Saturday 10th April,200411517العددالسبت 20 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
مجازر الفلوجة.. الديمقراطية الأمريكية مغمسة بدماء العراقيين
جاسر عبدالعزيز الجاسر

تحول الصحفيون الذين يغطّون المعارك المندلعة والتي اشتدت بين رجال المقاومة العراقية في الفلوجة والرمادي والحويجة وبغداد والناصرية والنجف والكوت وبين قوات الاحتلال التي تقودها القوات الأمريكية، إلى الآلات الحاسبة التي تعد عدد القتلى وتحصيهم، بعد أن تناثرت الجثث في الشوارع وفي المساجد وفي البيوت، فالقوات الأمريكية وبالذات التي تهاجم الفلوجة بعد أن حاصرتها أربعة أيام تجاوزت كل المحذورات، وأكَّد الجنود الأمريكيون الاتهامات الموجَّه إليهم بأنهم يوجِّهون أسلحتهم بما فيها الصواريخ والقذائف المدفعية توجيهاً عشوائياً ولا يهمهم أن يسقط الصاروخ على منزل فيهدمه ويقتل كل ساكنيه كما حصل لعائلة عراقية مكونة من خمسة وعشرين مواطناً بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء. أو إطلاق صاروخ موجَّه بالليزر نحو جامع السامرائي في الفلوجة ليقتل أربعين عراقياً، في حين تحوم الطائرات المروحية المقاتلة حاملة الموت فوق رؤوس كل سكان مدينة الفلوجة!!
ماذا يعني هذا، هل هو حكم بإبادة مدينة عراقية بكل سكانها الثلاثمائة ألف مواطن جميعهم من المسلمين لمجرد أنهم يعارضون الاحتلال الأمريكي.. وأن بعضاً منهم يُشتبه بأنهم وراء قتل الجنود الأمريكيين قبل أسبوع والتمثيل بجثثهم؟!
نعم.. التمثيل بالجثث عمل مرفوض ولا يؤديه أحد، ولكن أن يتم الانتقام بهذه الصورة ويحكم على مدينة كاملة بالحصار وضرب مساجدها ومنازلها بالصواريخ فهذا أيضاً عمل مرفوض، بل أقبح مما قام به من مثَّل بجثث الأمريكيين، إذ لا يمكن أن يوافق أحد على أخذ ثلاثمائة ألف إنسان بجريرة بضعة أشخاص.. وإلا اعتبر هذا العمل جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية وهي فعلاً كذلك، فالقتلى يوم الأربعاء تجاوز عددهم مائة قتيل، ويوم الخميس اقترب الرقم من المائتين، ويوم الجمعة فاق العدد الثلاثمائة شهيد، هؤلاء الشهداء الذين قتلوا بدم بارد انضم إليهم عدد آخر من الشهداء (الجرحى) الذين لم يجدوا من يعالجهم بعد أن عجز (المستشفى) الذي أقامه الأطباء في أحد مباني مدينة الفلوجة بعد أن منعت القوات الأمريكية الأطباء وأطقم التمريض من الوصول إلى المستشفى العام في المدينة وقطعت الطريق على مئات الجرحى الذين أصابتهم نيران الصواريخ والمدافع والبنادق الرشاشة الأمريكية.
ما يحصل في المدن العراقية وبالذات في الفلوجة مجازر بكل ما تعنيه الكلمة، ومع هذا يصر الأمريكيون على أنهم يفعلون كل هذا لتثبيت الديمقراطية في العراق وهو ما يجعل العراقيين يتساءلون: كم سيقتل منهم لكي يتمتعوا بديمقراطية الأمريكيين المغمسة بدماء العراقيين؟!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved