحظى بثقة سلطات التحالف وتربطها علاقات وثيقة مع الحاكم المدني بول بريمر موضحة ان هذه الشخصية قد التقت بوفد من وجهاء مدينة الفلوجة وأوضحت لهم ان مدينتهم ستتعرض الى كارثة حقيقية إذا لم يسارعوا الى تفادي وقوعها قبل فوات الأوان عارضة عليهم تسليم الاشخاص الذين مثلوا بجثث القتلى الامريكان الأربعة قبل ان تصدر الأوامر الى القوات الامريكية بتنفيذ عملية واسعة ربما ستؤدي الى مسح الفلوجة من الخريطة العراقية مشددة القول: ان المسؤولين الامريكان بدءا من الرئيس بوش وصولا الى بول بريمر مصرون على إنزال أقسى العقوبات بأهالي الفلوجة إذا لم يسلموا الجناة.
وافادت المصادر ان السفير بول بريمر يعول على جهود هذه الشخصية وان الاتصالات بينهما مستمرة للوقوف على آخر النتائج التي حققتها الوساطة موضحة ان هذه الشخصية أمهلت وجهاء الفلوجة 72 ساعة لتقديم إجابة واضحة حول المطلب الأمريكي غير ان محاصرة الفلوجة بالدبابات الامريكية منعت الوفد من مغادرة المدينة والتوجه الى بغداد لكن طرفا حضر الاجتماع أفاد ان وجهاء الفلوجة ابدوا استعدادهم للتعاون وتبذل الآن جهود كبيرة للسماح للوفد بالخروج من المدينة المحاصرة او السماح للوسيط بالدخول إليها.
ونقلت مصادر المؤتمر عن بول بريمر قوله للوسيط: ان الوقت آخذ بالنفاد وان الأحداث التي شهدتها المدن الشيعية عجلت بمحاصرة الفلوجة وبما تتعرض له من دمار ورغم ان المصادر لم تكشف عن اسم تلك الشخصية القيادية إلا ان مصدرا في حزب المؤتمر أكد ل(الجزيرة) ان عضو مجلس الحكم وزعيم حزب المؤتمر احمد الجلبي هو الشخصية القيادية التي تبنت دور الوسيط بين اهالي الفلوجة وسلطات الاحتلال لكن الجلبي لم يعط الضوء الأخضر لحزبه بالكشف عن اسمه في الوقت الحاضر.
من جهة أخرى، قال وزير العدل العراقي هاشم عبد الرحمن الشبلي انه لم يحط علما بصدور مذكرة قبض من قاض عراقي ضد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
وقال الشبلي: ان مثل هذه المذكرات وأوامر الاعتقال تصدر من جهات قضائية تنفيذية ولا علاقة لوزارة العدل بها لكنه اقر بوجود مذكرة اعتقال بحق معاون مقتدى الصدر السيد مصطفى اليعقوبي بتهمة ضلوعه بقتل السيد عبد المجيد الخوئي في ضريح الإمام علي عليه السلام في شهر مارس من العام الماضي.
على صعيد متصل، هدد عدد من أعضاء مجلس الحكم بتعليق عضويتهم بالمجلس إذا لم تستجب سلطات التحالف لمطالب الشارع الشيعي.
وأعرب عضو مجلس الحكم عبد الكريم المحمداوي عن نيته تعليق عضويته في المجلس ما لم تكن هناك استجابة تامة لمطالب الشعب العراقي مضيفا ان حوادث العنف التي شهدها الشارع العراقي تحتاج الى وقفة متأنية ومدروسة وليس الى ردود فعل انفعالية.
معروف ان مجلس الحكم لم يتخذ موقفا واضحا من الأحداث التي شهدتها المدن الشيعية وسعى الى لملمة الأحداث لكن مقتدى الصدر رفض ومازال أية وساطة من المجلس.